عبد الرزاق.. شاب يشكل موسوعة تاريخية  بطوابع بريدية نادرة
 تمكن عبد الرزاق ابن الشيخ الحسين، و هو شاب في العشرينات من العمر من بلدية سيدي خليفة بولاية ميلة، من جمع 700 طابع بريدي لمختلف بلدان العالم خلال  10سنوات من عمره، مجسدا بذلك شغفه بهذه الهواية التي لم يبعده عنها عمله في مجال الفلاحة أو تكوينه في مجال الطوبوغرافيا، و الملفت أن تشكيلته تضم طابعا صدر قبل 150 عاما يحمل صورة ملكة بريطانيا فيكتوريا، وأول عملة لهذا البلد وهي البنس، بالإضافة إلى مجموعة جد مميزة ونادرة من الطوابع التي أرخت لحقب زمنية، وروت أحداثا وتواريخ، يقول عبد الرزاق أنه سافر بينها من خلال تلك المساحة الصغيرة من الورق.
هوايته بدأت منذ قرابة العشر سنوات، حيث أن والده كان يستقبل الكثير من الرسائل من دول عديدة، وكانت تجذب انتباهه الطوابع البريدية التي تزين الأغلفة، فكان يمعن النظر إليها طويلا، ليطلع على محتواها من تواريخ وأحداث أو صور لأماكن أو أعلام و شخصيات سياسية و ثقافية و علمية و فنية ، وهكذا تشكلت هوايته، و جمع تلك الطوابع و حفظها ليرجع إليها من حين لآخر، وصار بمرور الوقت يبعث برسائل إلى بلدان الخارج ليستقبل أخرى تحمل طوابع بريدية تخص تلك البلدان، يطلع عليها بإمعان وكأنه يزور تلك الدول من خلالها.
صار عبد الرزاق يتحرى بواسطة الإنترنت عن كل ما يطلع عليه و يعرفه من خلال الطوابع، التي يقول بأنها ساهمت  في  تثقيفه، فهي تحكي، على حد قوله، قصصا واقعية عن أحداث، شخصيات، أماكن و غيرها، و  فجمع بين متعة ممارسة هوايته و الفائدة المتمثلة في رفع رصيده من المعلومات و المعارف، وهو ما شده أكثر لزيادة عدد ما يملك من الطوابع البريدية قدر الإمكان، و كلما يصدر طابع جديد، إلا يقتنيه و يضيفه إلى مجموعته، كما أنه استطاع جمع تشكيلة أخرى تضم طوابع جوازات السفر من أقدمها إلى أحدثها.
 محدثنا أكد بأنه دائم البحث عن الذين يهتمون أو يحتفظون بطوابع بريدية قديمة و نادرة ليشتريها منهم أو يلجأ إلى استبدالها بأخرى، وهم قلائل، كما قال،  ما صعب عليه مهمة تشكيل مجموعته الحالية، فقضى 10 سنوات في البحث عن أمثاله من هواة جمع الطوابع البريدية، حتى عثر على هاو من ولاية تيزي وزو تبادل 50 طابعا معه بطوابع أخرى تنقص مجموعته، كما تبادل مجموعة طوابع مع هاو آخر من المملكة العربية السعودية.
تظل  رحلة عبد الرزاق مع الطوابع متواصلة، لجمع أكبر عدد ممكن من الطوابع النادرة، حتى أنه لا يجد حرجا في التقاط الأظرفة البريدية المرمية أرضا في مختلف الأماكن، عله يجد فيها ما يبحث عنه لإثراء مجموعته، دون أن يفرط في طابع يمتلك منه نسخة واحدة، رغم العروض المغرية التي يتلقاها من حين لآخر مقابل ذلك، مؤكدا بأن متعته تكمن في تعجب الآخرين مما يقوم به من جهة، و تعلقه الشديد بباقته من جهة أخرى.
و أضاف محدثنا بأن إلحاح الآخرين عليه للتنازل بالبيع أو الاستبدال عن أحد الطوابع التي جمعها، يزيده إصرارا على التمسك بها، مهما عرض عليه،  فبحوزته طوابع تعد الأولى من حيث تاريخ صدورها، و تخص كل من دولة مصر، لبنان و الجزائر، لا أثر لها اليوم، كما أن لديه طابع نادر لا يوجد عليه أثر الختم، ما يدل على عدم استعماله بتاتا.
ابن الشيخ الحسين.م

الرجوع إلى الأعلى