اعتداءات و احتجاجات يومية لمطرودين  بثانويات  البرج
تشهد معظم الثانويات المتواجدة بولاية برج بوعريريج، احتجاجات و تظلمات يومية من قبل التلاميذ المطرودين للمطالبة بإعادتهم إلى مقاعد الدراسة، و بلغت احتجاجات البعض منهم إلى حد الاعتداء على العمال و أعوان الادارة و غلق المؤسسات التربوية و منع التلاميذ من الالتحاق بمقاعد الدراسة .
و قد قام يوم أمس، تلاميذ الأقسام النهائية المطرودين من ثانوية عبد الحميد ابن باديس ببلدية المنصورة، بغلق أبواب المؤسسة التربوية كما  منعوا الأساتذة و التلاميذ من الدخول إليها، احتجاجا على قرارات فصلهم من الدراسة، و عدم الاستجابة لطعونهم رغم محاولاتهم المتكررة مع إدارة الثانوية منذ بداية الدخول المدرسي.
كما شهدت قبل ذلك بأيام ثانوية السعيد زروقي بعاصمة الولاية، اعتداء تلميذ مطرود على مستشار التربية، بعد تبليغه بقرار طرده من الدراسة، حيث قام بتوجيه عبارات السب و الشتم لمستشار التربية بالثانوية و حاول الاعتداء عليه، ما استدعى تدخل البعض من أولياء التلاميذ الذين كانوا حاضرين بالمكان، و تطورت هذه الحادثة بعد رفع التلميذ لشكوى لدى مصالح الأمن ضد مستشار التربية يتهمه فيها
بالاعتداء عليه.
و أثارت هذه الحادثة استياء جميع الأساتذة و العمال بالثانوية، الذين عبروا عن تضامنهم مع زميلهم في وقفة احتجاجية، طالبوا فيها بتوفير الحماية و الأمن للعمال و الأساتذة داخل المؤسسات التربوية و ردع التلاميذ المتسببين في مثل هذه الاعتداءات، خاصة و أن بعض التلاميذ المطرودين أصبحوا لا يجدون حرجا في توعد الإداريين و مدراء المؤسسات التربوية بالاعتداء عليهم أثناء خروجهم من العمل في حال عدم قبول طلباتهم بالعودة إلى مقاعد الدراسة .
و لم تقتصر الاحتجاجات على التلاميذ لوحدهم، بل تعدت إلى تنقل أوليائهم إلى المؤسسات التربوية للمطالبة بالسماح لهم بإعادة السنة، خصوصا التلاميذ المطرودين الذين بلغوا المرحلة النهائية بالطور الثانوي و لم يسعفهم الحظ في الحصول على شهادة البكالوريا خلال الموسم الدراسي الفارط، حيث يطالب العشرات منهم بمنحهم فرصة جديدة لإعادة السنة خاصة و أنهم بلغوا مرحلة مصيرية من مراحل التعليم من شأنها في حال نجاحهم و التحاقهم بالجامعات، فتح أبواب جديدة لضمان مستقبل مهني أفضل من التوجه إلى الحياة المهنية و التسريح من مقاعد الدراسة بصفة نهائية، خاصة بين التلاميذ القاطنين بالبلديات و المناطق النائية التي تفتقر لمراكز التكوين و تنعدم بها فرص التشغيل، ما ولد تخوفا بين التلاميذ المطرودين و أوليائهم على مستقبلهم .
 و يتهم أولياء التلاميذ مديرية التربية و مديريات الثانويات بعدم الاعتماد على إستراتيجية واضحة لإرجاع التلاميذ المفصولين، و السماح لحالات بإعادة السنة دون غيرها رغم تساوي الحظوظ، ما أثار سخط أولياء التلاميذ المفصولين الذين يشكلون يوميا طوابير بالقرب من المصلحة المعنية بمديرية التربية و كذا التنقل لمديري الثانويات على أمل إعادة أبنائهم لمقاعد الدراسة، ناهيك عن تنظيم عشرات التلاميذ لاحتجاجات، يتهمون فيها إداراتهم بالاعتماد على المحسوبية و المحاباة في إعادة التلاميذ أكثر من انتهاج إستراتيجية واضحة بتطبيق القانون على الجميع أو تلبية جميع المطالب للتلاميذ دون تفضيل، خاصة مع تسجيل عودة تلاميذ أكبر سنا من نظرائهم المفصولين بطرق ملتوية .
و قد حاولنا الاتصال بمدير التربية كما تنقلنا لمقر المديرية  في العديد من المرات، غير أننا لم نتمكن من لقاء المدير لتواجده في اجتماعات أو خارج مقر المديرية حسب رد مكتب الأمانة، في حين أكدت مصادر من المديرية على أن جميع قرارات الإحالة على الحياة المهنية و فصل التلاميذ من مقاعد الدراسة لا تتخذ باعتباطية بل تحتكم لجملة من القوانين و عن دراسة لملفات التلاميذ من طرف مجلس الأساتذة، و ذلك لتجاوزهم السن القانونية و رسوبهم لأكثر من مرة.
ع/بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى