زيارة السراج إقرار بدور الجزائر في الدفع نحو إنجاح الحوار الليبي ـ الليبي
هناك مؤشرات على أن فرنسا متغلغلة في الأزمة الليبية بعمق
اعتبر الخبير الأمني، والمحلل السياسي، البروفيسور بوحنية قوي، زيارة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج إلى الجزائر بأنها إقرار بدور الجزائر في الدفع  نحو إنجاح الحوار الليبي ـ الليبي وضمان الاستقرار في ليبيا، مؤكدا أن الجزائر مفاوض نزيه ولا تملك أجندة خاصة بها في ليبيا، حيث تلعب دور الوسيط المحايد والذي يقف على مسافة واحدة مع كل الفرقاء الليبيين والذين يثقون في الدور الجزائري.
 وأوضح الخبير في تصريح للنصر، أن حلّ الأزمة الليبية يأتي من داخل ليبيا وليس عبر صالونات المؤتمرات الدولية، معتبرا في هذا الصدد أن  اجتماع باريس حول ليبيا أنه يأتي متماشيا مع دور الدبلوماسية الأمنية لفرنسا تجاه ليبيا، و يعتبر تدويلا للقضية الليبية بعيدا عن إشراك الأطراف الفاعلة والتي تلعب دورا من أجل حل الأزمة ومنها الجزائر وأضاف في نفس السياق، أن المؤشرات تدل على أن فرنسا متغلغلة في الأزمة الليبية بعمق.وأوضح البروفيسور بوحنية قوي ، أن زيارة فايز سراج إلى الجزائر والتي شرع فيها أمس وتدوم يومين، تأتي  في إطار إقرار  بالدور الجزائري المحوري، كون الجزائر ساهمت مرارا وتكرارا في جمع الفرقاء الليبيين. و أضاف في ذات التصريح ، بأن هذه الزيارة تتزامن مع ما يسمى باجتماع باريس الدولي حول ليبيا والذي لم تستدع للمشاركة فيه الجامعة العربية ولا من يمثلها بما فيها الجزائر  - كما قال – موضحا في هذا السياق أن ذلك يعتبر تدويلا للقضية الليبية بعيدا عن إشراك الأطراف الفاعلة والتي تلعب دورا من أجل حل الأزمة ومنها الجزائر .
و ذكر المحلل السياسي، أن زيارة السراج للجزائر تنصبّ ضمن المساعي الحقيقية للحكومة الليبية المعترف بها دوليا و إقرارها بدور الجزائر في حل الأزمة، مشيرا إلى استمرار الخلاف بين فرقاء الأزمة الليبية وأيضا تنامي الدور المحوري للجنرال خليفة حفتر في الآونة الأخيرة بعد تمكنه من التقدم والسيطرة على مناطق نفطية في ليبيا.واعتبر الخبير الأمني في نفس الإطار، بأن هذه الزيارة تأتي تتويجا لاتفاقيات كبيرة ومتعددة الأطراف بين الجزائر وليبيا فيما يتعلق بالتنسيق المشترك ، لاسيما في المجال الأمني تحديدا ولذلك يعول - يضيف نفس المتحدث- على الجزائر في الدفع باتجاه ضمان الاستقرار الليبي وإنجاح الحوار الليبي ـ الليبي. و أفاد نفس المتحدث،  أن الجزائر تلعب دور الوسيط المحايد والذي يقف على مسافة واحدة مع كل الفرقاء الليبيين، و أن هؤلاء جميعا يثقون في الدور الجزائري. وأكد أن الجزائر مفاوض نزيه ولا تملك أجندة شخصية في ليبيا ،  مشيرا إلى الخبرة التي تملكها بلادنا في مجال مكافحة الإرهاب.  وأضاف بأن بلادنا لديها حدود مع ليبيا وهذه الحدود تجعل الجزائر تدفع ضريبة الجوار من خلال تحصين حدودها وتعزيز التنسيق الأمني الجزائري الليبي .
الحلّ يأتي من داخل ليبيا و ليس عبر صالونات المؤتمرات الدولية
و لفت الباحث إلى أن الأزمة الليبية، هي أزمة داخلية قبل أن تكون أزمة وساطة أو دولية بمعنى أنه على الفرقاء في ليبيا - كما قال – أن يوقنوا أن الحل يكون من داخل ليبيا وليس عبر صالونات المؤتمرات الدولية، معتبرا اجتماع باريس حول ليبيا بأنه يأتي متماشيا مع دور الدبلوماسية الأمنية لفرنسا تجاه ليبيا، ففرنسا - يضيف الباحث- قادت حلف الناتو ووجهت ضربات عسكرية نحو ليبيا، وروجت للربيع العربي الليبي، كما أقرت الرئاسة الفرنسية بوجود خبراء عسكريين ورجال استخبارات فرنسيين في ليبيا.  وأقرت بسقوط مروحية قبل  3 أشهر  في ليبيا.
 و ذكر الخبير الأمني،  أن كل هذه المؤشرات تدل على أن فرنسا متغلغلة في الأزمة الليبية بعمق ولذلك فأن مؤتمر باريس يأتي استنفارا لتفاقم الأزمة على حد تعبيره والتي تخطت شظاياها الحدود الليبية، مبرزا في السياق ذاته، أن «داعش» أصبح ينشط في عدة مناطق في الشمال الليبي، كما أن تجارة السلاح تتعاظم بيد الفرقاء وأصبحت شأنا ملحوظا وهو ما يؤثر في عملية تصدير النفط الليبي. وفي هذا الصدد أشار إلى مخرجات  اجتماع دول «الأوبك» الأخير في الجزائر والذي خصص بندا للوضعية الخاصة لليبيا فيما يخص السياسة الطاقوية لهذا البلد .                           
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى