يتحضر الملاكم الشاب ابن بلدية الحامة بوزيان بولاية قسنطينة، شعيب بولودينات، للمشاركة ضمن الفريق الوطني الجزائري للملاكمة، في الألعاب الأولمبية المرتقبة بالمدينة البرازيلية ريو دي جانيرو خلال شهر أوت المقبل، حيث أكد بأنه يطمح إلى تحقيق نتيجة جيدة خلال الألعاب القادمة، فيما أرجع إقصاءه من ألعاب لندن سنة 2012 في الدور الأول، إلى كونه دخل المنافسة صائما.
وأفاد شعيب، المصنف ضمن فئة الوزن الثقيل 91 كلغ، في تصريح للنصر على هامش حفل التكريم المنظم على شرفه من طرف المجلس الشعبي البلدي لحامة بوزيان، بأن التحضيرات للألعاب الأولمبية المرتقبة شهر أوت المقبل في المدينة البرازيلية ريو دي جانيرو، تجري على قدم وساق، سواء مع المنتخب الوطني للملاكمة الذي أمضى معه تربصا مغلقا خلال الأيام الماضية، أو مع مدربه بنادي شباب الحامة، عبد الباقي بلميلي، كما سيتجه الفريق الوطني بعد عيد الفطر إلى مدينة كولورادو الأمريكية من أجل إجراء تربص مغلق آخر، ينتقل بعده عناصر الفريق مباشرة إلى البرازيل للدخول في المنافسة الأولمبية، حيث أكد بأن التحضيرات تسير بشكل جيد في الوقت الحالي.
وأشار بولودينات في رده عن سؤالنا حول توقعاته عن المنافسة في مجال الملاكمة بالبرازيل لهذه السنة، إلى أن الفوز يفرض عليه تحديا كبيرا جدا، مؤكدا بأن الأولمبياد حلم أي رياضي، ولا يمكن الوصول إليه بسهولة، فهو يتطلب اقتطاع تأشيرة تأهل مسبقة أولا، لذلك يرى بأن المنافسة لن تكون سهلة أبدا، لكون المشاركين من خيرة الملاكمين العالميين، فضلا عن أنهم من مختلف الأصناف، فمنهم المحترفون والهواة، لكن شعيب شدد على أنه لا يخشى مواجهة أي ملاكم بشكل خاص، مشيرا إلى أنه مستعد لمنازلة كل من تختاره له القرعة، كما أبدى لنا تفاؤله رغم صعوبة المنافسة، فضلا عن تأكيده على أنه يعتزم العودة من هناك بنتيجة مشرفة من خلال العمل المتواصل والثقة في النفس، فالفوز في النهاية ليس له وحده وإنما لمختلف الجزائريين وسكان ولاية قسنطينة و الحامة بوزيان على وجه الخصوص، على حد تعبيره.
وأرجع بعض الملاكمين خروج شعيب بولودينات من الألعاب الأولمبية لسنة 2012 بلندن، إلى نقص التحضير الجيد، حيث أوضحوا لنا بأنه شارك، قبل انطلاقها بمدة قصيرة، في الدورة الدولية النصف احترافية “دابليو أس بي”، وهي تقوم على خمس جولات في المنازلة الواحدة، على عكس الألعاب الأولمبية، التي تجري على مدار 3 جولات، ويكون وقت تحصيل النقاط فيها أقل، إلا أن بولودينات أكد لنا بأن السبب الأول لإقصائه من الألعاب الأولمبية لسنة 2012 في الدور الأول، كان بسبب الصيام، حيث دخل المنافسة ضد الأرجنتيني ياميل بيرالتا، دون أن يفطر، فقد جرت الألعاب خلال شهر رمضان، كما أن علماء الدين لم يفتوا للفريق بجواز كسر الصيام من أجل الألعاب الأولمبية، ما أثر بشكل كبير على أدائه فوق الحلبة.

أما بخصوص تداخل التحضيرات للدورة الأولمبية ونصف الاحترافية، فقد قال محدثنا بـ”أنه أمر غير صحيح”، فالجولة في الألعاب الأولمبية وغيرها من المنافسات هي نفسها، وتجري على 3 دقائق، مع منح الملاكم دقيقة للراحة بين كل جولة، فيما تختلف الدورات من حيث عدد الجولات، التي قد تصل إلى أكثر من عشرة، في بعض البطولات النصف الاحترافية مثل بطولة “أي بي بي”، في حين يشير شعيب إلى أن الفوز لا يتوقف على الملاكم فحسب، وإنما يتطلب مدربا ذا كفاءة عالية أيضا، سواء من ناحية التدريب أو التعامل مع الملاكم، موضحا بأن الملاكم عندما يصعد فوق الحلبة، يصبح في حاجة إلى تنسيق كبير مع مدربه، وهذا ما يتطلب تواصلا قويا بينهما، لدرجة يصبح فيها الملاكم قادرا على فهم أصغر الإشارات التي يوجهها المدرب خلال النزال، لكن هذا الأمر لا يتأتى إلا بالتدريب المكثف.
وتمكن شعيب بولودينات، البالغ من العمر 29 سنة، من تحقيق مشوار رياضي حافل بالانتصارات في مجال الملاكمة على المستوى الإفريقي والعربي والدولي، حيث حقق أول تتويج دولي له سنة 2007 عندما احتل المرتبة الثانية في الألعاب الإفريقية المنظمة بجزر موريس، لينال المرتبة الأولى بعدها بسنتين في البطولة العربية التي احتضنتها العاصمة المصرية القاهرة، كما تمكن من اعتلاء المرتبة الأولى في كأس إفريقيا للأمم المنظمة بالجزائر سنة 2010، فضلا عن تحقيقه المرتبة الثانية في البطولة الإفريقية بالكاميرون سنة 2011، واعتلائه مجددا المرتبة الأولى في الألعاب الإفريقية المنظمة بموزنبيق خلال نفس السنة.
ولم تتوقف بطولات بولودينات عند ذلك، ففي سنة 2011 فاز بالمرتبة الخامسة في الملاكمة خلال بطولة العالم المنظمة بأذربيجان، ليحتل المرتبة الأولى في الدور التصفوي للألعاب الأولمبية بالمملكة المغربية في سنة 2012، التي حقق فيها أيضا فوزا بالمرتبة الرابعة عالميا بعد تأهله إلى الربع النهائي في بطولة العالم المنظمة بكازاخستان، وشارك خلالها أيضا في الألعاب الأولمبية بلندن، ليعود في 2014، إلى اعتلاء منصات التتويج حيث حصل على المرتبة الأولى في بطولة  إفريقيا، فضلا عن تحقيقه المرتبة الثانية خلال 2015، في البطولة الإفريقية بالمغرب، أما في الدورات الاحترافية، فقد وقع الملاكم عقدا مع نادي كوري جنوبي وناد آخر من كازاخستان، ليوقع بعد ذلك مع نادي “ديزارت هوكس” الجزائري بين سنتي 2012 و2014، أما خلال السنتين الأخيرتين فقد وقع مع الاتحادية العالمية للملاكمة الاحترافية، التي نال معها المرتبة الثانية عالميا سنة 2015، والمرتبة الرابعة عالميا خلال السنة الجارية.
سامي حباطي

الرجوع إلى الأعلى