"طريق اللحم" بسيدي خطاب تعرض الشواء بأسعار مغرية
تستوقفك عبر الطريق الرابط بين منطقة سيدي خطاب، التابعة إقليميا لولاية غليزان، وصولا إلى مستغانم، قصابات متراصة، مغطاة بالقش و الزنك، تعرض اللحوم الحمراء بأسعار مغرية، تصل إلى 600 دج للكلغ الواحد، فيما تجود  المطاعم المجاورة بكميات معتبرة من اللحوم المشوية، مقابل ثمن قل نظيره عبر التراب الوطني .
ينتابك الفضول لدى بلوغ منطقة "القنينية " للتوقف و الاستفسار عن أسعار ونوعية اللحوم المعروضة للبيع على عوارض خشبية بأسعار جد تنافسية تغري الزبون و قد تقنعه بشراء الشاة المذبوحة كاملة بسعر يصل إلى 25 ألف دج، لأن ثمن الكيلوغرام الواحد من لحمه لا يتعدى 600 دج، وهو سعر قل نظيره في الأسواق الأخرى عبر التراب الوطني، و يعود ذلك إلى العدد الكبير للموالين والمهتمين بتنمية نشاط تربية الأغنام و الماعز بالمنطقة، كما قال للنصر صالح، و هو شاب في الثلاثينات من عمره، قضى أكثر من عقد في ممارسة حرفة القصابة و انتظار الزبائن، خاصة من مستعملي الطريق الرابط بين سيدي خطاب و مستغانم.
و أضاف القصاب بأن عملية الذبح و السلخ تتم مع بداية شروق الشمس، ليتم عرض اللحوم مباشرة للبيع، لأن أغلب الباعة لا يملكون، كما أكد، معدات وتجهيزات التبريد، حيث تطرح إشكالية تعفن اللحم في فترة الصيف، فيضطر القصابون إلى تقليص عدد المواشي المعروضة أو تحضيرها ، وفق الطلب.
و أمام هذه الظروف، يحاول الباعة، كما قال القصاب علي، تحقيق هامش ربح بسيط لضمان استمرار عملية البيع وجلب أكبر عدد من الزبائن، و سرعان ما راودتنا مجموعة من التساؤلات أثناء جولتنا بالمنطقة، حول مدى احترام "الجزارين " لظروف الذبح و السلخ الذي يتم في الهواء الطلق و كذا آليات التخلص من  البقايا و الزوائد، فضلا عن طبيعة و نوع وعمر الماشية لأن أغلب عمليات الذبح تتم خلف القصابات و لا يمكن للزبون التحقق من نوع الماشية، حيث يتداول الحديث عن ذبح نعاج بدل كباش أو خرفان.
القصابات المتراصة مرقمة بشكل تسلسلي و تقع على جانبي الطريق الذي يعج بالحركة والنشاط، و من المرتقب أن يصبح معبرا مهما للحركة التجارية في آفاق 2018،  و ذلك من شأنه إنعاش المهنة و النشاط، كما قال ابن المنطقة موسى،  39 سنة، إلى جانب ضمان مداخيل إضافية لأصحاب المطاعم المتخصصة في إعداد اللحوم المشوية ،الذين زاد عددهم في الفترة الأخيرة بفعل الحركية الاقتصادية التي تعرفها المنطقة، من بينها النشاط التجاري لميناء مستغانم الذي يربط  الطريق السيار شرق –غرب، عبر طريق سيدي خطاب، كما أن آفاق توسيع المنطقة الصناعية بالمنطقة و تجسيد مئات الاستثمارات الكبرى بها ،  يقتضي، حسب صاحب أحد المطاعم ، شراء أو كراء محلات لإطعام الموظفين.
المنطقة الصناعية الكبرى المتواجدة على امتداد البصر على مساحة تقدر بنحو ألفي هكتار، كما قال موسى، من شأنها إنقاذ شباب الجهة من شبح البطالة،عقب شروع أكبر  المصانع، كمركب النسيج التركي الجزائري "طيال"، في نشاط التصنيع و بذلك يتم توفير أكثر من 10 آلاف منصب شغل، إلى جانب  المصنع الألماني "فولسفاغن" لإنتاج مختلف السيارات ابتداء من شهر جوان من سنة 2018، و بإمكان المنطقة استقطاب مئات المشاريع الأخرى، و أضاف محدثنا في ذات السياق أن الفرصة مواتية لتغيير الظروف الاجتماعية لسكان سيدي خطاب الذين يحترف أغلبهم الفلاحة و تربية المواشي و بيع اللحوم على قارعة الطرق .                                   هشام ج

الرجوع إلى الأعلى