المقترح الجزائري لتخفيض الإنتاج على طاولة اجتماع الأوبك بفيينا اليوم
• الرئيسان الروسي و الإيراني يؤكدان على أهمية الحد من الإنتاج لتحسين الأسعار
تجتمع  الدول الأعضاء في منظمة الأوبك اليوم الأربعاء في فيينا وسط تفاؤل حذر وقلق بشأن إمكانية التوصل لاتفاق نهائي لتخفيض إنتاج النفط ، في ظل تباين المواقف بين إيران والعراق والسعودية ، وفي غضون ذلك كثفت الجزائر عشية هذا اللقاء المصيري من المشاورات مع البلدان الأعضاء لإنقاذ الاتفاق الذي يراهن عليه الجميع من أجل إعادة الاستقرار للأسواق ودعم الأسعار من جديد .
 تعقد منظمة أوبك اليوم بفيينا اجتماعها الوزاري الـ171 والذي  يترقبه العالم، والذي سيخصص أساسا لدراسة الاقتراح الجزائري الرامي إلى تخفيض الإنتاج مع الأخذ بعين الاعتبار انشغالات كل الأطراف ويكتسي هذا الاجتماع أهمية كبيرة  بالنظر لما سيترتب عنه من نتائج تكون لها انعكاسات كبيرة على أسواق النفط ، و قبيل هذا الاجتماع سادت أجواء من الترقب والحذر سيما مع وجود خلافات بين بعض الدول الأعضاء في المنظمة وفي مقدمتها إيران والسعودية.
 وقد اختتم خبراء أوبك اجتماعا الاثنين الماضي من دون التوافق على تفاصيل محددة لتقييد إنتاج النفط  وفي هذا الإطار قالت مصادر في أوبك لرويترز، أن اجتماع خبراء المنظمة في فيينا والذي عقد الاثنين فشل في تضييق هوة الخلافات بين السعودية وإيران والعراق بشأن آليات خفض الإنتاج ونقل موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا) عن وزير النفط بيجن زنغنه، أمس، قوله «استعادة حصة إيران المفقودة في سوق النفط إرادة وطنية ومطلب للشعب الإيراني « ،  ويرى وزير النفط الإيراني، أن اجتماع منظمة «أوبك» في فيينا لن يكون فعالا ولن يثمر بتوقيع اتفاق بشأن تقليص إنتاج النفط، في حال خيمت السياسة على أجواء الاجتماع ،  وقال وزير النفط الإيراني أن بلاده على استعداد للإبقاء على إنتاجها النفطي عند المستويات التي اتفقت عليها أوبك أثناء اجتماعها في سبتمبر في الجزائر، وذكر مصدر بأوبك لرويترز أن إيران كتبت إلى منظمة البلدان المصدرة للبترول تقول إنه يجب على السعودية أن تخفض إنتاجها النفطي إلى 9.5 مليون برميل يوميا. وأوضحت السعودية في وقت سابق أنها مستعدة لخفض إنتاجها بمقدار نصف مليون برميل يوميا فقط من المستوى الحالي البالغ 10.5 مليون برميل يوميا.
 فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الإيراني، حسن روحاني،  خلال مكالمة هاتفية بينهما، الاثنين، أهمية التدابير، التي تتخذها منظمة «أوبك» بهدف الحد من إنتاج النفط لتحسين الأسعار في سوق الطاقة العالمي.
وعشية الاجتماع في فيينا واصل وزير الطاقة نورالدين بوطرفة سلسلة مشاوراته والتي كان قد شرع فيها من مدة مع نظرائه ، بعد الجولة التي قادته إلى موسكو رفقة الوزير الفنزويلي للبترول اولوخيو ديلبينو ، هذا الأخير كان قد عبر عن تفاؤله بشأن نتائج اجتماع الأوبك المرتقب الأربعاء بفيينا، وأوضح ديلبينو الذي استقبل من طرف وزير الطاقة نور الدين بوطرفة،  بأن ندوة أوبك المقبلة مهمة جدا، معتبرا بأن اليومين اللذين يسبقانها أيضا جد هامين ليس فقط فيما يخص مستقبل أسعار النفط بل للاقتصاد العالمي أيضا.
وكانت الدول الأعضاء في المنظمة قد توصلت إلى اتفاق تاريخي في الجزائر نهاية سبتمبر الماضي ، يقضي بتخفيض إنتاج أوبك إلى مستوى يتراوح  بين 32.5 و 33 مليون برميل يوميا ، واقترحت الجزائر تخفيض إنتاج المنظمة بـ1.1 مليون برميل يوميا، فيما دعت الدول غير الأعضاء إلى تخفيض إنتاجها بـ 600 ألف برميل يوميا  لدعم أسعار الخام  وسيكون هذا المقترح محل دراسة ونقاش في اجتماع اليوم بفيينا.
وكانت الجزائر، قد  كثفت من مشاورتها مع  العديد من الدول الأعضاء و غير الأعضاء في منظمة الأوبك ، عشية الاجتماع المصيري للأوبك وذلك من أجل تقريب وجهات النظر قصد التوصل إلى اتفاق يساهم  في استقرار أسواق النفط و من جانبها تبدي إيران رغبتها  في إنتاج 4.2 مليون برميل يوميا، فيما تطالب العراق أيضا بمستوى أعلى من الإنتاج، الأمر الذي يعتبره المتتبعون بأنه سيزيد من التوتر وقد يرهن أي اتفاق نفطي في فيينا . وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح نهاية الأسبوع، أن أسواق النفط ستستعيد توازنها حتى بدون اتفاق لكبح الإنتاج، وكان الفالح قد صرح في وقت سابق أن الرياض حريصة على التوصل إلى اتفاق  وقال بعض المحللين أن أسعار النفط سوف تخضع لتصحيح حاد إذا فشلت أوبك في التوصل إلى اتفاق وأنه من المحتمل أن تنخفض الأسعار إلى 35 دولارا للبرميل وقد انخفضت أسعار خام القياس العالمي مزيج برنت، أمس، الثلاثاء ليجري تداولها عند أقل من 48 دولارا للبرميل.
وذكر غولدمان ساكس، أحد أكثر البنوك نشاطا في تجارة النفط، أمس، الثلاثاء إنه يتوقع أن يصل متوسط الأسعار إلى 45 دولارا للبرميل حتى منتصف 2017 حتى بدون التوصل لأي اتفاق في أوبك، مضيفا أنه من المرجح أن تتحرك السوق تجاه نقص في المعروض في النصف الثاني من 2017. و قال بنك غولدمان ساكس ، إنه يتوقع ارتفاع أسعار النفط إلى المستوى الأدنى في نطاق 50 إلى 59 دولارا للبرميل، إذا ما توصلت منظمة البلدان المصدرة للبترول إلى اتفاق لتقليص الإنتاج خلال اجتماع فيينا.
ومن جانبه قال وزير الطاقة الأندونيسي إجناسيوس جونان، أنه ليس واثقا من أن أوبك ستتوصل لاتفاق لكبح إنتاج النفط خلال اجتماعها في فيينا الأربعاء، وقالت متحدثة باسم وزارة الطاقة في كازاخستان، أن الوزير كانات بوزومباييف لن يشارك في اجتماع أوبك في فيينا و في نفس الإطار قالت وكالة الإعلام الروسية، أمس الثلاثاء أن وزير الطاقة ألكسندر نوفاك لن يحضر اجتماعات منظمة البلدان المصدرة للبترول ، لكنه مستعد لمناقشة التعاون المحتمل مع المنظمة إذا ما توصلت إلى اتفاق بشأن الإنتاج.                   مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى