غياب كتاب السيناريو المؤهلين أدخل السينما الميزابية في نفق مظلم
 يرى ابن غرداية المخرج مصطفى بوقرطاس أن السينما الميزابية لا تزال في بداياتها و أن إنتاج أفلام في المستوى لا يزال بعيد المنال،  بسبب عديد العراقيل التي تواجهها هذه السينما الفتية و في مقدمتها عدم توفر السيناريوهات الجيدة  التي يمكن أن تخرج السينما من نفقها المظلم، و يتم التعريف بها على نطاق واسع عبر مختلف ربوع الوطن و في البلدان الأجنبية، و بالتالي إخراج كنوز التراث الثقافي و الفني و الاجتماعي للمنطقة و معالمها السياحية الساحرة إلى دائرة الضوء.
المخرج بوقرطاس الذي يشارك هذه السنة في فعاليات الطبعة 15 للمهرجان الوطني الثقافي للفيلم الأمازيغي الذي تحتضنه عاصمة جرجرة منذ السبت الماضي، بفيلم وثائقي عنوانه “نجوم المولد”، قال للنصر بخصوص هذا العمل السينمائي الذي صوره في غرداية، بأنه سبق و أن عرضه في مهرجانات و تظاهرات أخرى عبر أرجاء الوطن، من بينها الأيام الوطنية الثانية للفيلم الوثائقي و القصير الذي احتضنته دار الثقافة محمد الأمين العمودي بوادي سوف في السنة الفارطة وتوج بالجائزة الأولى.
وأضاف المخرج بأن إنتاج أفلام باللهجة الميزابية، ليس بالأمر السهل و إنعاش هذا المجال يتطلب تجاوز العديد من العراقيل التي تواجه السينمائيين، مؤكدا: “ إن الإنتاج بالميزابية ضعيف جدا ، ويمكن أن نقول أن السينما الميزابية كانت في حالة سبات، لكن الآن تغير الوضع فقد اقتحم بعض المنتجين و المخرجين الشباب هذا المجال، رغم الصعوبات الموجودة، و في مقدمتها عدم وجود  كتاب سيناريو مختصين، فهناك العديد من القضايا تستحق أن تجسد في أفلام سينمائية ليشاهدها الجمهور الجزائري، ونحن مستعدون كتقنيين و مخرجين للتكفل بإخراجها” .
و أكد المتحدث أنه و رغم كل شيء تحدى العراقيل التي واجهته،  و تمكن من تصوير بعض الأعمال في مدينة غرداية، بعضها رأت النور مثل الفيلم الوثائقي “تنفوست نزيار” الذي يسلط الضوء على عيد سنوي يقام في غرداية، إضافة إلى فيلمين هما "تيسر تيمزوار" و"أقلت دغري"، مشيرا إلى أن هذا الأخير يعالج حالة معاق مهمّش تخلت عنه عائلته وتكفل به أحد المحسنين، وأضاف أن  آخر عمل له هو “نجوم المولد” الذي يشارك به في المهرجان الوطني الثقافي للفيلم الأمازيغي.
وبخصوص هذا العمل الجديد بين بوقرطاس، بأنه عبارة عن فيلم وثائقي مدته 46 دقيقة، أعده حمو أوجانة وقام بتصويره أسامة الراعي، ويسلط الضوء من خلاله على طريقة إحياء المولد النبوي الشريف في منطقة ميزاب، وبالضبط في قصر القرارة بولاية غرداية، مبرزا محافظة أبناء المنطقة على عاداتهم وتقاليدهم التي ورثوها أبا عن جد وتعكس التنوع الثقافي والجغرافي والفكري للمجتمع الجزائري.
و أعرب بوقرطاس عن أمنيته بأن تهتم السلطات المعنية بولاية غرداية بترقية السينما الميزابية و إزالة كل العراقيل و العقبات التي تصادف السينمائيين،  من أجل إخراج السينما الميزابية خارج أسوار  الصمت و الركود ليتم التعريف بها في مختلف بلدان العالم و تدخل المنافسات
الدولية.                                 
سامية إخليف

قالوا عن المهرجان

الناقد السينمائي سليم عقار
الأفلام الطويلة تعاني من نقص التمويل ببلادنا
قال أمس الناقد السينمائي و رئيس لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية بالمهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي سليم عقار بأن الأفلام الطويلة في بلادنا تعاني من مشكل نقص التمويل، سواء تعلق الأمر بالسينما الناطقة بالعربية  أو الأمازيغية، و أكد من جهة أخرى أن مستوى الأفلام الوثائقية المتنافسة لنيل الزيتونة الذهبية أحسن بكثير من الأفلام الطويلة، و هو ما يؤثر سلبا على نوعية المؤلفات السينماتوغرافية. المتحدث قال بأن المهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي يعتبر من أقدم المهرجانات في الجزائر، داعيا إلى تمويل الأفلام التي يمكن أن تضيف قيمة للسينما الجزائرية، مشيرا من جهة أخرى  إلى أن المحافظة السامية للغة الأمازيغية بالتنسيق مع محافظة المهرجان ، قامت بتمويل بعض الأفلام الطويلة التي لا يتجاوز غلافها المالي مليار سنتيم ، موضحا بأنه لا يمكن إنتاج فيلم طويل بهذا المبلغ فبعض الأفلام يتم إنتاجها بميزانية قدرها 400 مليار سنتيم، داعيا إلى تطوير الفيلم الأمازيغي، مثلما هو الحال في المغرب، و  أضاف أن المحافظة السامية للأمازيغية المغربية تقوم بتمويل على الأقل 12 فيلما طويلا، مشيدا من جهة أخرى بمستوى تنظيم المهرجان، و قال «كل شيء على ما يرام لحد الآن».
 محافظ المهرجان فريد محيوت
 طبعة هذه السنة عرفت نجاحا مثل الطبعة السابقة
قال محافظ المهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي فريد محيوت ، أن التظاهرة السينماتوغرافية التي عاشتها تيزي وزو منذ 17 ديسمبر ، تهدف إلى الترويج للسينما الأمازيغية بمختلف أنواعها. و أكد أن طبعة هذه السنة عرفت نجاحا مثل طبعة السنة الماضية  مشيرا إلى أن الشعار الذي حملته الطبعة 15 «السينما الأمازيغية، التعبير عن القيم الوطنية» يهدف إلى تقريب المنتج السينماتوغرافي من الجمهور، مع الاحتفاظ بروح المنافسة و ذلك لتحفيز الإبداع في هذا المجال و كذا إتاحة الفرصة للتبادل ما بين المبدعين و محبي السينما عبر مختلف المقابلات.
و أضاف فريد محيوت، أن البرنامج الغني الذي عرفه المهرجان، أعده قطاع الثقافة على مدار العام من أجل تنافس الأعمال السينماتوغرافية بمختلف ألوانها للظفر بالزيتونة الذهبية، بالإضافة إلى جائزة أحسن سيناريو التي سيتم تقييمها من طرف لجنة تحكيم مكونة من عدة أسماء ثقافية و سينمائية ، و قال أن ما أضفى لمسة إيجابية على طبعة هذه السنة هو إيصال السينما إلى القرى و بلديات الولاية لتمكين السكان من المشاركة في المهرجان.
عضو لجنة التحكيم عبد الحميد رابية
إدراج مادتي المسرح و السينما في المقرر الدراسي ضروري
دعا عضو لجنة التحكيم في المهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي الممثل عبد الحميد رابية، إلى إدراج مادتي المسرح و السينما في المقرر الدراسي، موضحا أن تعليم مثل هذه الفنون في المدارس سيسهل لجيل الغد ولوج عالم التمثيل، و قال أن  التلميذ سيكون على دراية تامة بكل خبايا هذا الميدان الواسع، كما أكد على ضرورة فتح قاعات السينما بعد الخامسة مساء أمام تلاميذ المدارس لممارسة النشاطات الثقافية لتنمية شخصياتهم و ترقية قدراتهم و تفجير طاقاتهم الإبداعية. المتحدث أضاف أن الفن بشتى فروعه يمكن أن يساعد الطفل و التلميذ أو المراهق على بناء شخصيته و يبعده عن رفاق السوء، و أكد أن مادة المسرح كانت مدرجة في المنهج الدراسي في السابق. و أشار الفنان إلى أن الجزائر كانت في 1962 تملك ما لا يقل عن 450 قاعة سينما مزودة بوسائل لا تملكها حتى البلدان المتطورة مثل فرنسا، إلا أنه طالها الصدأ بعدما تعرضت للإهمال.
وبعد كل النجاح و الإبداع الذي حققته السينما الجزائرية دخلت مرحلة الركود في نهاية الثمانينات وعرفت قاعات العرض غلقا جماعيا، منها من تحولت إلى أنقاض و أخرى تستوجب الترميم، مشيرا إلى أن عددها اليوم لا يتجاوز 70 قاعة على المستوى الوطني تسيرها الجماعات المحلية التي لم تستثمر فيها.  
سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى