اعتبر البروفيسور مهدي قالة، مدير مخبر الأبحاث في الأخطار العظمى وتهيئة الإقليم بجامعة الحاج لخضر بباتنة، أن ما تردد مؤخرا على ألسن باحثين، بأن الهزات الأرضية الأخيرة التي شهدتها مناطق مختلفة من الوطن مرتبطة بظاهرة الكسوف، تصريحات فلكلورية وتهريج إعلامي لا يستند لدليل علمي.
وأوضح البروفيسور قالة نهاية الأسبوع خلال لقاء صحفي بمقر ولاية باتنة حول الهزات الأرضية، بأن الاهتزازات الأرضية الأخيرة التي عرفتها عدة مناطق بالجزائر، بما فيها التي مست إقليم شمال غرب ولاية باتنة، ناتجة عن تحرك واحتكاك بين الطبقات الأرضية، في إطار نشاط معروف للطبقة الأرضية، مؤكدا بأن ما تم تداوله بأن للهزات صلة بظاهرة الكسوف أمر غير مؤسس علميا.
من جهة أخرى، أكد توفيق قارش البروفيسور بقسم الهندسة المدنية بجامعة باتنة خلال ذات اللقاء، بأن منطقة شمال إفريقيا مصنفة ضمن المناطق الزلزالية عبر العالم، في إطار حراك تقارب قارتي إفريقيا وآسيا بما يقدر بـ 05 سنتمترات يوميا، مؤكدا بأن الهزات الأرضية تسجل بشكل يومي ومنها ما لا نحس به، مشيرا لتاريخ الهزات الأرضية التي ضربت الجزائر منذ 1715 وصولا لزلزال الأصنام سنة 1980 وزلزال عين تموشنت سنة 1999 وزلزال بومرداس سنة 2003.
 كما أشار  لوقوع زلزال بمنطقة نقاوس بولاية باتنة سنة 2012 واعتبر بأن ولاية باتنة تدخل ضمن مناطق الحراك الزلزالي بشمال إفريقيا، وقال بأن القوة القصوى التي يمكن أن يبلغها الزلزال بإقليم ولاية باتنة لا تتجاوز 6.2 على سلم ريشتر، وأكد ذات البروفيسور بأن للهزات الأرضية جانب إيجابي كونها تحرر طاقات باطنية من شأنها ضمان استقرار الأرض.
ودعا من جهته، البروفيسور مهدي قالة مدير مخبر الأبحاث في الأخطار العظمى وتهيئة الإقليم، السلطات إلى الاعتماد على خريجي الجامعات المتخصصين في مجال مواجهة الأخطار العظمى بتنصيبهم على مستوى البلديات والولايات، معتبرا بأن الرهان يكمن في كيفية تسيير المخاطر بعد وقوعها باعتبار أن الطبيعة لا تستأذن على حد قوله، ما يستوجب التأهب لتسيير المخاطر حال وقوعها خاصة داخل المناطق العمرانية.
يـاسين/ع     

الرجوع إلى الأعلى