«ملحمة قسنطينة الكبرى» تدخل مرحلة التنسيق بين الورشات
دخلت "ملحمة قسنطينة الكبرى" منذ يومين بقاعة الزينيت بقسنطينة، مرحلة التنسيق بين ورشات الإخراج المسرحي، الرقص، التمثيل، الإكسسوارات، الأزياء، الموسيقى و الإضاءة، بعد شهر و نصف من التدريبات الأولية بالعاصمة التي انتقلت من معدل ساعتين إلى 10ساعات في اليوم، و من المتوقع حسب المشرفين على الكوريغرافيا، رفعها إلى 18ساعة في الأيام القادمة ليتمكنوا من إنهاء التحضيرات قبل موعد العرض الافتتاحي لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية يوم 16أفريل القادم.
مخرج الملحمة علي عيساوي تحدث للنصر عن حالة الضغط التي يعيشها و فريقه الفني و التقني أياما قبل انطلاق التظاهرة، مشيرا إلى الصعوبات التي واجهوها بعد انتقالهم إلى قاعة الزينيت لمواصلة التدريبات بهذا الفضاء الملائم للملحمة الضخمة، جرّاء أشغال التهيئة التي حرمتهم من استغلال المكان كما يجب و تخوّفهم من نقلهم إلى فضاء آخر، بعد رواج إشاعات تقول بأن المتعامل الصيني اشترط غلق القاعة إلى غاية تسليمها في الموعد الرسمي، لإتمام ما تبقى من الروتوشات الأخيرة.
و قال أن أي تأخر ليس في صالحه، موضحا بأنهم اضطروا إلى تكثيف ساعات العمل و التدريب نهارا و مساء للانتهاء في الموعد.
و استرسل معترفا بأن التحضيرات وصلت للتو مرحلة التنسيق بين مختلف الورشات التي كانت تعمل كلا على حدا «لم نعد ننام الليل لثقل المسؤولية و الضغط الذي نعانيه بسبب ضيق الوقت».
و عن مدى جاهزية العرض، قال محدثنا بأن التحضيرات لا زالت جارية بالكثير من الورشات و بشكل خاص السنوغرافيا و الموسيقى:  «نحن نحاول تكييف الإخراج  مساحة مع أكبر ركح بالجزائر و المقدرة  بـ600متر مربع و ما يتطلبه ذلك من خطوات توزيع المشاهد و اللقطات و ملء كل أجزاء الخشبة الشاسعة من خلال التحكم في الإضاءة و الديكور».
و أسر علي عيساوي بأن التحضيرات قد تمتد إلى غاية ليلة العرض، بسبب التدريبات الكثيرة التي لا زالت تنتظرهم، كتدريب الممثلين على ركوب الخيل الجارية حاليا خارج القاعة بمساعدة مركز الإعلام  تنشيط الشباب حسبه، كاشفا عن انتهائهم من تصوير مشاهد خارجية لمدينة الجسور المعلّقة و بشكل خاص واد الرمال و الصخر العتيق لاستغلالها في الملحمة.
و بخصوص السينوغرافيا، قال المخرج علي عيساوي بأن التقنية التي سيتم استغلالها تعتمد على تقنية ثلاثية الابعاد يتم توظيفها لأول مرة في الجزائر، موضحا بأن تصميمه يعتمد على الصورة البارزة"رولييف"بعيدا عن نمطية طريقة البث الكلاسيكي للصور عبر الشاشة العملاقة، معربا عن رغبته في تحقيق التفاعل بين الصورة و العرض المباشر و تمكين الممثلين من التعامل معها بتلقائية:" إن العرض مبني على الإبهار صورة ، إضاءة و موسيقى".
كما تحدث عن السيناريو الذي شارك في إعداده خمس دكاترة مختصين من جامعة منتوري، منهم عبد الله حمادي، نورالدين درويش و الأستاذة لعور، و الذي يسرد بشكل ملخص و سريع عبر 22لوحة كوريغرافية، تاريخ المدينة عبر 5حقب، بدء بالمرحلة النوميدية مرورا بالمرحلة البيزنطية فالفتوحات الإسلامية، ثم التواجد العثماني و أخيرا الاستعمار الفرنسي، مشيرا إلى مشاركة ممثلين و راقصين من 29ولاية تم انتقاءهم بعد عملتي كاستينغ  بكل من قسنطينة و العاصمة بالإضافة إلى انتقاء ممثلين معروفين بإتقانهم للغة العربية. أما المغنيين فأكد محدثنا بأن جميعهم متخرجين من مدرسة ألحان و شباب.
و بخصوص المشاركة الصينية قال علي عيساوي بأن يعتمدون على خبرة المحترفين الصينيين في مجال الكوريغرافيا و الإضاءة و غيرها من الأمور التقنية.
و كشف عيساوي عن مقترح تسجيل الملحمة في أقراص مضغوطة، لتوزيعها على المؤسسات التربوية مع برمجة لقاءات مع التلاميذ، بحضور المختصين في مجال التاريخ  و الدكاترة المكلفين بكتابة سيناريو الملحمة للتحدث عن تاريخ قسنطينة العريق.
و من جهته قال المشرف على ورشة الإخراج المسرحي فوزي بن ابراهيم، بالتنسيق مع المخرج علي عيساوي، بأنهم قاموا بتسجيل أصوات الممثلين كل حسب دوره و الشخصية التي سيتقمصها، و بأنهم يعكفون حاليا على تركيب المشاهد المسرحية مع مشاهد الكوريغرافيا. الممثل و المخرج كريم بودشيش الذي سيظهر في ثوب ماسينيسا في المرحلة النوميدية بعد وفاة أبي غايا و خلال تحالف صيفاقس مع الرومان، من جانبه قدّر نسبة تقدم الملحمة بحوالي 70بالمائة في انتظار العمل التنسيقي بين جميع الورشات لإتمام اللوحة الاستعراضية. هذا وقال الممثل ابراهيم رزوق، بأن الأقدار شاءت بأن يجسد دور عقبة ابن نافع لثالث مرة على التوالي، حيث سبق له تقمص شخصية هذا القائد المسلم، فاتح بلاد المغرب، بملحمة الجزائر الكبرى ثم في"تلمسان صدى الإيمان" .
و من الممثلين المعروفين المشاركين في الملحمة الممثل حمزة حمودي في دور «إيليماس»و المسرحي علي جبارة في دور يوغرطة  و أحمد مامس في دور أحمد باي و حليم زريبيع في دور الراوي.

أربعة محترفين لتصميم 22 لوحة كوريغرافية

عبد القادر كيمدة المسؤول على أعضاء فريق الكوريغرافية المشرف على تصميم رقصات الملحمة قال بأنهم يعكفون على إتمام 12لوحة من ضمن 22لوحة كوريغرافية ضمت رقصات تلائم الحقبات الخمس المتناولة في الملحمة :"خصصنا لكل مرحلة ما بين 5 و 6 لوحات ضخمة".
و اعترف هو الآخر بمواجهتهم صعوبات كبيرة خلال التدريبات مع الكثير من المشاركين باعتبارهم ليسوا راقصين محترفين، حيث تم إخضاعهم إلى تكوين مكثف إلى جانب بعض المحترفين من الديوان الوطني للثقافة و الإعلام. و أضاف قائلا بأن  كل مناطق الوطن موجودة في الكوريغرافيا من خلال ممثلين و راقصين تم انتقاؤهم للمشاركة في الملحمة :"لدينا 160راقصا تتراوح أعمارهم من 18إلى 30سنة".
و ذكر محدثنا بأنهم عملوا في البداية بمعدل ساعتين في اليوم قبل رفعها  إلى 10ساعات و من المتوقع وصول وقت التدريبات في الأيام الأخيرة إلى 18ساعة في اليوم. و اعتبر المدة المتبقية كافية لتقديم عمل احترافي مذهل على حد تقديره، كاشفا عن ثلاث لوحات ستحمل بصمته في ملحمة قسنطينة الكبرى و الموسومة" الحزن"، "الفتوحات الإسلامية" و 8"ماي 45".
مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى