مطالب بترميم الموقع الأثري”سيجس” بتيبازة و تحويله إلى متحف
لا تزال مزرعة لأحد المعمرين المدعو « سيجس» بالمخرج الغربي لمدينة مسلمون بولاية تيبازة، شاهدة على أول اجتماع سري عقده الحلفاء للإعلان عن تحرير أوروبا من النازية، و حسب الناشط في الميدان الثقافي والعضو بالمجلس الشعبي الولائي لولاية تيبازة إلياس عزيبي، فإن هذا الاجتماع عقد بتاريخ 23 أكتوبر1942 و حضره 15 جنرالا من قادة دول الحلفاء، وأعلنوا من خلاله خطة لتحرير أوروبا من النازية،

وبعد أسبوع من ذلك بدأ جيش الحلفاء يحقق الانتصارات وحرر كل فرنسا وكل أوروبا من النازية، و رغم الإهمال الذي يعرفه المكان، إلا أنه لا يزال يحمل بين جدرانه لوحة تحمل باللغة الفرنسية عبارة "من هنا بداية تحرير فرنسا و أوروبا وكل العالم من النازيين"، وتعد هذه اللافتة الدليل على مرور
 قادة الحلفاء من هنا و عقدهم هذا الاجتماع السري بالجزائروحسب نفس المتحدث، فإن فكرة عقد الاجتماع السري بهذا المكان، جاءت من طرف صاحب المزرعة الإسباني « سيجس» الذي كان على علاقة بالجيش البريطاني، كما وقع الاختيار على هذا المكان، لأن أوروبا كلها لم تكن آمنة في تلك الفترة وكانت تحت نيران النازية، عكس شمال إفريقيا،خصوصا الجزائر، التي كانت تعرف الهدوء والأمن.أضاف نفس المتحدث، بأن اختيار هذا المكان جاء لكونه يقع بمنطقة جبلية ويطل على البحر ويصعب على طائرات الجيش الألماني اكتشافه، مشيرا إلى أن الإدارة الفرنسية التي كانت تحكم الجزائر في تلك الفترة، لم تكن على علم بهذا الاجتماع السري و اعتمد صاحب المزرعة على عدة وسائل للتمويه حتى لا يتم اكتشاف الاجتماع و ادعى أنه أقام حفل عيد ميلاد، لكن ورغم كل هذا التعتيم والسرية في عقد الاجتماع،  إلا أن الجيش النازي و عن طريق جواسيسه، وصلته معلومات بوجود اجتماع سري لقادة الحلفاء بالجزائر، لكن المعلومة لم تكن دقيقة وقامت الطائرات الألمانية بقصف مزرعة مشابهة لهذه المزرعة بمنطقة قوراية بتيبازة، وأكد محدثنا، بأن قادة الحلفاء وصلوا إلى هذا المكان عن طريق سفينة رست بالمنطقة وعقد الاجتماع بالطابق الأول للمسكن الذي يتوسط المزرعة.  
الموقع يعاني الإهمال وتغزو زواياه  الأحراش
المبنى فقد اليوم الكثير من معالمه وخصوصيته، فخلال حرب التحرير تعرض لهجوم من طرف المجاهدين التابعين لكتيبة الحمدانية، بالولاية التاريخية الرابعة، وذلك في خريف 1956، كما تم حرق المزرعة وحاول الثوار من خلال هذه العملية إيصال رسالة إلى أوروبا و العالم من خلال ما يحمل المكان من قيمة واحتضانه أول اجتماع سري نتج عنه تحرير أوروبا من النازية.أما بعد الاستقلال، فتعرض المكان للإهمال واستغل من طرف 43 عائلة كمأوى لها، و في المدة الأخيرة و في ظل  تحركات المجتمع المدني بتيبازة والمنتخبين، قامت وزارة الثقافة بتصنيفه ضمن التراث الثقافي في شهر أفريل الماضي وصدر ذلك في الجريدة الرسمية، كما قامت السلطات الولائية بترحيل العائلات التي كانت تقيم فيه، إلى سكنات جديدة، وينتظر اليوم إعادة ترميمه وتحويله إلى معلم سياحي وثقافي، يستقطب السياح من داخل وخارج الوطن، نظرا لقيمته التاريخية الكبيرة، و كذا قبلة للباحثين في مجال التاريخ وعلم الآثار.
في نفس السياق دعا الناشط الثقافي إلياس عزيبي، إلى ضرورة الإسراع في ترميم هذا المعلم الثقافي الذي يعيش حالة من الإهمال والأحراش التي تغزوه من كل النواحي، رغم أنه يقع في أسفل الجبل و يطل على البحر، و يحتضن مناظرا طبيعية ساحرة و سيكون في حالة ترميمه، قبلة للسياح للتنزه و التمتع بجمال الطبيعية و زيارة هذا الموقع الشاهد على أول خطوة لتحرير فرنسا وكل أوروبا من النازية.كما دعا نفس المتحدث إلى ضرورة تهيئته بطريقة تعيده إلى صورته الأصلية، خاصة و أن هناك الكثير من الصور تجسد ما كان عليه هذا المعلم، كما دعا في نفس الوقت، إلى إنجاز مركز للاستقبال أو بيت للشباب، لاستقبال الوفود الزائرة و ذلك في إطار السياسة الجديدة للدولة، الرامية إلى تشجيع الاستثمار السياحي في إطار تنويع المداخيل خارج المحروقات .            نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى