أطلقت مبادرة لإقامة دورات تكوينية بالجزائر  لم يكتب لها النجاح
اعتذر يوم أمس البروفيسور عليم لويس بن عبيد، لعدم قدرته على تقديم أي مبادرات تكوينية لفائدة الأطباء الجزائريين حاليا، مرجعا ذلك إلى حالته الصحية و الجسدية التي لم تعد تسمح له بإقامة مثل هذه الدورات و متابعتها، مضيفا أنه سبق و أن تقدم بمبادرة قبل سنوات، غير أنها لم تكلل بالنجاح لعدم التحمس لها و التقصير في المتابعة من قبل المسؤولين على قطاع الصحة أنذاك .
و أكد البروفيسور بن عبيد الحائز على عديد الجوائز الدولية في الطب و جراحة الأعصاب، في ندوة صحفية أقيمت على هامش حفل تكريمه المنظم من قبل المكتب الجهوي لمنتدى رؤوساء المؤسسات سطيف بفندق بني حماد بالبرج، على أنه قد تقدم بمبادرة خلال زيارته لولاية برج بوعريريج لحضور تأبينية والده محمد بن عبيد الذي كان يلقب بطبيب الولاية المنظمة من قبل السلطات الولائية سنة 2007، لأجل تكوين الأطباء الأخصائيين في جراحة الأعصاب و تقديم ثمرة مجهوداته و بحوثه طيلة عشرات السنوات، غير أن المبادرة اصطدمت ببعض العراقيل التي لم يطلع عليها بشكل جيد لكنها كانت سببا في فشل المبادرة، مضيفا أنه لا يقدر في الوقت الحالي مع تقدمه في السن إطلاق أية مبادرة جديدة للتكوين.
و أبدى بن عبيد اعتزازه و افتخاره بالتكريم، خاصة و أنه يحمل الكثير من الدلالات و العرفان من المنطقة التي ترعرع بها، كما عاد بذاكرته إلى أيام الطفولة و جولاته بين بلدية برج زمورة و مدينة البرج التي عاش و ترعرع بها لمدة 14 سنة، قبل أن يغادر إلى فرنسا.
و قد شهد حفل التكريم حضور عائلة البروفيسور بن عبيد و تخلله تقديم محاضرة حول علاجه لداء الباركينسون باستعمال التنبيه الكهربائي للدماغ، و كانت الفرصة سانحة لعشرات الأطباء بالاستفادة من الشروحات المستوفية لعديد الأمراض العصبية بعد فتح النقاش، حيث أجاب البروفيسور على تساؤلات الأطباء و الباحثين في مجال طب و جراحة الأعصاب بشروحات مستوفية حول كل حالة، خاصة ما تعلق منها بمجال اختصاصه و تقنية العلاج التي اخترعها لداء الباركينسون التي أصبحت منتشرة عبر العالم، مشيرا إلى خضوع أزيد من 220 ألف مريض عبر العالم لهذا العلاج بكبرى المستشفيات العالمية المتخصصة.
وكما هو معلوم فإن البروفيسور عليم بن عبيد عاش مرحلة طفولته بالبرج في الجزائر و انتقل إلى مدينة غرونوبل بفرنسا أين واصل دراسته، و تنقل بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإتمام دراسته بأكاديمية العلوم التي تخرج منها بشهادة الدكتوراه في الطب و العلوم، و من أهم إسهاماته في مجال الطب ابتكاره لطرق  علاج مرض الأعصاب و المرضى المصابين بداء الباركينسون المعروفة بتقنية التحفيز الكهربائي الدماغي العميق، التي تساعد على التقليل من حالة الارتعاش، من خلال وضع جهاز داخل صدر مريض الباريكنسون موصول بشريحه في المخ ترسل تنبيهات متعددة بسعات كبيرة لتوقيف الاهتزاز العرضي، ما يساعد المرضى التخلص من الإرتعاش الذي يعانون منه أو التخفيف من حدته.
 كما قدم عديد الأعمال في مجال البحث العلمي لإيجاد حلول لمرض الفصام و الاكتئاب الحاد لما كان يشتغل رئيسا لمركز جراحة الأعصاب بمستشفى جامعة غرونوبل الفرنسية و مديرا لوحدة العلوم العصبية.
و قد نال البروفيسور بن عبيد عديد الجوائز العالمية بداية بجائزة الصحة و الكهرباء سنة 1994 و بعدها الجائزة الفرنسية للطب والبيولوجيا الإشعاعية سنة 1997 و غيرها من التكريمات و الجوائز العالمية عن بحوثه المتخصصة في طب الأعصاب، و التي كان آخرها حصوله على جائزة «المخترع الأوربي» شهر أفريل الفارط 2016، عن أبحاثه في طب و جراحة الأعصاب، بالإضافة إلى جائزة الطب من الولايات المتحدة الامريكية تضاهي في قيمتها جائزة نوبل للطب السويدية، و جائزة  «برايك ثراو».
ع/بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى