عاد هاجس الاعتداءات الإرهابية وأحداث الشغب ليلقي بظلاله على يورو فرنسا بعد أسبوعين من الهدوء، ورغم مغادرة المنتخبات التي تصنف جماهيرها في خانة «الخطيرة جدا» على رأسها روسيا وإنجلترا، حيث عاشت سهرة أول أمس الجماهير الغفيرة التي حجت إلى منطقة المشجعين قرب برج إيفل بالعاصمة باريس حالة من الهلع، تسببت في فوضى عارمة.
وحسب ما تداولته وسائل إعلام محلية فإن مجموعة من المشجعين راحت تجري في كل الاتجاهات أثناء متابعتها القمة التي جمعت المنتخبين الإيطالي والألماني، بعد أن ساد الاعتقاد وسط الجماهير بأن اعتداء إرهابي وقع على بعد أمتار، قبل أن يتبين أن بعض المشجعين قاموا بإشعال الشماريخ ورمي مفرقعات نارية، وسط الحشود، مما أثار حالة من الرعب، وأدخل الفوضى التي تسببت في تضرر بعض الحاضرين من المشجعين، مما استوجب نقلهم على جناح السرعة إلى المستشفى.
وبموازاة ذلك حلت الماكينات الألمانية سهرة أول أمس العقدة الإيطالية بعد ثماني محاولات فاشلة على مدار نصف قرن، من السيطرة الإيطالية في البطولات الكبرى، حيث تمكنت المانشافت من إسقاط لاسكوادرا أزورا، بعد مخاض عسير فحجزت مقعدها في نصف نهائي بطولة كبرى لسادس مرة تواليا، بعد نهائيات مونديال 2006 و2010 و2014 و يورو 2008 و 2012 ، تأهل يؤكد جودة الماكينات وقدرتها على إنتاج اللعب الجميل وتحقيق النتائج الرائعة، وقدرة أوزيل ورفاقه على حرمان جميع المنافسين دون استثناء من الكرة طيلة فترات المباريات، كما نجح الربان لوف في كسب رهان مرونة فريقه تكتيكيا، والتي تجلت في قمة أول أمس، أين لم يشفع للمنتخب الايطالي ما قدمه في دورة فرنسا، من روح قتالية وانضباط تكتيكي، وأداء فاق الإمكانات والتوقعات لمواصلة المغامرة، بعد أن أدار له الحظ ظهره، وهو الذي ظلمته القرعة بأن أوقعته في مواجهة العملاق الألماني المتوج قبل سنتين بكأس العالم في البرازيل، لينشط نهائي قبل الأوان قياسا بحجم وقيمة المباريات الأخرى وأطرافها.
والحاصل أن المانشافت حافظت على هيبتها وتقاليدها في المواعيد الكبرى، وكسبت إيطاليا احترام الجميع مقابل ضياع التذكرة في قمة كروية وضعت نقطة نهاية لحكاية كونتي مع الأزوري.
نورالدين - ت

الرجوع إلى الأعلى