تأكيد على مسؤولية العلماء في التفسير لمواجهة  فوضى الإفتاء
أكد أمس باحثون و دكاترة نشطوا أمس فعاليات الملتقى الدولي السادس للقرآن الكريم، على أهمية التفريق بين واجب الإنسان في التدبر و التركيز في ألفاظ القرآن و معانيها لدى قراءته لتقييم النفس و إصلاحها، وبين مسؤولية العلماء في تفسير المعاني و المقاصد، وفق ما تنص عليه الشريعة، وذلك لتجنب فوضى الإفتاء و تأويل المعاني تأويلا خاطئا من شأنه أن ينعكس بالسلب على الواقع الاجتماعي المعاش، على اعتبار أن القرآن هو أول قانون منظم لحياة المسلمين.
الملتقى الذي تختتم فعالياته اليوم حملت طبعته السادسة شعار» تدبر القرآن الكريم، حقيقته، قواعده، مفاتيحه و عقباته»، نظمته جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، وعرف مشاركة  وزير الشؤون الدينية و الأوقاف محمد عيسى، بالإضافة إلى ثلة من علماء الدين و دكاترة من الجزائر و السعودية و العراق و تركيا، وقد دعا خلاله المشاركون إلى ضرورة إدراك الفرق بين دور العامة من الناس و دور علماء الدين في ما يتعلق بالتعامل مع القرآن الكريم و محاولة فهم مضامينه.
حسب الدكتور رمضان يخلف، أستاذ التفسير و علوم القرآن بجامعة الأمير عبد القادر، فإن الإنسان مطالب أمام ربه بقراءة القرآن بخشوع و التدبر في معانيه و ألفاظه، بما يسمح له بالتقرب إلى الله و إصلاح نفسه، وهي أقصى درجات اجتهاده، لكنه غير مؤهل ليستنبط مفاهيم و تفسيرات و يقدمها للغير، كما يقوم به البعض الآن، لأن مهمة التفسير و البحث في مفهوم المعاني و حقيقة المقاصد هي مسؤولية علماء الدين، فحال الإنسان العادي الذي يحاول أن يفتي في معاني القرآن، كما عبر، هو تماما كحال شخص يقرأ كتابا في الطب، و يقرر أنه يملك ما يكفي من المعارف لعلاج الناس، وهو أمر خاطئ، لأن توجيه الجماعة أو المؤسسات مسؤولية كبيرة، لا تقع سوى على عاتق المؤهلين من أهل الاختصاص، العارفين بأساسيات الأمور و الباحثين في تفاصيلها، و أي فتوى أو تفسير يتطلب إطلاقه سنوات من الدراسة و التمعن و البحث، ولا يمكن لأي شخص أن يقدم على الحديث في معاني القرآن، فقط من باب الاعتداد بالنفس أو الثقة الزائدة بصحة رأيه.
 و أضاف المتحدث بأن الإنسان الذي يجد نفسه أمام تفاسير مختلفة و متضاربة لنفس القضية، يتوجب عليه أن يسأل أهل العلم و أن يأخذ برأيهم وهناك، كما قال، إصدارات و كتيبات عديدة مبسطة تختص في الشؤون الدنيوية للعباد و رأي القرآن فيها.
بدوره أوضح الدكتور سالم بن محمد محمود أحمد الشنقيطي، من جامعة المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، بأن التدبر في القرآن الكريم، يعد من بين المجالات البحثية الجديدة نوعا ما، مع ذلك يجمع العارفون بعلوم الدين، بأن التدبر يعتبر المفتاح الأساسي لمشكلات المجتمعات، لأن قراءة القرآن المعمقة تعتبر وسيلة لإصلاح النفس. و في كتاب الله تعليمات و توجيهات دنيوية للعباد تمس مختلف جوانب الحياة و تخوض في عديد القضايا التي تعد حاليا محل نقاش في مجتمعاتنا، كتعدد الزوجات و الجهاد و حتى قضايا الاقتصاد و التسيير، لذلك فإن الإنسان مطالب بالتركيز لدى حمله للمصحف، مشيرا بدوره إلى أن الاجتهاد في التفسير ليس مطلبا بالنسبة للقارئ العادي، بل هو مسؤولية أهل الاختصاص.
ن/ط

الرجوع إلى الأعلى