تلتقي وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط هذا الأسبوع بمدراء التربية عبر الولايات لدراسة مدى تقدم البرامج الدراسية بالنسبة لمختلف الأطوار، لتحديد أسئلة امتحانات نهاية السنة، على أن يشرع المفتشون مباشرة بعد العطلة في زيارات مفاجئة للأساتذة المضربين للوقوف على عملية استدراك الدروس الضائعة.
وجّهت وزيرة التربية الوطنية تعليمات إلى مفتشي التربية للقيام بزيارات فجائية لأقسام الأساتذة الذين انضموا إلى الحركة الاحتجاجية التي قامت بها نقابة الكنابست ودامت شهرا كاملا، بغرض الإطلاع عن قرب على مدى تقدم الدروس، والتأكد بشأن مدى احترام الأساتذة للقرار الذي اتخذته النقابة والمتضمن التكفل نفسيا وبيداغوجيا بالتلاميذ الذين تضرروا من الإضراب الذي أثر نفسيا وبيداغوجيا على التلاميذ خاصة المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، وأدى إلى عرقلة السير العادي للبرامج الدراسية على مستوى عدد لا بأس به من المؤسسات التعليمية، في ظل فشل مخطط استدراك الدروس، بسبب رفض التلاميذ والأساتذة وحتى مدراء المؤسسات التضحية بجزء من العطلة، واستغلال الأسبوع الأول منها في تدارك التأخر.
 وبحسب مصادر مقربة فإن وزيرة التربية تجنّبت هذه المرة  الاستعانة بالتقارير الفصلية التي يعدها مسيرو المؤسسات التربوية، وفضلت الاعتماد على الزيارات الميدانية للمفتشين، التي ستنطلق فور انتهاء العطلة وعودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، وذلك بغرض الحصول على تقارير صحيحة ودقيقة تعكس الوضع الحقيقي للبرامج الدراسية، تفاديا للوقوع في صدامات أو مشاكل مع التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات نهاية السنة وكذا الأولياء، وذلك في حال إدراج أسئلة تتعلق بمواضيع لم يتم تناولها في الأقسام، في حال الاستعانة بتقارير مغلوطة، خاصة بعد التطمينات التي قدمتها الوزيرة للمتضررين من إضراب نقابة الكنابست، وكذا التهديدات التي رفعها هذا التنظيم، الذي قال بأنه لن يسكت، إذا ما وقف خلال عملية التصحيح على اسئلة لا تتعلق بالمقررات الدراسية.
ومن المنتظر أن يرفع المفتشون تقارير مفصّلة للهيئة الوصية قبل نهاية أفريل، ستعتمد عليها لجنة تقييم المناهج في اجتماعها المقبل ، من أجل ضبط اسئلة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط وكذا شهادة التعليم الابتدائي، كما سيتم عقد اجتماع يضم مدراء التربية خلال هذا الأسبوع، تحت إشراف وزيرة القطاع، وسيتناول محورا أساسيا وهو تقييم إضراب نقابات التربية، والاطلاع على تقدم الدروس في كل ولاية، وهي النقطة التي تؤرق الوزارة الوصية، بالنظر إلى التفاوت في إنجاز البرامج بين الولايات والمؤسسات التعليمية.
كما تحاول وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط تجاوز عقبة أخرى، تتمثل في ضعف مستوى تلاميذ الولايات الجنوبية في اللغات الأجنبية وكذا الرياضيات والفيزياء، وهو الواقع الذي وقفت عليه شخصيا بعد الجولات الميدانية التي قادتها إلى عدد من تلك المناطق، ويقترح أولياء التلاميذ إقرار بكالوريا خاصة بالجنوب، إو إلغاء الامتحانات الخاصة باللغتين الفرنسية والإنجليزية بالولايات التي تعاني تراجعا في هاتين المادتين، وهو المقترح الذي ترفضه الوزارة، بدعوى تجنب خلق فوارق بين مختلف المناطق، خاصة بعد اعتماد مواعيد موحدة للدخول المدرسي وكذا لنهاية السنة بالنسبة لجميع الولايات، علما أنه بالمناطق الجنوبية خاصة في أقصى الجنوب، عادة ما يتخلف التلاميذ عن الالتحاق بمقاعد الدراسة إلى غاية شهر أكتوبر، ليغادروا الأقسام منتصف شهر أفريل بسبب صعوبة الظروف المناخية، التي قد تكون حائلا أمام مساعي الوزارة لتمديد العام الدراسي إلى غاية العشرين من ماي المقبل، من أجل استكمال الدروس وتفادي اللجوء إلى العتبة، التي تصر نورية بن غبريط على وضع حد لها، مهما كانت الظروف، لأنه لا يعقل في تقديرها أن يطالب التلميذ بإلغاء جزء من المقرر الدراسي.
لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى