قلّــة الـموارد الـمالـيـة وراء تـجمـيد إنـجــاز فـيلـم الأمـير عـبد الـقــادر
أرجع وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، تجميد تجسيد مسيرة مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر في فيلم سينمائي، إلى قلة الإمكانيات المادية، نظرا لما يتطلبه هذا العمل الفني الضخم من ميزانية معتبرة، فضلا عن عدم الحصول بعد على سيناريو شامل حول هذه الشخصية المتكاملة.
وقال ميهوبي في رده على سؤال شفهي بالجلسة المخصصة للرد على الأسئلة الشفهية بالمجلس الشعبي الوطني أول أمس، حول أسباب عدم الإفراج عن فيلم الأمير عبد القادر، إن هذا الموضوع أسال الكثير من الحبر، وأن الجزائريين لطالما انتظروا مشاهدة عمل فني ضخم يروي مسيرة مؤسس الدولة الجزائرية، مبررا سبب تأخر تجسيد هذا المشروع بضرورة توفير جملة من الشروط، من بينها رصد الغلاف المالي الكافي وانتقاء الديكور واختيار مخرجين وتقنيين محترفين، معترفا بأن المسألة مرتبطة أيضا بالجانب المالي، وأنه في الظرف الراهن يصعب على الوزارة توفير الميزانية المناسبة للاستعانة بمخرجين عالميين وتقنيات عالية خاصة أثناء تصوير المعارك.
وأضاف الوزير أنه يرفض إنجاز هذا المشروع الثقافي بطريقة استعجالية، مطمئنا بأن هيئته منشغلة حاليا بتوفير الشروط اللازمة حتى يرى الجزائريون هذه الشخصية التي نعتز بها على شكل عمل سينمائي،  موضحا أن وزارة الثقافة استشارت مختصين في المجال  السينمائي، أكدوا أن الشرط الأساسي لإنجاح هذه العمل، هو توفر سيناريو شامل ومتكامل، في حين أن الإشكالية الأساسية المطروحة حاليا هو انعدام السيناريو، لكون الأمر يتعلق بشخصية غير عادية، متعددة الأبعاد، فالأمير عبد القادر كان رجلا متصوفا شاعرا قائدا عسكريا وله فضائل عدة، كاشفا أنه التقى مؤخرا بمخرج من خارج الجزائر، يقوم بإنجاز فيلم حول دور الأمير عبد القادر في إخماد فتنة الشام سنة 1860، خلال حملة إبادة مسيحيي الشام من قبل متطرفين، حيث قام الأمير بإيوائهم وحمايتهم، ما يعتبر موقفا تاريخيا، وإسقاطا كبيرا على ما تعرفه بلدان عربية منها العراق وسوريا من فتنة طائفية.
وقال ميهوبي إن إنجاز  فيلم الأمير عبد القادر هو حلم الجزائريين والرئيس هو الذي أوعز بالتفكير في تحقيق عمل فني حول هذه الشخصية، وأن العبرة ليست في إنجاز المشروع، بل في تجسيد عمل بإمكانه أن يترك بصمة في السينما العالمية ولدى كافة الجزائريين، مذكرا بإنجاز فيلم حول جانب من حياة رائد الحركة الإصلاحية العلامة عبد الحميد بن باديس، الذي سيتم عرضه في ذكرى وفاته المصادفة ليوم 16 أفريل المقبل، وهو حاليا قيد التركيب كما سيتم الانتهاء قريبا من إنجاز فيلم آخر حول شخصية القائد العربي بن مهيدي، بتمويل من وزارتي الثقافة والمجاهدين.
وجدد المصدر التأكيد على أن الأمير عبد القادر هو شخصية منفردة، وأن هيئته تلقت العديد من السيناريوهات التي أخفقت في الإلمام بكافة جوانب حياة الأمير وشخصيته، رغم توفير غلاف مالي هام لإنجاز الديكور واختيار الممثلين، في حين أوكل الأمر للوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي في تجسيد المشروع لكنها لم توفق، كما أوكلت المهمة فيما بعد لمنتجين ومخرجين الذي فشلوا بدورهم في إتمام المهمة، مضيفا أن جزء اهاما من الديكور تم إنجازه، في حين تم تجميد المشروع إلى غاية استجماع كافة الشروط الكفيلة بإنجاحه، ليحقق الإجماع بين المفكرين والمؤرخين، ويحفظ القيمة الحقيقية لهذه الشخصية التاريخية.                  لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى