تشهد شوارع و أحياء قسنطينة خلال الأسابيع الأخيرة، انتشارا واسعا للمهاجرين الأفارقة القادمين من قبيلة «الهاوسا» بالنيجر، بحيث امتد تواجدهم من الشوارع الرئيسية و وسط المدينة، إلى داخل الأحياء السكنية، أين يقومون بجمع الأموال عن طريق التسول.
و الملاحظ هو العودة القوية للمهاجرين، بعد أن تقلص عددهم بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، عقب حملة الترحيلات التي قامت بها السلطات، غير أن أعدادهم تضاعفت خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، وبشكل مختلف عن السابق، حيث أن معظمهم من فئة الشباب هذه المرة، على عكس المرحلين سابقا، و الذين كان معظمهم من النساء و الأطفال و كبار السن، حيث أصبحوا ينتشرون أمام أبواب المحلات التجارية، خاصة التي تشهد إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، كالمخابز ومحلات بيع الحلويات واللحوم، بالإضافة لتواجدهم الدائم على مستوى الطرقات التي تعرف اختناقا مروريا. و قد صار هؤلاء المهاجرون يمارسون التسول داخل الأحياء، بعدما كان الأمر مقتصرا على الطرقات و محطات نقل المسافرين و كذا وسط المدينة، و هو ما لاحظناه بعدد من الأحياء كبوالصوف و 20 أوت و فيلالي، كما امتدّ نشاطهم إلى أماكن جديدة لم يكونوا يصلون إليها سابقا، كحي الأمير عبد القادر «الفوبور» و مفترق الطرق بالزيادية، فيما يلجأون ليلا إلى المبيت في أماكن مغطاة، خاصة أسفل الجسور، فعلى مستوى حي بوالصوف يتواجد حوالي 20 شخصا منهم منذ أكثر من شهر، معظمهم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 25 سنة، حيث يتوزعون على أرجاء الحي، في مجموعات من شخصين إلى ثلاثة أشخاص، و يقومون بالتسول طيلة النهار أمام المحلات. و قد وجدنا صعوبة في التواصل مع هؤلاء المهاجرين، حيث لا يجيدون إلا اللغة السواحلية، و لا يتكلمون سوى بضع كلمات عربية، حيث استطعنا أن نفهم مما قالوه بأنهم مسلمون قدموا من قبيلة «الهاوسا» بالنيجر، و التي كان عدد كبير من أفرادها قد رحلوا من قسنطينة قبل أزيد من سنة، و تفيد المعلومات القليلة التي توصلنا إليها من خلال حديثنا معهم، بأن معظمهم إخوة وأبناء عمومة أو أصدقاء، وصلوا إلى قسنطينة منذ أسابيع قليلة و منهم من دخلها قبل أقل من شهر، بعد أن عبروا الصحراء وصولا إلى المدن الداخلية. و علمنا من محدثينا بأنهم منقسمون إلى مجموعات من 10 إلى 20 فردا، يتواجدون على مستوى أماكن متفرقة، حيث يتوزعون نهارا و يعودون للاجتماع ليلا، فالمجموعة المتواجدة منذ بداية شهر رمضان بحي بوالصوف و المتكونة من 15 فردا، تتوجه ليلا إلى مخرج الحي للمبيت تحت الجسر المؤدي نحو وسط المدينة، كما ذكروا بأن أفرادا آخرين اتخذوا من أسفل الجسر العملاق مأوى لها.  
مدير النشاط الاجتماعي بقسنطينة، أكد لدى اتصالنا به بأن مصالحه أجرت إحصاء سجلت من خلاله تزايدا في أعداد المهاجرين الأفارقة مؤخرا، كما لاحظت ارتفاعا في فئة الشباب وسطهم، و كانت مصالح ولاية قسنطينة قد نظمت عمليات ترحيل سابقة للمهاجرين النيجريين نحو مراكز التجميع بالصحراء الجزائرية، التي نقلوا منها نحو بلدهم بناء على طلب من دولة النيجر.                 

عبد الرزاق.م 

الرجوع إلى الأعلى