الكتب الممنوعة تدعو إلى الفوضى والتطرف ونشر المذهبية وتمجيد الاستعمار
أكد محافظ الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، حميدو مسعودي، أمس أن لجنة القراءة المشتركة بين عدة قطاعات، قد تحفظت على مشاركة 131 عنوانا في الطبعة الـ 21 للصالون التي ستنطلق الأربعاء المقبل الموافق لـ 27 من شهر أكتوبر الجاري تحت شعار « الكتاب، اتصال تام»، في قصر المعارض "صافيكس"، بمشاركة قياسية لـ 50 دولة من مختلف أنحاء العالم، بـ 968 دار نشر من بينها 295 دار نشر جزائرية.
وفي ندوة صحفية نشطها بمعية رئيس لجنة القراءة للصالون حسان مرموري إلى جانب مسؤول الاتصال بالصالون جمال شعلال، في المكتبة الوطنية بالحامة في العاصمة أوضح مسعودي، بأن الكتب التي تم حظرها، لم تطابق المعايير التي وضعتها لجنة القراءة التي قال أنها تعمل باستقلالية تامة عن إدارة الصالون، مضيفا في معرض رده عن سؤال للنصر " إن كل المؤلفات التي تمس بسيادة الدولة والأديان وتحث على العنف والإرهاب والعنصرية تم التحفظ عليها"، كما أكد في رده عن سؤال ثان للنصر أن البيع بالجملة ممنوع منعا باتا وأن أي مخالف سيعرض نفسه للاستبعاد من أي مشاركة مستقبلا في صالون الجزائر الدولي للكتاب.
وفي هذا الصدد أوضح رئيس لجنة القراءة حسان مرموري، الذي يشغل في ذات الوقت منصب مدير الكتاب والمطالعة العمومية بوزارة الثقافة، أن ما لا يقل عن 50 بالمائة من الكتب التي تم منعها من دخول الصالون تدعو إلى الفوضى والفتن و التطرف، فضلا عن الدعوة إلى التشيع ونشر المذهبية، وبعض الأفكار الغريبة عن المجتمع الجزائري.  أما النصف الآخر من تلك الكتب، وأغلبها قادمة من بلدان عربية لم يسمها، فقال المتحدث بأن سبب حظرها يتعلق مواضيعها بتمجيد الاستعمار، والترويج للأطروحات والتوجهات السياسية التي تتعارض مع مواقف الجزائر المبدئية حيال الكثير من القضايا الإستراتيجية من بينها ما تتعلق بالصراعات الإستراتيجية في سوريا وفي اليمن، فيما يتعلق الأمر من جهة أخرى، - حسب ذات المسؤول - بكتب وأطالس، تتضمن خرائط لا تعترف ببعض البلدان التي تناصر الجزائر قضاياها أو بحدودها الموروثة عن الاستعمار، دون أن يحدد أيضا إن كان الأمر يتعلق بخارطة الجمهورية العربية الصحراوية أو بخارطة فلسطين أو غيرهما.
وأكد مرموري بأن اللجنة التي كانت صارمة في مراقبة كل الكتب التي تم توجيهها للمشاركة في طبعة هذا العام من صالون الجزائر الدولي للكتاب، رغم عددها الكبير قرابة 40 ألف عنوان، ستستمر في مراقبة كل أجنحة الصالون لمنع الكتب التي تكون قد فلتت من الرقابة، سيما تلك التي تتعارض مع المبادئ الأساسية للدولة الجزائرية أو تحرض على العنف أو الفتنة والطائفية ونشر المذهبية وغيرها من الأفكار الهدامة، أو تلك التي تسب الأديان السماوية الأخرى وقال " إن الجزائر تسمح بأن يهان أي دين سماوي على أرضها.
وفي حديثه عن حجم المشاركة الوطنية، والأجنبية في الطبعة الـ21 لصالون الجزائر الدولي للكتاب، التي تنطلق رسميا يوم الأربعاء المقبل قبل أن تفتح أبواب الصالون أمام الجمهور، بيوم واحد، وتحل بها مصر كضيف شرف، أوضح محافظ الصالون، بأن ثمة ارتفاع طفيف في عدد العارضين الأجانب، مشيرا إلى أن ثلاثة بلدان هي الهند واليونان وكندا تشارك لأول مرة، مع عودة روسيا للمشاركة، بعد انقطاع دام لست سنوات، مع إعطاء الأولوية في الفعاليات للأدباء والكتاب الجزائريين. وذكر مسعودي من جهة أخرى بأن عدد العارضين الأجانب يقدر بـ671 ناشرا، مقابل 620 في الطبعة السابقة كاشفا في نفس الوقت أن 60 مشاركا جزائريا بين أديب وكاتب سيحلون ضيوفا على الصالون من أصل إجمالي عدد المدعوين المقدر بـ 100 مدعو، فيما أشار إلى أنه قد تم لأول مرة منع المشاركين من عرض الكتب على الأرض.
برنامج ثقافي واسع وأدباء الجيل الثالث في الواجهة
وبحسب مسعودي فإن الطبعة الـ 21 لصالون الجزائر الدولي للكتاب التي قال أغلب الكتب التي ستعرض فيها هي كتب جديدة وأن الأولوية منحت كالعادة للمؤلفات العلمية والأكاديمية وكتاب الطفل، تتميز بتنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والفكرية حول الأدب من بينها " أدباء الجيل الثالث "، والإعلام والتاريخ والراهن السياسي والسينما والعلاقات الثقافية المصرية - الجزائرية بالإضافة ليوم دراسي حول كل من التراث الأمازيغي، اللغة العربية الإسلام، فضلا عن تخصيص يوم أول نوفمبر لحرب التحرير. كما ستنظم سلسلة تكريمات لسياسيين وأدباء راحلين من الجزائر وخارجها على غرار وزير الدولة المستشار الخاص والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية بوعلام بسايح والروائي الجزائري الطاهر وطار والمصري نجيب محفوظ بالإضافة لنشاطات ستنظمها مختلف الهيئات الوطنية على غرار وزارة الشؤون الدينية والمجلس الأعلى للغة العربية والمحافظة السامية للأمازيغية، ووزارة التربية الوطنية.
وبخصوص أسماء الأدباء والكتاب الجزائريين والأجانب المشاركين الذين تم ذكر أسمائهم في المطبوعة الخاصة بالبرنامج العام التي تلا جمال شعلال جزء منها نجد واسيني الأعرج والحبيب السائح وأمين الزاوي من الجزائر، وإيدوي بلانل وجان كريستوف روفين من فرنسا، والسينمائي والكاتب الفرانكو يوناني المناضل كوستا غافراس وربعي المدهون من فلسطين، إلى جانب فيرا كيتوفا بلغاريا، وداني لافريير  الهاييتو - كندي.
وتمت الإشارة في ذات الصدد إلى أن من بين النشاطات التي ستشهدها الصالون عرض أفلام للبلد الضيف المقتبسة عن روايات شهيرة إلى جانب عرض أفلام للمخرج كوستا غافراس بقاعة علي معاشي بقصر المعارض وأيضا بقاعة السينماتيك بشارع العربي بن مهيدي بالعاصمة.
عبد الحكيم أسابع

الرجوع إلى الأعلى