5 مـلايـير دولار لرفـع الإنتـاج إلـى 10 ملاييـن طـن خـلال 3 سنـوات
•  بوشوارب للشركاء الأجانب «اطمئنوا لن تتعطل مشاريعكم في الجزائر»
 شرعت وزارة الصناعة في تنفيذ المخطط الحكومي لتثمين إنتاج الفوسفات ورفع مستوى إنتاج المناجم المتواجدة في الجهة الشرقية للبلاد، حيث تم التوقيع، أمس، على ثلاث اتفاقيات شراكة بين شركتي «اسميدال ومنال» و المجمع الاندونيسي «اندورما»، بهدف استغلال وتثمين الفوسفات، بقيمة استثمارية تقدر بـ 4,5 مليار دولار، في انتظار التوقيع على اتفاق آخر اليوم، مع الشريك الفرنسي «رولييه» ما سيرفع القيمة الإجمالية للمشاريع إلى 5 ملايير دولار، وتسعى الجزائر لأن تصبح من بين المنتجين الثلاثة الكبار للفوسفات في إفريقيا.
وقعت شركتي «اسميدال» و «منال» أمس، على ثلاث اتفاقيات شراكة مع المجمع الاندونيسي «اندورما» لاستغلال وتثمين مناجم الفوسفات، وجرى حفل التوقيع بحضور وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، وسفيرة اندونيسيا بالجزائر، السيدة سافيرا ماشروساح، وستسمح الاتفاقيات الثلاث بتموقع الجزائر مجددا كفاعل إقليمي في إنتاج وتثمين الفوسفات والغاز لإنتاج الامونياك والحمض الفسفوري.
وتنص الاتفاقية الأولى على تأسيس شركة مختلطة بين «أمنال» التي تستحوذ على 51 بالمائة والشريك الاندونيسي (49 بالمائة) على تطوير واستغلال حقل الفوسفات الجديد في بلاد الحدبة بولاية تبسة، أما الاتفاقية الثانية، بين الشركاء الثلاثة، تخص تحويل الفوسفات لإنتاج الحمض الفسفوري و ثنائي فوسفات الأمونيوم، أما الاتفاقية الثالثة، فتتعلق بمشروع لتحويل الغاز الطبيعي لإنتاج الامونياك ونترات الامونيوم وكذا الكالسيوم نترات الامونيوم في حجرة السود بولاية سكيكدة بين اسميدال والشريك الاندونيسي.
وأكد وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، بأن الجزائر تطمح، خلال السنوات المقبلة، إلى الاستغلال الامثل لثرواتها المنجمية، وضمان بروز صناعات مهيكلة، وقال بأن الاتفاقيات الموقعة دليل إضافي على الإمكانيات المنجمية الكبيرة التي تزخر بها الجزائر، وجاذبيته للمستثمرين، موضحا بأن الاتفاق يعد إشارة قوية للمتعاملين الأجانب بشأن رغبة وإصرار الجزائر على المضي قدما في طريق تنويع الاقتصاد.
وأوضح بوشوارب، بأن الجزائر لديها طموحات كبيرة في المجال المنجمي، خاصة الفوسفات، حيث سيتم تثمين وتطوير الإنتاج في حقل بلاد الحدبة بولاية تبسة، بالموازاة مع إطلاق مشاريع لترقية الصناعات التحويلية لهذه المادة، وقال بان الجزائر تطمع لان تصبح ضمن أكبر ثلاثة منتجين للفوسفات في إفريقيا في آفاق 2019، بإنتاج في حدود 10 ملايين طن سنويا، يتم تحويل 80 بالمائة منها وطنيا، مشيرا ان بلوغ هذا المستوى يبقى هدفا مرحليا سيتم تجاوزه سريعا. وبحسب الوزير، فإن إجمالي الاستثمارات المقررة في إنتاج الفوسفات، ستبلغ 5 ملايير دولار، منها 4,5 مليار دولار في إطار الشراكة مع اندونيسيا، و مشروع آخر بقيمة 500 مليون دولار مع الشريك الفرنسي «رولييه»، وستسمح هذه الاستثمارات بخلق 16 ألف منصب عمل جديد، منها 12 ألف منصب في مرحلة الانجاز، و 4 آلاف منصب في الاستغلال.

 الجزائر ستتحول إلى فاعل منجمي إقليمي

وأوضح وزير الصناعة، بأن الهدف الاستراتيجي من مشاريع الشراكة في هذا المجال، هو الوصول إلى تحويل 5 ملايين من الفوسفات التجاري إلى أسمدة فوسفاتية، وإنتاج 1 مليون طن من الامونياك و 800 ألف طن من الكالسيوم نترات الامونيوم، وقال بأن هدف الحكومة هو تحويل المنطقة إلى «مركز منجمي جهوي»، ومركز مرجعي للدول الإفريقية والحوض المتوسطي. 
وأكد عبد السلام بوشوارب، بأن الجزائر تطمح لان تتحول إلى لاعب رئيسي في إنتاج الأسمدة الفوسفاتية في السوق الدولية، والمنتجات الأخرى المشتقة من الفوسفات، موضحا بأن الجزائر تتوفر على عدة مزايا، لا تتوفر لدى منتجين آخرين في المنطقة،  منها توفرها على احتياطي كبير من الفوسفات وبنوعية جيدة، وكذا توفرها على الغاز، إضافة إلى قربها من الأسواق الرئيسية، وهو ما يفتح آفاقا كبيرة أمام المنتجين.
وأبرز وزير الصناعة والمناجم، بأن الشراكة، هي من الخيارات الاستراتيجية لتطوير الصناعة، وقال بأن الجزائر ستعمل مع بلوغ مستوى إنتاج في حدود 10 ملايين طن سنويا، إلى العودة في السوق الدولية، واستعادة زبائنها التقليديين، والبحث عن أسواق جديدة، مضيفا بأن الهدف الأساسي في المرحلة المقبلة هو إقناع الزبائن على التعاقد مجددا وشراء المنتوج الجزائري من الفوسفات.

علينا طمأنة شركائنا ولن نسمح بتكرار الأخطاء

ودعا بوشوارب المتعاملين إلى الانخراط في المسعى الذي رسمته الحكومة لإعادة بعث الصناعة المنجمية، وشدد على ضرورة احترام الآجال التي تم الاتفاق بشأنها في العقد المبرم، كضمان إضافي للشركاء الأجانب حتى تتمكن الجزائر من استعادة ثقة كبار المتعاملين والشركات العالمية، وأضاف قائلا «هذه المرة، ليس لدينا أي مجال للخطأ. مع الوسائل والرؤية التي لدينا اليوم، لا أحد لديه أي عذر في المستقبل».
وأكد بوشوارب، بأن نجاح المشروع، مرده أولا طمأنة الشركاء المحتملين الذين يتابعون عن كثب هذه التجربة الجديدة في الجزائر. مشيرا إلى التجاذبات التي يعيشها سوق الفوسفات سواء بالنسبة للدول المنتجة أو الشركات، وحرص وزير الصناعة على إرسال إشارات قوية للمتعاملين الأجانب بشأن مشاريعهم بالجزائر، وفي هذه المرحلة التي تشهدها الجزائر من إعادة بعث للقطاع الصناعي بفروعه المختلفة، وأوضح قائلا « أود طمأنة الشركاء الدوليين الحاليين والمستقبليين، ومن يعملون معنا بأن التزامنا ودعمنا لن يتزعزع». كما دعا بوشوارب، الشركاء الأجانب إلى الإبلاغ وبدون تردد عن المشاكل والعراقيل التي تعيق السير الطبيعي وتجسيد مشاريعهم بالجزائر، مؤكدا بأن ذلك هو «التزام رسمي» من الحكومة للمتعاملين. وأعلن بوشوارب عن اتفاقيات أخرى سيتم التوقيع عليها في غضون أسبوعين في سياق إستراتيجية الحكومة لتنويع الاقتصاد خارج المحروقات.
أنيس نواري

الرجوع إلى الأعلى