انتقل إلى  رحمة الله صباح أمس الإثنين، القيادي في حزب التجمع الوطني الديمقراطي وعضو مجلس الأمة ميلود شرفي بعد مرض عضال عن عمر ناهز 64 سنة، حسب ما علم لدى أقاربه.
 و تشيع جنازة الفقيد  اليوم الثلاثاء بعد صلاة الظهر بمقبرة عين البيضاء بوهران بحضور الأمين العام للأرندي أحمد أويحيى وقيادات الحزب إلى جانب شخصيات وطنية ومناضلين.  وقد أدخل الراحل جراء المرض إلى المستشفى منذ بضعة أيام على مستوى مصلحة أمراض الرئة بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية «1نوفمبر» لوهران.
وقد بدأ الراحل مشواره المهني كصحفي بمكتب وكالة الأنباء الجزائرية لوهران قبل الالتحاق بمؤسسة التلفزيون الوطني حيث شغل عدة مناصب.
ساعات فقط بعد انتشار الخبر تحول حي مارافال بوهران أين يقطن المرحوم ميلود شرفي لمقصد للمعزين من مناضلي التجمع الوطني الديمقراطي وأحزاب أخرى وشخصيات معروفة بالولاية، وحتى مواطنين من الذين يعرفون المرحوم عبروا عن شديد تأثرهم لفقدانه، فالحاج شرفي معروف بطيبة القلب وحسن التعامل مع الآخرين خاصة الجيران الذي مدحوا خصاله أمس خلال تجمعهم أمام مقر العزاء، كما عبر الأمين الولائي للأرندي عبد الحق كازي ثاني والنائب البرلماني قادة بن عطية عن عميق تأثرهما لفقدان الرجل الحكيم الذي كانا يستشيرانه ويعمل الجميع بآرائه الصائبة، حيث قال النائب بن عطية أنه لم يفارقه خلال الأسبوع الأخير حين أدخل المستشفى بسبب إحساسه بضيق في الصدر وأنه لغاية ليلة الأحد إلى الإثنين تركه في حالة مستقرة حتى تلقى الوفاة في الساعات الأولى من صباح أمس، حيث فقد صديقا ومرافقا له في النضال وحتى ابن معسكر التي ينحدر منها الإثنان. و قد حملت رسالة التعزية من الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، إلى عائلة المرحوم، عبارات التقدير والاحترام للمرحوم الذي قال عنه أويحيى أنه كان قدوة في الكفاءة والإخلاص داخل أسرة التجمع الوطني الديمقراطي الذي فقد إطارا كفئ أثبت وفاءه في مسيرة النضال داخل الأرندي بحرصه على خدمة مصلحة الجزائر والحزب. وتضمنت الرسالة التي نشرها الموقع الرسمي للمكتب الولائي  للحزب بوهران، أسمى معاني المواساة والمؤازرة بالقلب والجوارح لعائلة الفقيد الذي قال عنه أويحيى أنه مصاب جلل فقده الجميع على حين غرة، وجعل الحزب والمناضلين يعيشون لحظات  عصيبة برحيله عن هذا العالم. داعيا الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان. كما شهدت أمس شبكات التواصل الإجتماعي تهاطل برقيات التعازي والمواساة من مختلف الفعاليات السياسية والمجتمع المدني.  
من التعليم للصحافة والسياسة
الفقيد من مواليد 13 أوت 1952 بمعسكر، وهو أكبر أخوته، متزوج وله 4 أولاد، ويبدو أنه منذ  فقدان أحد أبنائه في حادث مرور بالتاغية ولاية معسكر  منذ  سنوات لم يتعاف ميلود شرفي من شدة الصدمة التي أثرت عليه كثيرا، وحسب بعض المصادر فقد أجرى المرحوم عملية جراحية على القلب السنة الماضية بفرنسا، ورغم أنه استرجع قواه الصحية بعدها وقد تجسد هذا من خلال مرافقته للخرجات الوزارية للولاية ولعديد النشاطات التي تقام بها، مما أعطى انطباعا بأنه شفي نهائيا، لغاية الأشهر الأخيرة حين كان يبدو متعبا خلال الخرجات الميدانية وفي أغلبها كان يحضر قليلا ثم ينسحب، إلى أن أدخل المستشفى أول نوفمبر منذ أسبوع بسبب ضيق في التنفس ولم يغادره المرض لغاية انتقاله إلى جوار ربه أمس. وقد وهب المرحوم ميلود شرفي حياته لخدمة الوطن انطلاقا من الانضمام لأسرة التعليم في السبعينيات ثم التحاقه بالقسم الرياضي لجريدة الجمهورية وبعدها وكالة الأنباء الجزائرية، لكن طموحه كان متجها صوب السمعي البصري، حيث التحق بمحطة وهران للتلفزيون في الثمانينات وكان معلقا رياضيا إلى جانب محمد مرزوقي، وطيلة هذه الفترة لم يغادر النضال السياسي في صفوف جبهة التحرير الوطني التي عن طريقها أصبح نائبا برلمانيا، التحق بالتجمع الوطني الديمقراطي منذ تأسيسه وكان من قيادييه، وعاود معه عهدتين نيابيتين في المجلس الشعبي الوطني عن الدائرة الإنتخابية معسكر التي ينحدر من أعمق بلدياتها وهي البنيان التابعة لدائرة التاغية في أقصى جنوب غرب الولاية، ومكنته قاعدته النضالية و العروشية هناك من تكرار تجربة العهدة النيابية، وكان خلال هذه الفترة ناطقا رسميا باسم الأرندي. ولكن عاد المرحوم لحبه الأول وهو السمعي البصري ليكون  أول رئيس لسلطة ضبط هذا المجال الإعلامي الثقيل واستمرت مدة رئاسته من سبتمبر 2014، لغاية جانفي 2016، حين تم تعيينه عضوا لمجلس الأمة في إطار الثلث الرئاسي.   
للإشارة فقد أشاد رئيس الجمهورية بمسيرة الفقيد و كفاءته في برقية تعزية أرسلها أمس إلى عائلته.
                   هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى