فوضى عارمة في الجمعـية الإنتخابية بسبب خلاف حول شرعية ترشــح حـــزام
لم تفض أشغال الجمعية العامة الإنتخابية لترجي قالمة المنعقدة عشية أول أمس الإثنين إلى أي قرار من شأنه أن يخرج «السرب الأسود» من الأزمة الإدارية التي يعيش على وقعها، بل أن أشغال هذه الدورة عرفت حدوث فوضى عارمة، الأمر الذي أدى إلى توقيف الأشغال و رفع الجلسة من دون الحسم في مصير رئاسة النادي، مع طرح ملف ثقيل على طاولة مديرية الشباب والرياضة، رغم أن السباق كان من المفروض أن يكون ثنائيا بين الرئيس المنتهية عهدته طارق أمين منيعي ومنافسه رضا حزام.
الجمعية العامة التي إنعقدت بدار الشباب محمدي يوسف بحضور 68 عضوا من أصل 83 مسجلا، شهدت إندلاع مناوشات كلامية بين بعض الأعضاء، على خلفية الاقتراح الذي تقدمت به لجنة الترشيحات بخصوص ملف ترشح رضا حزام لرئاسة النادي، لأن رئيس اللجنة المختصة وفي الحوصلة الموجزة التي استعرضها خلال هذه الدورة، أشار إلى أن حزام كان قد أودع ملفه الإداري بعد نحو ساعتين من إنقضاء الآجال التي كانت محددة للترشح، مما جعل اللجنة ترفضه بتحفظ، مع فتح باب الإستشارة لأعضاء الجمعية العامة خدمة لمصلحة الفريق، خاصة و أن مهلة إيداع ملفات الترشح تزامنت و عطلة نهاية الأسبوع، مما حال دون إستخراج المترشحين للوثائق الإدارية المطلوبة، كما أن اللجنة كانت قد عمدت إلى تمديد آجال الترشح إلى غاية منتصف نهار يوم الأحد الماضي.
و تضاربت مواقف أعضاء الجمعية العامة بين مساند لمقترح قبول ملف ترشح حزام و مطالب بتطبيق القوانين، بينما ذهب جناح آخر إلى إقتراح تكتل الطرفين في مكتب موحد، الأمر الذي نتج عنه إندلاع ملاسنات كلامية، في ظل عدم القدرة على التوصل إلى قناعة مشتركة، سيما و أن حزام رفض فكرة الإنضمام إلى طاقم منيعي كعضو في المكتب المسير، و ألح على ضرورة ترشحه للرئاسة، مما أدى إلى إتساع دائرة النقاش.
إلى ذلك فقد حاول أعضاء لجنة الترشيحات تبرير الوضعية المعقدة بالتأكيد على أن ملف ترشح منيعي قانوني، بعد إستيفائه جميع الشروط، و كذلك الشأن بالنسبة لقائمة أعضاء المكتب، بعدما أعلنت ذات الهيئة عن لجوئها إلى تطبيق القوانين المنصوص عليها في المرسوم التنفيذي رقم 15 – 74 المؤرخ في 16 فيفري 2015،  سيما منها تلك المتعلقة بشروط الترشح، و المحددة في المادة 44، الأمر الذي جعلها تتمسك بقرار رفض ملف ترشح رضا حزام، بحجة عدم إحترام الآجال، كون المعني كان قد إستوفى الوثائق الإدارية بعد نحو ساعتين من إنقضاء المهلة المحددة، رغم تمديدها، و هو أمر أشار إليه رئيس لجنة الترشيحات محمد خميسي أومدور في التقرير الذي إستعرضه خلال الدورة الإنتخابية.
على صعيد آخر فقد رفضت اللجنة ملفات ترشح كل الأعضاء الذين أدرجهم حزام في قائمته، بحجة عدم الحضور لأشغال الجمعية الإنتخابية، رغم أن المعني بالأمر حاول تعويض الغائبين بأعضاء آخرين من الجمعية العامة، إلا أن لجنة الترشيحات رفضت هذا الإجراء، و أصرت على مراعاة آجال الترشح سواء لرئاسة النادي أو عضوية المكتب، لأن المادة 46 تشترط إجراء إنتخابات الرئاسة ثم إنتخابات الطاقم المسير كل على حدى. هذه المعطيات صعدت من موجة النقاش بين المتدخلين من التكتلين، قبل أن تتطور الأوضاع و تبلغ حد التشابك بالأيدي، مما جعل ممثل «الديجياس» يغادر القاعة، ليعلن إثرها رئيس لجنة الترشيحات عن رفع الجلسة و توقيف الأشغال مع إنسحابه من القاعة.
و إنطلاقا من هذا الوضع فإن حلقات مسلسل الصراع الإداري لترجي قالمة تبقى متواصلة إلى إشعار آخر، من دون النجاح في الخروج بالفريق من الأزمة الإدارية التي تهز أركانه منذ نحو موسمين، لكن ناقوس الخطر قد دق هذه المرة، لأن الفترة التي حددتها وزارة الشباب و الرياضة للنوادي من أجل تنظيم جمعياتها الإنتخابية تزامنا مع إنطلاق عهدة أولمبية جديدة إنقضت أول أمس، لكن «السرب الأسود» لم يتمكن من تجاوز هذه الأزمة، و رحلة البحث عن الشرعية تتواصل، من دون التفكير في العمل الميداني، قبل أقل من شهر عن إنطلاق منافسة بطولة وطني الهواة، لأن مصير الفريق أصبح على كف عفريت، بسبب عدم إنخراطه في الرابطة، بصرف النظر عن مشكل التعداد و كذا الطاقمين الإداري و الفني، لأن هذه الإجراءات مربوطة بآجال قانونية، و الترجي تبقى بحوزته فرصة الحظ الأخير، بإعتماد مهلة إستثنائية لإمضاءات اللاعبين و كذا الإنخراط، قبل تفادي الشطب النهائي من الرزنامة.
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى