الاستعانة بالأقمار الصناعية لتنظيم حركة القطارات بالجزائر
• توقف القطار سيكون بطريقة آلية ودون تدخل السائق في حال استشعار أي خطر
أعلن المدير العام لشركة النقل بالسكك الحديدية، ياسين بن جاب الله، أمس الثلاثاء، عن التحضير لإدخال تقنيات جديدة، تعتمد على تسيير حركة القطارات عن طريق الأقمار الصناعية، على غرار البلدان المتقدمة، وتقوم هذه التقنية على وقف حركة القطارات فور استشعار إمكانية حدوث خطر، دون تدخل من السائق، على أن يتم الشروع في تطبيقها في غضون العامين المقبلين.
وفي شرحه لمحتوى التسيير الأتوماتيكي لحركة القطارات، قال المدير العام لشركة النقل بالسكك الحديدية في ندوة صحفية نشطها أمس بمقر المؤسسة، إن الحوادث التي مست حركة القطارات في السنوات الأخيرة، من بينها الحادث الأليم الذي وقع على مستوى محطة حسين داي بالعاصمة سنة 2013 طرح ضرورة إقحام التسيير الأتوماتيكي لحركة القطارات والحد من تدخل اليد البشرية، عن طريق الاعتماد على الأقمار الصناعية التي تقوم بإرسال إشارات فور استشعار وقوع خطر، أي قدوم قطار آخر في نفس الاتجاه لتتوقف القاطرة بطريقة آلية دون تدخل من السائق، موضحا أن هذه التقنية المتقدمة تم اعتمادها إلى غاية الآن في مراقبة سير القاطرات التي تنطلق من الموانئ، والتي أضحت تخضع لمراقبة الأقمار الصناعية مؤكدا انه كلما تعدد تدخل اليد البشرية ارتفعت درجة الخطر.
واعترف السيد ياسين بن جاب الله بتأخر مؤسسته نوعا ما في اعتماد النظام الأتوماتيكي لمراقبة سير القطارات، جراء عدم اقتناء بعد العتاد الذي يسمح بتطبيق هذه التقنية الحديثة، لكنه أكد أن القطارات التي سيتم اقتناؤها مستقبلا ستكون مجهزة بأحدث التقنيات، وأن مؤسسته شرعت في إرسال تقنيين للتكوين في الخارج تحسبا للشروع تطبيق النظام الأتوماتكي للتحكم في حركة القطارات، وأقر المصدر أن النظام الحالي الذي يحكم سير حركة القطارات وصل إلى حده، بسبب ارتفاع عدد القطارات وكذا عدد المسافرين الذي يتجاوز حاليا 30 مليون مسافر سنويا، مما أضحى يتطلب ضرورة جلب التقنيات المتطورة، أمام الحاجة لتدعيم العدد الإجمالي للقطارات للحد من ظاهرة الازدحام، وتقليص الفارق الزمني بين وصول قطار وآخر إلى مختلف المحطات من 15 دقيقة إلى 7 دقائق فقط، الذي سيطرح حسب المصدر احتمال ارتفاع نسبة الحوادث مما يفرض ضرورة الإسراع في اعتماد الوقف الأتوماتيكي لحركة القطار عند مسافة الخطر حفاظا على سلامة المسافرين، في ظل سعي المؤسسة لرفع عدد المسافرين إلى 60 مليون إلى غاية سنة 2025.
ورحج المدير العام لشركة النقل بالسكك الحديدية أن يكون العامل البشري وراء حادثة تصادم قطارين بمحطة بودواو ببومرداس السبت الماضي، و هو الحادث الذي أدى إلى وفاة شخص وإصابة 198 آخرين بجروح متفاوتة، على اعتبار أن 90 من حوادث القطارات سببها الخطأ البشري، مقدرا حجم الخسائر المادية بـ 3 ملايير دج، مؤكدا أن العنصر البشري يبقى دائما الحلقة الضعيفة في تحسين حركة القطارات، لذلك تم إطلاق برنامج لتكوين السائقين، غير أنه اصطدم بحاجز ضعف مستوى بعضهم، وعدم اتقانهم للغة الفرنسية، بحكم أن مجمل المعلومات والمعطيات التي تصل السائقين عن طريق جهاز الإعلام الآلي بالفرنسية، لذلك أصر المدير العام للمؤسسة على اشتراط المستوى التعليمي مستقبلا في توظيف الأعوان.
ومن بين المخاطر التي تتعرض لها القطارات خلال رحلاتها داخل وخارج المدن وفق المتحدث، الرشق بالحجارة من قبل مجهولين وسرقة الكوابل وكذا عدم احترام مسافة الأمان من قبل الأشخاص الذين يشيدون مباني فوضوية غير بعيد عن السكة الحديدية فضلا عن ارتفاع عدد نقاط التقاطع التي تلتقي فيها السكة الحديدية بالطرق العادية والتي بلغ عددها 1500 نقطة تقاطع، كثير ما تكون بعضها مسرحا لحوادث أليمة، لذلك ثم وضع برنامج لإزالة 102 نقطة، فضلا عن تشييد جسور لتسهيل مرور العربات والراجلين، مع حظر النقاط التقاطع على مستوى السكك الحديدية الجديدة التي يتم تشييدها.
 لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى