التلاميذ يخرجون عن صمتهم وينزلون إلى الشارع للتنديد بإضراب النقابات المستقلة
بدأت عينات أولى من التلاميذ المعنيين بالامتحانات الرسمية بالخروج عن صمتهم للتعبير عن تذمرهم من الإضراب المتجدد الذي دعا إليه تكتل النقابات المستقلة، باعتبار أنه جاء مرة أخرى للتشويش عليهم، وعلى تحصيلهم العلمي، حيث خرج صبيحة أمس تلاميذ الأقسام النهائية لثانوية مالك بن نبي ببلدية عين أرنات غرب سطيف، إلى الشارع للتنديد باتخاذ أساتذتهم لهم رهينة من أجل تحقيق مطالب لا تخص المتمدرسين ولا ظروف تمدرسهم في شيء.
وأعرب هؤلاء التلاميذ خلال تجمعهم أمام مبنى الثانوية، عن تخوفهم من احتمال تأثير طول أمد هذا الإضراب على التقدم في تنفيذ البرنامج الدراسي، سيما وأن النقابات التي دعت إليه للمطالبة بالتراجع عن قرار إلغاء التقاعد النسبي والتقاعد دون شرط السن، تهدد بتصعيده، في نفس الوقت الذي تؤكد فيه، الوزارة الوصية رفضها العودة لتطبيق العتبة، وحمّل التلاميذ أساتذتهم المضربين، مسؤولية أي فشل أو إخفاق عند اجتياز الامتحان المصيري المتمثل في البكالوريا، ووصفوا الإضراب بالمشوش على تحصيلهم الدراسي.
وفي العاصمة عرف اليوم الثالث والأخير من الإضراب الذي دعا إليه تكتل النقابات المستقلة استجابة «محتشمة» على مستوى المؤسسات التربوية و الصحية بالجزائر العاصمة، حيث تبين من خلال جولة استطلاعية قمنا بها إلى عدد من المؤسسات التربوية في الأطوار التعليمية الثلاثة وجود سير عاد للدراسة في أغلب المؤسسات التي زرناها باستثناء بعض المدارس التي استجابت فيها قلة من الأساتذة إلى دعوة الإضراب، حيث استجاب لنداء الإضراب أساتذة مدرسة الصخرة الكبرى بعين البنيان و ثانوية و مدرسة حي سيلاست ببوزريعة، و ثانوية بجاوي و متوسطة مفدي زكريا ببلدية المدنية وكذلك ثانوية الإدريسي ببلدية سيدي أمحمد، فيما امتنع أساتذة العديد من المؤسسات التربوية عن الالتحاق بحركة الإضراب، على غرار، ثانوية محمد أمزيان طالبي ومتوسطة أحمد باي بالأبيار ومتوسطة مفدي زكريا ببلدية المدنية و مدرسة عمار ربيع بعين النعجة على سبيل المثال.
وفي قطاع الصحة واصل ممارسو الصحة العمومية بعدد من المؤسسات الجوارية بكل من واد قريش و بالأبيار والمدنية وعين البنيان نشاطاتهم بشكل عاد في حين شهدت العيادتان المتعددتا الخدمات بكل من عين النعجة وكريم بلقاسم بالجزائر الوسطى، إضرابا لدى مصالح جراحة الأسنان. أما في قسنطينة فلم تختلف نسبة الإضراب بقطاع التربية عبر الولاية خلال اليوم الثالث والأخير حسب الإحصاءات التي حصلت عليها النصر من مصدر من مديرية التربية، عن اليوم الثاني، حيث عرفت الحركة الاحتجاجية تجاوبا جد محتشم من طرف الأساتذة. وحسب الأرقام التي حصلت عليها النصر، فقد استقرت نسبة الأساتذة المضربين بالطور الثانوي في 17 بالمئة، حيث حافظت النقابات على العدد نفسه من الأساتذة المضربين خلال اليومين الأول والثاني، في حين لم تتجاوز نسبة الأساتذة المضربين بالطور المتوسط 9 بالمئة بعد أن كانت خلال يوم أمس 9 بالمئة أيضا، بينما ظل معلمو الطور الابتدائي الأقل مشاركة في الحركة الاحتجاجية التي دعا إليها المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع الثلاثي الأطوار للتربية والتي لم تتجاوز في يومها الأخير 2 في المئة. من جهة أخرى، شهد اليوم الثالث والأخير من إضراب التكتل النقابي تنظيم تجمعات احتجاجية جهوية في كل من بومرداس و سطيف، الأغواط ووهران، حمل خلالها المحتجون شعارات تطالب بالتراجع عن إلغاء التقاعد النسبي و التقاعد دون شرط السن، مع الدعوة إلى إشراك النقابات في الحوار حول ذات الملف والمشاركة في إعداد قانون العمل وغيرها من المطالب  المهنية والاجتماعية.
 وقد شارك في الوقفة الجهوية التي تم تنظيمها أمام ولاية سطيف، حوالي 400 نقابي قدموا من مختلف ولايات شرق البلاد وأغلبهم من قطاع التربية، ونفس الشيء شهدته ولاية وهران حيث تم تنظيم تجمع مماثل أمام مقر الولاية شارك فيه أكثر من 400 نقابي قدموا من مختلف ولايات الجهة الغربية للبلاد أيضا. وقد أعرب أولياء تلاميذ للنصر في مدينة وهران، عن تخوفهم على مصير أبنائهم خاصة المقبلين منهم على اجتياز امتحانات شهادة التعليم المتوسط والبكالوريا.
وعلى غرار اليومين الماضيين قدم التكتل النقابي، نسبا عالية عن حجم المشاركة في الإضراب لا تختلف كثيرا عن تلك التي تم الإعلان عنها من قبل وتتصدر هذه النسب حسب الجدول البياني الذي تضمنه التقرير اليومي الذي تحصلت النصر على نسخة منه، تلك التي تخص حجم استجابة عمال البلديات بـ 65 بالمئة متبوعة تنازليا بالنسبة المتعلقة بأسلاك التربية الوطنية 64,80 بالمئة تليها النسبة المتعلقة بأطباء الصحة العمومية 60,43 بالمئة وهي النسب التي سبق وأن فندتها الوزارات المعنية مؤكدة أن النسب الحقيقية أقل من 10 بالمئة .
ع.أسابع/ رمزي.ت/ ع-ب /خيرة.ب

الرجوع إلى الأعلى