حقق المنتخب الوطني سهرة أمس فوزا عريضا على حساب اللوزوطو، في ختام التصفيات المؤهلة إلى «كان 2017»، كان بمثابة عربون ثقة قدمه الخضر لملايين الجزائريين قبل نحو شهر من إنطلاق تصفيات مونديال روسيا، مادام أمر التأهل إلى الغابون قد حسم منذ الجولة الماضية، مع طمأنة الصربي ميلوفان راييفاتس في أول إمتحان ميداني له مع الكرة الجزائرية، لأنه تعود في مغامرته التاريخية مع غانا على الفوز بأضعف فارق، لكن محرز و رفاقه استقبلوا هذا المدرب بفاتورة قد تجبره على مراجعة حساباته، و إعادة النظر في رسوماته التكتيكية، و لو أن الهداف سوداني أصبح بفضل الثنائية التي وقعها اختصاصيا في هز شباك منتخب اللوزوطو المتواضع، بعدما كان قد أمضى هدفين في موقعة الذهاب، ليرفع حصيلته الشخصية إلى 4 أهداف في شباك هذا المنافس، ليكون هداف التصفيات القارية بإجمالي 7 أهداف .
المقابلة عرفت إنطلاقة سريعة جدا من العناصر الوطنية، و قد كادت أول حملة هجومية أن تكلل بهدف مبكر، لكن سليماني لم يحسن استغلال الفتحة العرضية التي تلقاها من غلام على الجهة اليسرى، كما أن بودبوز كان قريبا من الوصول إلى الشباك في أولى الدقائق، من مخالفة مباشرة نفذها بودبوز، لكن الحارس موكايلي تصدى للكرة بصعوبة، قبل أن يصل سوداني إلى المبتغى بعد 7 دقائق فقط من إعطاء الحكم الغيني سيكو توري ضربة الانطلاقة،  بعد إعادة الكرة من مجاني، حيث روض سوداني الكرة داخل منطقة العمليات و سدد بقوة، مما أسكن الكرة في الركن الأيمن لمرمى الحارس الضيف.
هذا «السيناريو» كان الأفضل بالنسبة للناخب الوطني الجديد ميلوفان راييفاتس في أول خرجة له مع «الخضر»، و لو أن التشكيلة الوطنية أصبحت متعودة على ذلك،  مما أوحى بأن فاتورة منتخب اللوزوطو ستكون ثقيلة، و لن تختلف عن تلك التي تلقاها آخر ضيفين على الجزائر و هما تانزانيا و إثيوبيا، لأن  السيطرة كانت مطلقة على مجريات اللعب، و التشكيلة لعبت بروح جماعية، و كانت كتلة واحدة  في منطقة الوسط، مع التنويع في صنع الهجمات، تارة على الرواقين الأيسر و الأيمن، و تارة أخرى بالإعتماد على الفرديات إنطلاقا من وسط الميدان.
هذه السيطرة كادت أن تثمر بهدف ثان في الدقيقة العاشرة، بصاروخية على الطائر من تايدر، و لو أن الكرات الثابتة كان من أبرز المفاتيح التي راهن عليها «الخضر»، بدليل أن صانع الألعاب محرز وضع بصمته في هذه المقابلة بهدف على طريقة الكبار، إثر مخالفة مباشرة نفذها من على بعد 20 مترا، إستقرت من خلالها الكرة في الزاوية اليسرى لمرمى الحارس موكيلي، و كان ذلك في الدقيقة 18.
بعد ذلك ب 6 دقائق نجح تايدر في إعادة نفس «سيناريو» هدف محرز، بتنفيذه مخالفة مباشرة من على مسافة 22 مترا، أجبر من خلالها حارس اللوزوطو على الإكتفاء بمتابعة الكرة و هي تستقر في الركن الأيسر العلوي من مرماه.
توقيع ثلاثية في أقل من نصف ساعة كان مؤشرا ميدانيا على تواضع المنافس، لأنه لم يبادر إلى القيام أي رد فعل طيلة هذه المرحلة، و سيطرة أشبال راييفاتس تواصلت، و كانت فرديات محرز و بودبوز كافية لصنع الفارق، و التحكم كلية في زمام الأمور على مستوى الدائرة المركزية، و الإستحواذ على الكرة أطول فترة ممكنة، مع التنويع في اللعب و المراهنة على التمريرات في الرواقين، و هي الطريقة التي ضيع على إثرها سليماني فرصة ثمينة إضافة الهدف الرابع، كون راوغ في الدقيقة 38 الحارس موكيلي، و كان متواجدا أمام شباك شاغرة، إلا أن قذفته إصطدمت بالقائم الأيمن للمرمى، و لو أنه تدارك الوضع بعد دقيقة واحدة فقط من تلك اللقطة، إذ إنفلت على الجهة اليمنى، و قدم تمريرة على طبق إلى زميله سوداني، الذي كان متحررا من المراقبة، فأسكن الكرة بسهولة كبيرة و برأسية محكمة في عمق الشباك.
فاتورة اللوزوطو إرتفعت في الأنفاس الأخيرة من الشوط الأول، بإعلان الحكم الغيني سيكو توري عن ضربة جزاء في الوقت بدل الضائع، إثر العرقلة الواضحة التي تعرض لها محرز، و هي الضربة التي تولى تنفيذها بودبوز بنجاح، منهيا النصف الأول من المقابلة بخماسية.
«فيزيونومية» المقابلة في نصفها الثاني تغيرت كلية مقارنة ب «سيناريو» الشوط الأول، لأن ريتم اللعب إنخفض كثيرا، و العناصر الوطنية مالت إلى اللعب الإستعراضي، من دون التوجه كثيرا إلى مرمى الخصم، رغم إقحام براهيمي بديلا لبودبوز، مقابل بقاء عناصر اللوزوطو متجمعة في الدفاع، لتفادي أهداف أخرى، الأمر الذي جعل اللقاء يفقد نكهته، و لم يختلف عن الحصص التدريبية.
المد الهجومي الجزائري تواصل، و الضغط على منطقة الحارس موكيلي كان كبيرا، لأن اللعب إنحصر في منطقة المنافس، مع تضييع العناصر الوطنية عديد الفرص السانحة للتهديف، في ظل بحث كل اللاعبين على إختلاف مناصبهم عن التسجيل، و لو أن النجاعة كانت حاضرة لدى محرز، الذي وقع الهدف السادس في الدقيقة 74 بعد عمل فردي قام به سوداني على الجهة اليسرى، ختمه بفتحة صوب محرز الذي راقب الكرة داخل منطقة العمليات و سدد مباشرة في الركن السفلي الأيسر لمرمى المنتخب الزائر.
و مع حلول الدقيقة 78 سجل الوافد الجديد بن ناصر دخوله كبديل لسوداني، لكن هذا التغيير لم يحمل الشيء الجديد بالنسبة لأداء التشكيلة الوطنية، لأن سليماني فشل في الوصول إلى الشباك، لتنتهي المباراة بسداسية، مع ضمان التأهل إلى الغابون بأقوى هجوم بمجموع 25 هدفا.    
ص / فرطـــاس

رياض بودبوز
إسلام أخي ولن نغتر بالفوز بسداسية
أكد متوسط ميدان المنتخب الوطني رياض بودبوز بأن ما حدث بينه و بين زميله إسلام سليماني قبل تنفيذه ركلة الجزاء، كان مجرد سوء تفاهم وإصرار كل واحد على التسجيل فقط، و قال:»لم يحدث أي شيء بيني و بين سليماني، إسلام أخي و كل ما في الأمر أردت التسجيل فقط».
وأما بخصوص مباراة ليزوطو و الفوز المحقق فقال:» الفوز أمام منتخب ليزوطو جيد من الناحية المعنوية، ولكن لن نغتر بهذه النتيجة الثقيلة، وعلينا التفكير في ما هو ما قادم، حيث أن المنافس كان متواضعا ولم يخلق لنا أي صعوبات».
إسماعيل بن ناصر
سعيد بأول مشاركة ولم أشعر بأني جديد في المنتخب
عبر الوافد الجديد على بيت المنتخب الوطني إسماعيل بن ناصر عن سعادته الكبيرة بأول ظهور رسمي مع الخضر، وبالتالي ضمان الخضر خدماته بصفة رسمية، حيث قال:» أنا سعيد للغاية بأول مشاركة لي مع المنتخب الوطني، صراحة لم أشعر بأني جديد، حيث أن الجميع رحب بي، و سهلوا عملية اندماجي، لقد حققنا فوزا جيدا بالنتيجة والأداء، وسأواصل العمل بكل جدية حتى أكون عند حسن ظن الجميع».

في أول ظهور لراييفاتس و بن  ناصر
الخضر يحافظون على التسعيرة وينذرون المنتخبات الكبيرة
وفق المنتخب الوطني سهرة أمس في زف عديد الرسائل وفي اتجاهات مختلفة، فقد طمأن الحضور وعموم الشعب الجزائري على صحة كتيبة الخضر، قبل أربعة أسابيع عن دخول معترك تصفيات كان 2017 بالغابون، وعلى بعد أربعة أشهر من إقامة هذا العرس الكروي الذي ظلت عروسه تتحاشى اختيار الخضر منذ العام 1990، كما عرف رياض محرز ورفاقه كيف يستقبلون الناخب الجديد ميلوفان راييفاتس، الذي قضى أمسية هادئة جدا وأخذ جرعة معنوية أكثر من ضرورة في مستهل مغامرته الجديدة على رأس العارضة الفنية للأفناك.
كما استغل لاعبونا تنشيط آخر مباراة لهم، قبل نهائيات كأس أمم إفريقيا و بداية تصفيات مونديال روسيا، لتقديم أوراق اعتمادهم وإعلان أنفسهم طرفا فاعلا وهاما في الاستحقاقات المقبلة على الصعيد القاري والعالمي، فاستثمروا في التباين الصارخ في الإمكانات واختلال موازين القوى، للحفاظ على التسعيرة الجديدة في ملعب مصطفى تشاكر، بإمطار شباك الضيوف بأكبر حصيلة ممكنة، مع الحرص على التنويع في طرق هز الشباك بين جمل تكتيكية و كرات ثابتة، و معها تداول اللاعبين على ممارسة هواية التهديف، فلم يعد إسلام سليماني وحده السلاح الفتاك للأفناك، في وجود رياض محرز و رياض بودبوز و العربي هلال سوداني و سفير تايدر و بقية اللاعبين، القادر كل منهم على النيل من المنافس في أية لحظة و من أنصاف الفرص، و هي رسالة واضحة للمنافس القادم للخضر في تصفيات المونديال منتخب الكاميرون، الذي سيقف شاهد عيان على أحقية منتخبنا في تسيد لائحة المنتخبات الإفريقية على سبورة ترتيب الفيفا، و قدرتهم على ترويض الأسود “غير المروضة” كما فعلوها من قبل مع بقية زوار حديقة تشاكر، فوز أمس بسداسية يمنح الناخب الوطني قبل اللاعبين دفعا بسيكولوجيا قبل مواجهة الكاميرون و نيجيريا و زامبيا في مسار شاق من ست محطات، تلعب جميعها بحسابات معقدة و هامش مناورة و استدراك أضيق من خرم الإبرة، كما حرر انتصار أمس اللاعبين بعد العودة من العطلة السنوية، وأكسبهم الثقة بالنفس الضرورية في هكذا مواعيد رسمية، خاصة و أن شهر سبتمبر كثيرا ما شكل صداعا حقيقيا لمهندسي لعب الخضر في العشرية الأخيرة بدء برابح سعدان وصولا إلى كريستيان غوركوف.
ومن أكبر مكاسب موقعة سهرة أمس الموهبة الصاعدة إسماعيل بن ناصر الذي رسم التحاقه بالخضر، وسيكون أمامه سنوات للعطاء وإثبات الذات في منتخب تأكد مرة أخرى أن المناصب فيه لاحقا ستكون بأثمان باهظة.
نورالدين - ت    

دورة "كان 2017"
6 ضيوف جدد و حضور قوي للكرة العربية
أكمل سهرة أمس منتخب الطوغو عقد المتأهلين إلى نهائيات كاس أمم إفريقيا في نسختها 31 المقررة مطلع السنة القادمة بالغابون، و ذلك بفضل الإنتصار العريض الذي حققه على حساب جيبوتي بخماسية نظيفة، لأن هذا الفوز العريض مكن الطوغوليين من الظفر بإحدى التأشيرات المخصصة لمنتخبين من أصحاب المراكز الثانية، على إعتبار أنهم ختموا المرحلة التصفوية في الصف الثاني في ترتيب المجموعة الأولى برصيد 11 نقطة، لكن فارق الأهداف شفع لهم بالالتحاق بركب المتأهلين إلى الغابون.
عودة الطوغو إلى دورات «الكان» جاء بعد تجسد سلسلة من الحسابات المعقدة، خاصة الهزيمة المفاجئة التي تكبدها منتخب جزر الرأس الأخضر داخل قواعده على يد ليبيا، لأن «الكاب فير» كان يكفيه الفوز للتواجد في الغابون إلا أن هذه الهزيمة أخرجته من دائرة الحسابات، كما أن منتخب البنين كان بحاجة إلى نقطة فقط للتأهل إلى الطبعة القادمة من العرس القاري، غير أنه إنهار كلية في باماكو، و تلقت شباكه خماسية أمام منتخب مالي، مما جعله يخسر الرهان بفارق الأهداف.
بالموازاة مع ذلك فقد حقق منتخب تونس تأهلا مستحقا إلى «كان 2017»، إثر قصفه الضيف ليبيريا برباعية، في قمة هذه الجولة، و هي نفس الوضعية التي خرج منها منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية بتأشيرة المرور إلى الغابون، كون «نسور كينشاسا» افترست «فهود بانغي» و فازت عليها بنتيجة عريضة رغم أن منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى يبحث عن تعادل يكون وزنه تأهل تاريخي إلى العرس الكروي الإفريقي.
إلى ذلك فقد عانى منتخب بوركينافاسو الأمرين لاقتطاع تأشيرة التأهل، كونه انتظر إلى غاية الدقيقة التاسعة من الوقت بدل الضائع لتجنب كارثة الإقصاء، لأن مهاجمه بانو دياورا أمضى هدف الفوز على بوتسوانا، و الذي مكنه من تصدر المجموعة الرابعة، و لو أنه تفوق بفارق الأهداف على منتخب أوغندا الذي تأهل بدوره إلى الغابون كواحد من أفضل أصحاب المراكز الثانية.
على هذا الأساس فإن قائمة منشطي النسخة القادمة من «الكان» المقررة بالغابون ستعرف تواجد 4 منتخبات عربية، و يتعلق الأمر بكل من الجزائر، تونس، مصر و المغرب، بعد تسجيل عودة «ّالفراعنة» و «أسود الأطلس» إلى النهائيات القارية، مقابل نجاح 4 منتخبات أخرى في التأهل، بعدما كانت غائبة عن دورة غينيا الإستوائية 2015، في صورة المفاجآت غينيا بيساو، زيمبابوي و أوغندا، إضافة إلى المنتخب الطوغولي، و هي منتخبات عوضت 6 منتخبات نشطت الدورة الفارطة، و ستكون غائبة عن موعد الغابون، مثل زامبيا، غينيا الإستوائية، الكونغو، الرأس الأخضر، غينيا و جنوب إفريقيا، مع تواصل غياب نيجيريا عن الطبعة الثانية تواليا، في حين تبقى منتخبات الجزائر، كوت ديفوار، الكاميرون، تونس، السنغال، غانا، مالي، بوركينافاسو و الكونغو الديمقراطية من المنشطين التقليديين لهذه المنافسة.
تجدر الإشارة إلى أن قرعة نهائيات دورة «كان 2017» ستسحب يوم 19 أكتوبر القادم بالعاصمة الغابونية، وفق تصنيف خاص بالإتحاد الافريقي، سيتم الكشف عنه أواخر سبتمبر الحالي، على أن توزع المنتخبات على 4 مستويات بحسب نتائجها في الدورات الثلاث الأخيرة من العرس الكروي الإفريقي.
ص / فرطـــاس

و فيما يلي قائمة المنتخبات المتأهلة إلى «كان 2017»:
الجزائر ـ مصر ـ تونس ـ المغرب ـ الكاميرون ـ غانا ـ كوت ديفوار ـ السنغال ـ مالي ـ  الكونغو الديمقراطية ـ بوركينافاسو ـ غينيا بيساو ـ زيمبابوي ـ أوغندا ـ الطوغو ـ الغابون.

الرجوع إلى الأعلى