هدم 25 بناء فوضويا بحي النعجة الصغيرة ببوالصوف
هدمت، أمس، مصالح بلدية قسنطينة 25 بناء فوضويا بالتجمع السكاني المسمى النعجة الصغيرة بحي بوالصوف، و لم تشمل العملية منازل مواطنين تحصنوا داخلها و رفضوا الخروج، بينما أبدى آخرون مقاومة، وسط تعزيزات أمنية.
العملية انطلقت في الساعات الأولى من الصباح، حيث عرفت محاولات عرقلة من طرف أصحاب البناءات، قبل وصول التعزيزات الأمنية، حيث انتشر بالموقع العشرات من عناصر الأمن بالزي المدني و الرسمي، و أعوان مكافحة الشغب من الشرطة و الدرك الوطني، مزودين بالهراوات و الدروع لمنع حصول أي انزلاق، و لم تسجل بعد مرحلة الانطلاق في الهدم أية مقاومة عنيفة من طرف السكان ضد القوة العمومية، باستثناء شباب حاولوا إنقاذ أخشاب البناء من بناية غير مكتملة و طلب بعضهم من مصالح البلدية عدم تنفيذ العملية، في وقت تجمع عدد كبير من السكان الآخرين و اكتفوا بالمشاهدة.و شملت عملية الهدم 20 بناء واقعا بالجهة السفلى للنعجة الصغيرة، منها ما هو مكتمل، فيما لا تتجاوز أخرى مرحلة إنجاز الأساسات، بالإضافة إلى كشك أنجز فوق الطريق، فيما أكد ممثل القطاع الحضري 5 جويلية بأن عملية هدم البناءات غير القانونية قد تمت بحيث لا يستطيع أصحابها إعادة إنجازها بسهولة، فإزاحة المخلفات وحدها تكلف مبالغ كبيرة، كما أوضح بأن أصحاب العديد من البناءات الفوضوية التي شملتها العملية غير معروفين، ففي هذه الحالة ترفع مصالح البلدية شكوى ضد مجهول، خصوصا بالنسبة للبناءات التي لا تزال في بداية الإنجاز، في حين تواصلت العملية مساء و تم تهديم 3 بيوت أخرى بالمكان المسمى أرض حروز، إضافة إلى وقف تهيئة قطع أرضية لإنجاز سكنات عليها.رئيس الدائرة أشرف على العملية و أكد في تصريح للنصر، بأن منطقة النعجة الصغيرة عبارة عن أرض فلاحية خارج النسيج العمراني، كما أنها مدرجة في المنطقة الحمراء المعرضة لخطر الإنزلاقات، و لا يغطيها أي مخطط شغل أراض أو تعمير، مضيفا أن البنايات أنجزت بدون أي تواصل مع الجهات الإدارية، و بأن عملية أمس جاءت على إثر تسخير والي قسنطينة للقوة العمومية، فيما ذكرت مديرة العمران لبلدية قسنطينة، بأنه سيتم تنفيذ عمليات أخرى بنفس الحي و بتجمعات أخرى، لكنها امتنعت عن إعطائنا تفاصيل عنها، و اكتفت بالتأكيد على أن المعنيين اشتروا القطع بعقود عرفية، مشيرة إلى أن شبكات التطهير غير منجزة حسب المقاييس.
و لجأت عائلات معنية بالهدم إلى الدخول للبناءات التي اقتربت الأشغال فيها على الانتهاء، من أجل منع القوة العمومية من مواصلة العملية، و قد نجحوا في ذلك و رفضوا الخضوع لنداء رئيس الدائرة و مصالح الأمن بالخروج منها، في حين بدا على وجوههم هلع كبير، خصوصا إحدى العائلات التي لم يتوقف أفرادها الكبار و الأطفال عن البكاء إلى غاية مغادرة مصالح البلدية للمكان، فضلا عن عائلات صعدت إلى سطح بنايات أخرى، مكونة من عدة طوابق للحيلولة دون إتمام الهدم، كمجموعة نساء و شخص تحصن داخل فيلا غير مأهولة بالسكان مع زوجته.و ذكر لنا مواطنون من الحي بأنهم قاموا بإيداع طلبات للتسوية بخصوص سكناتهم، على مستوى المصالح المعنية، لكنهم لم يتلقوا ردا، في حين أكد مسؤول بالبلدية بأن البناءات الفوضوية المعنية بالتسوية لا تشمل التجمعات التي أنجزت بعد سنة 2008، فيما قال آخرون بأن عملية تهديم بناءاتهم قد كبدتهم خسائر مالية كبيرة، حيث وصلت تكاليف البناء بالنسبة لبعضهم إلى حوالي مليار سنتيم، و منهم من لجأ إلى الاستدانة، فيما قال آخرون بأنه كان من المفروض أن تهدم البناءات قبل أن ترتفع إلى الحد الذي وصلت إليه اليوم، حيث لاحظنا أن بعضها تحول إلى فيلات كاملة.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى