مشروع لتعميم أقسام خاصة بأطفال تريزوميا 21 عبر مدارس الولاية
 كشفت رئيسة الجمعية الولائية “ أمير”  لأطفال تريزوميا 21 بقسنطينة ، لباد أسماء، عن مشروع طموح يتعلق بإنشاء عدد من الأقسام الخاصة بالأطفال التريزوميين، على مستوى كافة مدارس الولاية، بعد نجاح أول تجربة تعليمية من هذا النوع انطلقت سنة 2014، بالمؤسسة الابتدائية الهاشمي محمد الصالح بحي الدقسي عبد السلام.
المشروع و حسب رئيسة الجمعية ، يعد خطوة أساسية في طريق إدماج أطفال تروزوميا21  مدرسيا و اجتماعيا ، حيث تم الاتفاق مبدئيا مع مصالح مديرية التربية بقسنطينة ،حول الفكرة، على أن تنطلق عملية دراسة الشق التنفيذي لها خلال مراحل لاحقة، يفترض أن يسبقها ، كما أوضحت ، إحصاء شامل لعدد الأطفال المصابين بالتريزوميا على مستوى الولاية، ليتم بموجب ذلك تحديد احتياجات كل منطقة سكنية وعدد المقاعد البيداغوجية الضرورية لهذه الشريحة من التلاميذ.
و أضافت السيدة لباد ، على هامش الأبواب المفتوحة حول نشاطات الجمعية التي نظمت أمس بمدرسة الهاشمي محمد الصالح بالدقسي، بأن فكرة المشروع جاءت أساسا لحماية هؤلاء الأطفال من التهميش الذي يتعرضون له بالمدارس ، إذ يمنعون من التمدرس بشكل طبيعي، و يوجهون  نحو مراكز خاصة بتأهيل المعاقين، بالرغم من أنهم يتمتعون بقدرات عقلية تسمح لهم بمتابعة تمدرسهم بشكل عادي، و من هنا جاء التوجه ، كما علقت، لخلق أقسام خاصة بهم، تكون مدمجة داخل المؤسسات التعليمية، بما يضعهم في احتكاك مباشر مع باقي الأطفال.
حاليا يتوفر القسم الوحيد المتواجد على مستوى الولاية على 13 مقعد بيداغوجيا، و قد تم استحداثه بموجب اتفاقية تعاون أبرمتها الجمعية الولائية سنة 2013، مع الجمعية الوطنية للإدماج المدرسي و المهني لأطفال تريزوميا 21 ، و التي استطاعت بدورها أن تلزم وزارة التربية بإدراج هذه الفئة، ضمن قوائم التلاميذ العاديين، حيث يستفيدون من نفس البرامج تعليمية الخاصة بتلاميذ المدارس، في مختلف الأطوار، مع إضافة دروس خاصة بالتأهيل اللغوي و المتابعة النفسية و البيداغوجية، و كذا الرياضية.
و أشارت المتحدثة إلى وجود حوالي 100 طفل مصاب بتريزوميا 21 يستفيدون من متابعة نفسية و أخرى تتعلق بتحسين النطق، من قبل أساتذة الجمعية، وذلك بشكل متواصل على مدار السنة، مؤكدة بأن هذه الشريحة من الأطفال تتمتع بقدرات ذهنية كبيرة ،تسمح لها بالاندماج فعليا في المجتمع في حال تهيئة قاعدة صحيحة لذلك، وهو ما يعد ثاني أهداف الجمعية، إذ تعمل مجموعة من اللجان الصحية، الاجتماعية، الرياضية و النفسية المتخصصة على صقل قدرات هؤلاء الأطفال منذ سن 0 إلى غاية السابعة أو الثامنة من العمر، كمرحلة أولى قبل أن ينطلق مختصون في تأهيلهم بشكل يسمح لهم بالاعتماد على أنفسهم و الاندماج مهنيا مستقبلا.
ذلك في الوقت الذي تستعد الجمعية فيه لتوسيع نشاط لجانها إلى الجانب القانوني لتكفل كامل حقوق أطفال التريزوميا، كما تسعى لإبرام اتفاقيات تعاون مع جمعيات رياضية ولائية للسماح للأطفال أصحاب المواهب بالتدرب بشكل محترف و دخول المنافسات الرياضية.
من جهتهم ،تطرق أولياء الأطفال الحاملين للتريزوميا بقسنطينة، إلى أهمية توعية المجتمع حول حقيقة أطفالهم و إقناع الفاعلين فيه على كافة المستويات بقدرتهم على التعلم و الاندماج و التكيف بشكل طبعي تماما كغيرهم من الأطفال.
ن/ ط

الرجوع إلى الأعلى