توج مهاجم المنتخب الوطني رياض محرز بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا لعام 2016، ليظفر بذلك بالكرة الذهبية الإفريقية، خلال الحفل الذي أقيم سهرة أمس الأول الخميس بمدينة أبوجا النيجيرية.
و تفوق رياض محرز على الثنائي السنغالي ساديو ماني، و الغابوني بير إيمريك أوباميانغ، حيث كان فارق الأصوات كبيرا جدا بين نجم الخضر و منافسيه الاثنين، حيث حصل محرز على 361 صوتا، متفوقا على أفضل لاعب في سنة 2015 الذي نال 313 صوتا،   و السنغالي ساديو ماني مهاجم ليفربول الانجليزي الذي حل ثالثا وجمع 186 صوتا.
و جاء تتويج محرز بالنظر إلى موسمه الاستثنائي خلال سنة 2016، أين ساهم بشكل كبير في فوز فريقه ليستر سيتي ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، في إنجاز تاريخي و معجزة لا تصدق، و حقق جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة لمساهمته في تأهل فريقه لدور 16 من دوري أبطال أوروبا، إضافة إلى عدة إنجازات أخرى، على غرار لاعب العام في إنجلترا، أفضل لاعب في ليستر سيتي، أفضل مراوغي بريطانيا، جائزة «بي بي سي» لأحسن لاعب إفريقي في سنة 2016، و جائزة فريق عام 2016 في إنجلترا، كما احتل الصف السابع في مسابقة فرانس فوتبول لأحسن لاعبي العالم، مثلما اختير محرز ضمن قائمة أفضل جناح في تاريخ بطولة الرابطة الإنجليزية الأولى.

كما ساهم محرز بشدة في تأهل المنتخب الوطني لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2017 التي ستقام الشهر الجاري بالغابون.
و يعتبر محرز ثالث لاعب جزائري يتوج بالكرة الذهبية الإفريقية بعد كل من لخضر بلومي الذي كان أول جزائري يكتب اسمه بأحرف من ذهب في القارة السمراء سنة 1981، و بعده جاء الدور على رابح ماجر الذي كان له شرف الحصول على نفس الجائزة سنة 1987.
و يرى رجال الاختصاص بأن تتويج رياض محرز بجائزة أفضل لاعب إفريقي جاء في وقته أياما قليلة قبل انطلاق موعد الكان، و رهان كبير على المعنويات المرتفعة لنجم الخضر من أجل قيادة المنتخب نحو ثاني تتويج في تاريخه، و الأول من نوعه خارج أرض الوطن، على اعتبار أن التتويج الأوحد للمنتخب كان سنة 1990 بملعب 5 جويلية.              
بورصاص.ر

ارتقى بالجزائر إلى الصف السادس
نجم الخضر ينهي هيمنة إفريقيا السوداء على عرش القارة
كسر نجم الخضر رياض محرز احتكار إفريقيا السوداء لجائزة أفضل لاعب في القارة، والتي ظلت سارية المفعول على مدار قرابة عشريتين، لأن المغربي مصطفى حاجي كان آخر لاعب عربي من شمال إفريقيا يتوج بهذا اللقب، وكان ذلك سنة 1997، ولو أن «الكاف» شرعت في إعتماد هذه الجائزة بصفة رسمية منذ 1992، وكانت النسخ الثلاث الأولى للجائزة برعاية مجلة «فرانس فوتبول»، قبل أن يتخلى الإتحاد الإفريقي عن عقد الشراكة ويتبنى الاستفتاء بمفرده.
تربع محرز على عرش الكرة الإفريقية فك الحصار الذي ظل مفروضا على البلدان العربية من شمال القارة في هذه التتويجات، لأن هذه الجائزة بقيت حكرا على نجوم منتخبات كوت ديفوار، الكاميرون، السنغال وحتى الطوغو، في غياب أي لاعب عربي، لأن يايا توري يبقى نجم هذه العشرية دون منازع، بتتويجه بالجائزة 4 مرات متتالية، كما سبقه إليها مواطنه ديديه دروغبا، وكذلك الشأن بالنسبة للكاميروني صامويل إيتو، وقبله السينغالي الحاجي ضيوف.
محرز وبفضل هذا الإنجاز أصبح ثاني لاعب عربي يتوج باللقب الذي تمنحه «الكاف»، لأن الإتحاد الإفريقي إعتمد رسميا الجوائز التي تم توزيعها منذ 1992، وطبعة هذه السنة تحمل رقم 25، ولو أن مجلة «فرانس فوتبول» كانت قد شرعت في منح جائزة أفضل لاعب إفريقي منذ 1970، لما تحصل عليها النجم الأسطوري للكرة المالية ساليف كايتا.
وبالتمعن في لائحة جائزة أفضل لاعب إفريقي، فإن محرز يصبح ثامن لاعب عربي يتوج بهذا اللقب، بعد المغربي أحمد فرس (1975)، وبعده بسنتين التونسي طارق ذياب، ليأتي بعدها الدور على الجزائري لخضر بلومي، ثم المصري محمود الخطيب (1983)، وبعده المغربي محمد التيمومي، ليليه مواطنه بادو زاكي، ثم الجزائري رابح ماجر، ليختم المغربي مصطفى حاجي اللائحة في 1997، ما أجبر العرب على إنتظار قرابة عقدين من الزمن لإنهاء الهمينة السوداء على هذا التاج، و إستعادته بفضل رياض محرز.
إلى ذلك فإن هذا التتويج منح الكرة الجزائرية اللقب الثالث في تاريخها، لترتقي إلى الصف السادس في اللائحة الإفريقية مناصفة مع ليبيريا، حيث تبقى الصدارة من نصيب الكاميرون بـ 11 تتويجا، متبوعة بكوت ديفوار (8 مرات)، ثم غانا، و بعدها نيجيريا و المغرب، و لو أن القائمة تضم 17 بلدا، من بينهم تونس و مصر بتتويج واحد.
ص / فرطاس


الخطاف الذي يصنع ربيع الكرة الجزائرية

يدخل نجم الكرة الجزائرية رياض محرز نهائيات كأس أمم إفريقيا مساء الأحد المقبل، بمعنويات تعانق السحاب، بعد نجاحه في تسيد القارة السمراء سهرة الخميس، بانتزاعه لقب أفضل لاعب إفريقي للعام 2016، و هو التتويج الذي أعاد الكرة الجزائرية إلى الواجهة القارية بعد ثلاثة عقود من الغياب.
و فيما يراهن المحبون وأنصار المنتخب على دورة الغابون، لإثراء سجلات الكرة الجزائرية بثاني لقب قاري، بعد الذي تحصلت عليه تشكيلة قادها رابح ماجر آخر متوج بالكرة الذهبية الإفريقية (التسمية القديمة)، فإن انعكاسات تتويج رياض محرز بجائزة أفضل لاعب إفريقي للسنة المنقضية، و إثراء خزانته الشخصية بلقب جديد يضاف لإنجازاته الفردية السابقة، سيكون له إنعكاسات جد إيجابية على الروح المعنوية للمجموعة، على اعتبار أن امتلاك كتيبة الخضر في صفوفها لاعبا موهوبا، بإمكانات و مؤهلات الفتي الذهبي لنادي ليستر سيتي الإنجليزي، من شأنه أن يمنح اللاعبين الثقة بالنفس ودفعا معنويا قويا، يساعد براهيمي وبن طالب وبقية أفراد المنتخب على تجاوز “نكسة” تصفيات المونديال، لأن مواجهة الخضر لمنافسيهم بتواجد أفضل لاعب إفريقي في صفوف المنتخب الوطني، سيخول للاعبين مقارعة زيمبابوي و تونس  والسنغال من موقع قوة، وبشخصية الباحث على التربع على عرش القارة، سيما ومحرز سيكون مدعوما بلاعبين موهوبين بإمكانات براهيمي و سليماني و غلام و تايدر و بن طالب و مبولحي، و باقي اللاعبين الذين أثبتوا في عديد المناسبات والاستحقاقات السابقة احترافيتهم ونضجهم، فوق المستطيل الأخضر و خارجه، و هو ما جسدته تصريحاتهم خلال المنطقة المختلطة مساء الأربعاء الماضي، أين أجمعوا على رغبة جميع اللاعبين في التتويج و قولهم بكلمة واحدة :” سنسافر إلى الغابون بنية التتويج باللقب القاري الثاني في تاريخ الكرة الجزائرية”، ما يؤكد الحالة البسيكولوجية الجيدة للمنتخب بضمه نجما سطع في سماء إفريقيا كتعوض عن فقدانه الريادة القارية، ويراهن عليه جميع أنصار ومحبي الخضر على أن يقود الجزائر إلى التتويج، على أمل أن يكون محرز الخطاف الذي يصنع ربيع الكرة الجزائرية.                     
نورالدين - ت

"الفضل لزملائي في ليستر والمنتخب ورئيس الفاف"
عبر نجم المنتخب الوطني رياض محرز عن سعادته الكبيرة بتتويجه بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا سنة 2016.
كما أكد أحسن لاعب في الدوري الإنجليزي خلال تصريحه المباشر بعد استلامه الجائزة في نيجيريا، بأن هذا الإنجاز تحقق بفضل زملائه في نادي ليستر سيتي والمنتخب الوطني، حيث قال: “سعيد جدا بهذا التتويج الأول من نوعه بالنسبة لي، والذي لم يتحقق من العدم، وبهذه المناسبة أود أن أشكر كل من صوت لي، وأؤكد لكم بأن هذا التتويج جاء بفضل زملائي في نادي ليستر سيتي، وكذا زملائي في المنتخب الوطني، و أيضا رئيس الفاف محمد روراوة المتواجد معي في هذا الحفل البهيج، إضافة إلى كل المدربين الذين عملت معهم، سواء في فريقي نادي ليستر سيتي أو في المنتخب الوطني. وفي الأخير أشكر كل الشعب الجزائري والشعب الإفريقي، و أتمنى لهم العيش في سلم و أمان”.   
بورصاص.ر


دخل عالم المستديرة هروبا من الإجرام

نجم ولد من رحم المعاناة في شوارع باريس ليتربع على عرش الكرة الإفريقية
سجل رياض اسمه بأحرف من ذهب في حوليات كرة القدم الإفريقية، وذلك بتربعه على عرشها، من خلال التتويج بجائزة أفضل لاعب إفريقي لسنة 2016، ويقطف ثمار موسمه الاستثنائي مع نادي ليستر سيتي، ليكون بذلك محرز الجوهرة الجزائرية التي سطعت في سماء القارة السمراء، من بوابة المملكة البريطانية، وعبر نافذة بيت ليستر «المغمور».
محرز هذا الفتى الذهبي لم يكن موجودا خلال الفترة الذهبية للكرة الجزائرية، لأنه من مواليد 21 فيفري 1991، من أب جزائري من منطقة بني سنوس (تلمسان)، ومن أم مغربية، أي بعد سنة من تتويج الجزائر باللقب الإفريقي الوحيد، كما أنه لم يعايش فترة إحراز بلومي ثم ماجر الكرة الذهبية الإفريقية، لكن تاريخ 05 جانفي 2016، كان محطة تاريخية في مشواره وفي سجل الكرة الجزائرية، لأنه أصبح ملك القارة السمراء، ليعود بعجلة الزمن إلى 3 عقود مضت، عندما أحرز رابح ماجر اللقب، في الإستفتاء الذي كانت تنظمه مجلة «فرانس فوتبول».
وعند ميلاد محرز في شتاء 1991 بمنطقة سارسال بالضاحية الباريسية، لم يكن والده أحمد يتوقع بأنه سيأتي يوم ويصبح ابنه نجما عالميا، لأن هذا الحي الشعبي كان يشتهر بالجرائم ويعتبر ملجأ المهاجرين من مختلف الجنسيات، لكن أحمد محرز حاول إبعاد رياض عن خطر الشارع، بضمه لفريق في صنف الأصاغر لضاحية سارسال.
مهارات الصغير محرز برزت في بداية مسيرته مع أصاغر حي سارسال، ، لكن عائلته تعرضت لصدمة قوية بوفاة الوالد أحمد بسبب أزمة قلبية، كان حينها رياض لا يتجاوز 15 سنة، فما كان عليه سوى تحمل مسؤولية تسيير العائلة منذ صغره.
محنة زادت من إصراره على شق الطريق نحو مشوار ناجح مع عالم كرة القدم، إذ انضم سنة 2009 إلى نادي كامبار (بطولة الهواة)، وهي المحطة التي مكنت محرز من الإحتكاك بأجواء المنافسة الرسمية، حيث كان قطعة أساسية في الفريق، وشارك في 27 مباراة وسجل هدفين، رغم أنه لم يبلغ بعد سن 18.
ارتسام معالم نجم مستقبلي في الأفق عبر بوابة نادي كامبار، جعل عملاقا الكرة الفرنسية باريس سان جيرمان وأولمبيك مرسيليا يبديان اهتمامهما بمحرز في صائفة 2010 ، من خلال إدراجه في الفئات الشبانية، لكن الظروف الاجتماعية القاهرة، جعلته يبحث عن المال كمصدر رزق للعائلة، ليحط الرحال بعميد الأندية الفرنسية نادي لوهافر ( الدرجة الثانية)، لكن تجربته في هذا النادي كانت جد صعبة، لأنه اضطر للمشاركة مع الفريق الرديف على مدار 6 أشهر، قبل أن يتقرر في جانفي 2011 ضمه إلى الفريق الأول، مع توقيعه على أول عقد احترافي مدته 3 سنوات.
الخطوة الأولى لرياض في عالم الاحتراف كانت جد صعبة،  لأنه لم يتمكن من فرض نفسه في بادئ الأمر، حيث انتظر مدة 7 أشهر للمشاركة في أول مقابلة له، ومع ذلك استغل أول فرصة له لينتزع مكانة ضمن التشكيلة الأساسية، وأصبح مع مرور الجولات قطعة أساسية، فشارك في 60 مقابلة، سجل خلالها 24 هدفا، ما جعله محط اهتمام أندية أخرى.
ولعل المنعرج في مشوار محرز، كان القرار الذي اتخذه مسيرو لوهافر في ديسمبر 2013 ، لما قرروا بيعه لنادي ليستر سيتي «الشامبيون شيب» للدرجة الأولى الإنجليزية، بعد العرض المغري الذي تلقوه، رغم أن رياض لم يكن على دراية بميزات الكرة الإنجليزية، ولا يعرف عن مدينة ليستر سوى إشتهارها برياضة الرغبي، لكن تصدر فريقها لدوري الدرجة الأولى، وبحثه عن مكانة في «البريمر ليغ»، ساهم في تحفيزه على المشاركة في الثورة الكروية التي كان يقوم بها هذا الفريق الصغير على مستوى المملكة البريطانية.
انتقال محرز إلى إنجلترا خلف زوبعة إعلامية كبيرة في فرنسا، لأن كل الحسابات كانت مبنية على إمكانية ضمه إلى صفوف «الديكة»، كما أن بعض الأندية أمثال مرسيليا، ليل وموناكو كانت تريد الظفر بخدماته، لكن صدمة الفرنسيين كانت كبيرة، لما أعلن محرز عن قرار اختياره اللعب لصالح المنتخب الجزائري، فكانت أول مشاركة له مع الخضر، في المقابلة الودية أمام أرمينيا (31 ماي 2014)، لما أدرجه حليلوزيتش احتياطيا.
صالح فرطاس

لخضر بلومي "أول جزائري يتوج بالجائزة" للنصر
محرز   "أيقونة" لا يختلف عن ميسي في "البارصا"
اعتبر نجم الكرة الجزائرية للثمانينيات لخضر بلومي، تتويج رياض محرز بجائزة أفضل لاعب إفريقي مكسبا كبيرا للمنتخب الوطني، خاصة من الناحية المعنوية، وهذا عشية دخوله منافسة قارية بحجم «الكان»، لأن هذا التتويج سيعطي اللاعب وزملاءه الثقة بالنفس، وسيسمح لهم بتجاوز مرحلة الإحباط الناتج عن الانطلاقة المتعثرة في التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا، مع الإيمان بالقدرة على اعتلاء منصة التتويج في الغابون، ناهيك عن المعنى الكبير لعودة جزائري لنيل هذه الجائزة بعد غياب دام 30 سنة.
بلومي الذي يعد أول جزائري توج بهذا اللقب، اعتبر تتويج محرز منطقيا بالنظر إلى البصمة الكبيرة التي وضعها اللاعب في ناديه، واصفا إياه بالأيقونة» التي عبدت طريق ليستر لإنتزاع لقب تاريخي في الدوري الإنجليزي، كما تحدث عن أمور أخرى نقف عندها في هذا الحوار الذي خص به النصر هاتفيا سهرة أول أمس، لحظات فقط بعد الإعلان عن تتويج محرز بجائزة أفضل لاعب إفريقي.
• في البداية ما تعليقك على تتويج محرز بهذه الجائزة؟
     من حقنا كجزائريين أن نفتخر بلاعب شاب ينتزع لقب أفضل لاعب إفريقي. الحقيقة محرز لم يسرق هذا التاج أو انتظر هدية من أحد، بل أن تتويجه كان منطقيا إلى أبعد الحدود، لأن المتتبعين رشحوه للحصول على هذه الجائزة منذ الصائفة الماضية، لما قاد نادي ليستر سيتي لتتويج تاريخي بلقب الدوري الإنجليزي، حيث ارتسمت معالم «نجومية» اللاعب، الذي كشف عن أحقيته في الحصول على لقب أفضل لاعب في القارة الإفريقية.
برهن على الإحترافية بعد نكسة المنتخب ضد الكاميرون
• لكن الجزائريين كانوا يخشون كواليس «الكاف» بخصوص هذه الجائزة؟
     الحديث عن الكواليس لا يمكن أن يكون في مثل هذه الأمور التي لها علاقة مباشرة بالواقع الميداني، وإنما بقضايا أخرى تخص عمليات التصويت لإختيار مكان تنظيم تظاهرة، لأن معطيات الميدان لا يستطيع أي متتبع تغييرها أو تشويهها، ومحرز كان نجما فوق العادة خلال سنة 2016، مادام العالم برمته قد أصبح يتحدث عنه، بفضل الإنجاز الذي حققه مع ليستر، والانجليز ليسوا مجانين ليمنحوه جائزة أفضل لاعب في «البريمير ليغ» للموسم المنقضي، لأن تلك الجائزة كانت بمثابة اعتراف ضمني من أكبر أصحاب الاختصاص بمؤهلات ومهارات اللاعب ووزنه في ناديه، وبالتالي فإن تتويجه بلقب أفضل لاعب إفريقي كان منطقيا ومنتظرا، ولا يمكن لأي تقني أو متتبع التشكيك فيه.
• برأيك ما هو المفتاح الذي طرق به محرز باب النجومية؟
     شخصيا أعتبر محرز بمثابة «الأيقونة» التي بنى عليها مدرب ليستر رانييري منظومة فريقه. شخصيا  أصنفه في نفس الخانة مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في برشلونة، لأن محرز يتكفل بمهمتين أساسيتين في فريقه، صنع اللعب والمشاركة مع زملائه في بناء الهجمات، مع وضع بصمته بفضل مهارات فنية فردية عالية وكذا تسجيل الأهداف، وهي مواصفات لا يمتلكها إلا لاعبون قلائل في العالم، والدليل على ذلك أن محرز احتل المركز السابع في مسابقة الكرة الذهبية العالمية، وهي مكانة لم تكن هدية لهذا اللاعب، وإنما ثمرة ما قام به في ناديه، و اكتشف العالم هذا النجم فجأة، ولو أن هناك شيئا مهما لا بد من الوقوف عنده.
مهاراته   برزت في فريق مغمور و دوره لا يقوم به إلا قليلون في العالم
•  ما هو.... تفضل ؟
تألق ميسي في برشلونة أو كريستيانو رونالدو مع ريال مدريد يتماشى و «نجومية» هذا الثنائي، بالتواجد في أكبر ناديين في العالم، لكن سطوع نجم محرز كان بارزا للعيان، لأن اللاعب عرف كيف يضع بصمته في أحسن الدوريات العالمية، وذلك بالبروز في فريق «مغمور»، وقيادته لخطف الأضواء، كما أن إظهار المهارات الفردية العالية على مدار موسم كامل، سمح لمحرز بالتتويج بهذه الألقاب، فضلا عن كون اللاعب برهن على احترافيته الكبيرة من خلال التعامل مع المحيط، سواء في الدوري الإنجليزي أو مع المنتخب الوطني.
الإنجاز جرعة أوكسجين للمنتخب قبيل «كان» الغابون
• هل من توضيح أكثـر بخصوص هذه النقطة؟
لا يمكن لأي كان التشكيك في احترافية محرز، وشخصيا نوهت كثيرا بهذا اللاعب، خاصة خلال المرحلة الأخيرة، لما مر المنتخب الوطني بأزمة بسبب التعثر أمام الكاميرون ثم نيجيريا في تصفيات مونديال روسيا، لأن هناك بعض العناصر الوطنية التي فقدت أعصابها وراحت تدلي بتصريحات صحفية نارية، ما أدى إلى تفاقم الوضع وتسبب في إحداث «زوبعة» داخل المنتخب، لكن محرز لم يظهر إطلاقا في هذه القضية، وحتى تصريحاته لم تخرج عن باب التفاؤل، ليؤكد بذلك على الاحترافية الكبيرة التي بلغها، لأن تطور قدراته الفنية واكبه نضج كبير من الناحية الذهنية، بدليل أنه يتحدث في ناديه بإسم المجموعة، ولا يصنف نفسه بالنجم، وهذا أمر يحدث مع ميسي ورونالدو في فريقيهما، و بالتالي فإننا لا نقلل من قيمة محرز، و لا بد أن نشيد بمؤهلاته الكبيرة من جميع الجوانب.
• و ماذا عن انعكاسات هذا التتويج على الكرة الجزائرية والمنتخب؟
 هذه الجائزة تعد بمثابة جرعة أوكسجين للتشكيلة الوطنية في هذه المرحلة، خاصة من الناحية المعنوية، لأن آثار الانطلاقة المتعثرة في تصفيات مونديال روسيا مازالت تلقي بظلالها على المنتخب، خاصة من الناحية البسيكولوجية، بفقدان العناصر الثقة بالنفس، كما أننا مقبلون على منافسة مهمة، هي نهائيات دورة «الكان»، و عليه فإن تواجد أفضل لاعب في القارة ضمن التعداد، كفيل بإعطاء النخبة الجزائرية دفعا معنويا كبيرا، و ذلك بتمكين التشكيلة من تجاوز فترة الإحباط النفسي، و دخول العرس الكروي الإفريقي بروح معنوية عالية، و التفكير في القدرة على التتويج باللقب.
غياب 30 سنة كان تجسيدا للأزمة الكبيرة التي مرت بها الكرة الجزائرية
• بصفتك أول جزائري يتوج بهذه الجائزة، هل كنت تتوقع أن يأتي يوم و يتربع فيه جزائري آخر على عرش الكرة الإفريقية؟
  لقد كنت دوما مقتنعا بمقولة «لا إثنتان بدون ثالثة»، لأنني توجت بهذه الجائزة في سنة 1981، وبعدي بـ 6 سنوات كان الدور على زميلي رابح ماجر، لكن منذ ذلك الحين لم يتمكن أي لاعب جزائري من الظفر بهذا اللقب، و لو أن هذا الغياب كان منطقيا، بالنظر إلى الأزمة التي عاشتها الكرة الجزائرية، خاصة على الصعيد المحلي، في غياب التكوين و العمل القاعدي، و ما كان علينا سوى انتظار 3 عقود كاملة من الزمن لتجسيد تلك المقولة، و عودة الجزائريين لنيل هذه الجائزة، و محرز وجه من خلال هذا الإنجاز المستحق، رسالة واضحة المضمون للشبان الجزائريين، و ذلك بحثهم على العمل الميداني الجاد، كونه برز في فريق «مجهول» و أصبح نجما عالميا بفضل فردياته العالية، وقد برهن للجميع بأنه يستحق اللعب في ناد كبير، غير أن وفاءه للفريق الذي مهد له طريق «النجومية»، جعله يرفض كل العروض المغرية، و هذا جانب آخر من «الإحترافية»، ما دام محرز لم ينكر جميل نادي ليستر عليه.    
حاوره: صالح فرطـــاس

الإعلام العربي يشيد بتتويج محرز
أجمع الإعلام العربي على أحقية نجم المنتخب الوطني رياض محرز، في التتويج بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا لسنة 2016، حيث تصدر عناوين مختلف المواقع العربية، على غرار اليوم السابع المصري “محرز يرفع راية العرب و يتوج بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية”.
كما سار موقع المصريون على نفس الدرب، عندما أكد أحقية مهاجم الخضر محرز في التتويج، بالنظر إلى الموسم الاستثنائي الذي قدمه، و أما موقع “بين سبورتس” بالعربية، فكتب يقول: “محرز أفضل لاعب في إفريقيا سنة 2016 و يعيد العرب إلى الواجهة”.للإشارة جاءت هذه الإشادة من الإعلام العربي و هذا التتويج، كأفضل و أنسب رد على الإماراتيين الذين منحوا جائزة أفضل لاعب عربي إلى المصري محمد صلاح، هذا الأخير الذي غاب اسمه عن قائمة الثلاثة لاعبين الأوائل في إفريقيا، و الأكثر من ذلك لم يتواجد ضمن التشكيلة المثالية للقارة السمراء، التي عرفت تواجد محرز فقط من المنتخب الوطني.                                           
بورصاص.ر

الرجوع إلى الأعلى