تسريبات مغلوطة حول قائمة للسكن تحــرك احتجـــاجات
عاشت سهرة أول أمس بلدية عين أرنات الواقعة غرب سطيف، أحداث شغب وعنف، امتدت إلى غاية فجر يوم أمس، تمثلت في خروج محتجين وملثمين قاموا بغلق الطريق الوطني رقم 05 الرابط بين سطيف وبرج بوعريريج، بداعي تغيير قوائم حصة 509 مسكن وتأجيل استفادة أبناء المنطقة من المفاتيح.
و قام المحتجون بتخريب مقر البريد من خلال رشق زجاجه الخارجي بشتى أنواع المقذوفات، إضافة إلى تخريب وحرق محطات التوقف وحاويات جمع القمامة، إضافة إلى إشعال النار في العجلات المطاطية والأشجار، وقد تحول الشارع الرئيسي للبلدية، إلى ساحة معركة بعد تدخل قوات الأمن،  في وقت عقد رئيس الدائرة اجتماعا مع المحتجين تم خلاله تسوية الخلاف.
مصالح الأمن عززت تواجدها بتسخير وحدات التدخل السريع ومكافحة الشغب، وكشف عبد الوهاب عيساني، المكلف بخلية الإعلام بأمن الولاية، عن توقيف 25 شخصا في صفوف المحتجين وإصابة 10 من رجال الأمن بجروح خفيفة خلال المواجهات. و أوضح مصعب ضيف الله، المكلف بالإعلام لمستشفى سعادنة عبد النور الجامعي،  أنه تم تسجيل 20 إصابة ما بين مدنيين وأعوان أمن.
 و أكد شهود عيان أن أحداث الشغب انطلقت بتنظيم احتجاج أمام مقر دائرة عين أرنات، بعد علم المستفيدين بتحويل حصة السكن الاجتماعي إلى إيواء القاطنين بالسكن الهش لصالح مستفيدين من خارج البلدية، و حاولوا طلب تفسيرات من رئيس الدائرة، لكن المنطقة عرفت اندلاع أعمال شغب، مما جعل أعوان الأمن يطوقون المكان ويمنعون المحتجين من الاقتراب من مقر الدائرة.
 وذكرت مصادرنا أن الاحتجاجات امتدت إلى أحياء مجاورة، لكنها تركزت في الشارع الرئيسي، و قام أثناءها  ملثمون بتخريب عدد من المرافق على غرار أعمدة الكهرباء وأعمدة الأعلام و نشروا الفوضى في الطريق بمنع حركة المرور، و لم يتمكن الأمن  من تفريقهم سوى فجر أمس، بتعزيز تواجد قواته واستعمال الغازات المسيلة للدموع.
 و عقد صبيحة أمس رئيس الدائرة اجتماعا موسعا مع كل المستفيدين والمحتجين، و أوضح المسؤول  في اتصال مع النصر، بأن الأمر يتعلق بتسريبات خاطئة بعد وصول معلومات غير صحيحة للسكان، حول تغيير العمارات والأحياء السكنية و كذا إلغاء قرارات الاستفادة المعلن عنها قبل سنة، مضيفا «لقد أجريت القرعة وتعرف المستفيدون على العمارات والشقق، وأفند حدوث تغيير في القوائم أو تغيير العمارات وتعويض المستفيدين الحاليين بمستفيدين آخرين خارج الولاية»، موضحا «كل ما وقع تسريبات لا أساس لها من الصحة استغلها بعض واضعي الملفات، غير المستفيدين من السكن و شباب طائش من أجل إحداث الفوضى» مضيفا بأن الجميع خرج راضيا بعد الاجتماع، مؤكدا استعادة بلدية عين أرنات لهدوئها المعروف.   
و في سياق متصل ، شهدت صبيحة أمس، قرية أقمون التابعة لبلدية بوسلام شمال سطيف، احتجاج عشرات السكان، للمطالبة ببعث مشروع ربط قريتهم بشبكة الغاز، موضحين بأن العملية عرفت تأخرا كبيرا، بعد استفادتهم من المشروع منذ عدة سنوات.
المحتجون طالبوا بضرورة إلزام المقاول باستئناف الأشغال، و في حالة رفضه تعويضه بمقاولة أخرى، قصد ضمان استغلال هذه المادة خلال الشتاء المقبل، لكون المنطقة جبلية، خاصة أنهم قاموا بالأشغال المتعلقة بوضع العدادات و الربط الداخلي بالشبكة.
و قد تم استقبال ممثلين عن المحتجين، من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية بوسلام، الذي أوضح بأن المقاول تخلى عن إنجاز المشروع، بسبب صعوبات في التضاريس اعترضنه، مؤكدا بأن مصالحه ستقوم بتعويضه في المستقبل القريب بمقاولة أخرى.
رمزي تيوري

الرجوع إلى الأعلى