سجلت أسعار المواد الغذائية خلال الفترة الأخيرة، ارتفاعا محسوسا ووصلت إلى مستويات قياسية لم تعهدها أسواق التجزئة من قبل، بما بات يهدد القدرة الشرائية للمواطنين، فيما قدرت الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين نسبة الزيادة  عبر جلّ الأسواق الوطنية بأزيد من 15 بالمئة.
و وجد المواطنون أنفسهم أمام وضع صعب خلال الأسبوعين الأخيرين، بعد أن ارتفعت أسعار مختلف المواد الغذائية من خضر وفواكه وكذا بقوليات إلى مستويات غير معهودة، حيث أبدى المستهلكون استياءهم الشديد جراء هذه الزيادات المفاجئة، والتي تراوحت بين 15 و 20 بالمئة في مختلف المواد، إذ يرجح مواطنون تحدثت إليهم النصر، بأن سببها يعود إلى استغلال التجار لما يتداول عبر وسائل الإعلام عن ارتفاع الأسعار مع صدور قانون المالية للسنة المقبلة، وقاموا بفرض زيادات استباقية، من شأنها أن ترهق كاهلهم وتهدّد القدرة الشرائية في حال استمرار الوضع القائم لأشهر أخرى، بحسب من تحدثنا إليهم. وحسب ما رصدناه في جولة استطلاعية، قادتنا إلى بعض أسواق قسنطينة والمدينة الجديدة علي منجلي، فإن سعر البطاطا من النوعية المتوسطة تراوح ما بين 60 و 70 دينارا،  بعد أن استقرت لأشهر ماضية عند سقف 40 دينارا كما تأرجحت أسعار الطماطم ما بين 70 و 80 دينارا،  فيما  بلغ ثمن الفلفل عتبة 150 دينارا  بعد أن كان ثمنه لا يتجاوز 100 دينار، لتصل أسعار الفاصولياء الخضراء “الزليقو” والكوسة “الجريوات” إلى 120  و 150 دينارا على التوالي، فيما لامس سعر الجزر  و الخس وحتى البصل سقف المئة دينار، في زيادات تراوحت بين 20 و 25 بالمئة، بحسب التجار.واستهجن المواطنون تكرار هذه الممارسات في كل موسم دون أي حسيب أو رقيب، في الوقت الذي برّر فيه التجار الارتفاع الحاصل إلى ارتفاعها في أسواق الجملة،  فيما سجلت أسعار الفواكه أيضا ارتفاعا كبيرا حيث بلغ سعر التفاح 350 دينارا للنوعية المتوسطة المنتجة وطنيا والموز 340 دينارا بعد أن كان لا يتجاوزا 250 و270دينارا على التوالي.
وفيما يتعلق بالبقول الجافة، فقد سجلت هي الأخرى ارتفاعا كبيرا حيث وصلت أسعار الحمص إلى 350 دينارا، بعد أن كان سعره لا يتجاوز 200 دينار والعدس إلى حدود 220 دينارا فيما تراوحت أسعار الفاصولياء ما بين 230 و  240 دينارا، بعدما كانت لا تتجاوز 170 دينارا.
ومازلت أسعار اللحوم البيضاء تسجل ارتفاعا قياسيا حيث تراوح سعر الكيلوغرام من الدجاج ما بين 360 و 370 دينارا، ارتفاع برره تجار التجزئة باستغلال المربين لهذه الفترة، لتعويض خسائرهم التي تكبدوها في الأشهر الماضية، مشيرين إلى أن أسعارها في سوق الجملة قد وصلت 340 دينارا. كما أنهم لم يتجاوزوا هامش الربح المعتاد، فيما سجلت أسعار اللحوم الحمراء استقرارا، عبر جميع الأسواق.وذكر رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الحاج الطاهر بولنوار، بأنه وخلال هذه الفترة، تم تسجيل زيادات محسوسة في أسعار جل المواد الغذائية مقارنة بما كانت عليه خلال نفس التوقيت من السنة الماضية، حيث وصلت الزيادات بحسب محدثنا إلى 15 بالمئة، مؤكدا بأنها مست المواد المستوردة والمنتوجات الوطنية على حد سواء، بحسب تأكيده. وأضاف بولنوار، بأن أسباب الزيادات المفاجئة، تعود إلى انخفاض حجم الإنتاج الوطني وكذا إلى إجراءات تقليص استيراد مختلف المواد التي اتخذتها الحكومة، بالإضافة إلى انخفاض قيمة العملة الوطنية، مقارنة بالعام الماضي، نافيا أن تكون لهذه الزيادات علاقة بقانون المالية للسنة المقبلة وفقا لما يتداول في بعض وسائل الإعلام.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى