قلق داخل الآفلان في انتظار القوائم النهائية
تنهي اللجنة الخاصة المكلفة بدراسة ملفات المترشحين للانتخابات التشريعية المقبلة على مستوى حزب جبهة التحرير الوطني عملها اليوم بالتدقيق في ملفات آخر الولايات، ومنها الجزائر العاصمة، ليفتح المجال بعد ذلك لعملية الترتيب النهائي للأسماء على مستوى كل قائمة.
واصلت اللجنة الخاصة المكلفة بدراسة ملفات جميع المترشحين للانتخابات التشريعية للرابع ماي المقبل لحزب جبهة التحرير الوطني عملها أمس، بفندق المونكادا ببن عكنون بأعالي العاصمة، في اليوم ما قبل الأخير من هذه المرحلة، على أن تدرس اليوم ملفات المترشحين لست ولايات هي الجزائر العاصمة، تيزي وزو، البليدة، بومرداس، البويرة وتيبازة، وكانت قد انهت أمس دراسة ملفات ست ولايات أخرى هي عين الدفلى، الشلف، غليزان، المدية، الجلفة وتيسمسيلت. وتجري عملية دراسة الملفات داخل فندق المونكادا في هدوء تام وبعيدا عن أي محاولات للتأثير أو ممارسة الضغط، إذ أعطيت التعليمات لأعوان الحراسة على مستوى المدخلين الخاصين لحديقة التسلية لبن عكنون بعدم السماح لأي كان بالولوج إلى الحديقة والاقتراب من فندق المونكادا، إلا بتسريح أو توصية خاصة من قيادة الحزب. ولم يسمح لنا نهار أمس حراس البوابتين بالدخول، طالبين منا ترخيصا أو وثيقة خاصة من قيادة الحزب، أو الاتصال عن طريق الراديو بهم في فندق المونكادا حتى يسمحوا لنا بالدخول، مرددين نفس العبارة» هناك تعليمات بعدم السماح لأي كان بالدخول».
وعلى عكس المرات السابقة فقد عملت قيادة الآفلان هذه المرة على إبعاد اللجنة الخاصة بدراسة الملفات التي تتكون من أعضاء المكتب السياسي وقياديين آخرين في الحزب وبعض الوزراء عن أي ضغط أو نفوذ، وتوفير كامل الهدوء والراحة لهم حتى يدرسوا ملفات المترشحين بكل حيادية وموضوعية. ولا يسمح بالاقتراب من فندق المونكادا سوى لأمناء المحافظات في اليوم الذي تدرس فيه ملفات مترشحي ولاياتهم فقط، حيث قالت مصادر من الحزب أن كل أمين محافظة يتقدم في اليوم الذي تدرس فيه ملفات مترشحي ولايته أو محافظته ليقدم مقترحه بشأن من يراهم أهلا للظهور في القائمة النهائية، ولا يقدم مقترحه هذا بشكل مباشر للأمين العام وأعضاء المكتب السياسي، بل يدون المقترح في ورقة ويضعها في غلاف خاص ويودعها لدى الأمين العام ثم ينصرف.
 وهذه الطريقة فضلها الأمين العام جمال ولد عباس على أي طريقة أخرى لضمان نزاهة العملية، وعدم إحراج أي محافظ أو تعريضه لضغوط محتملة من أي قيادي في الحزب، وكذا ضمان عدم تدخل أي طرف آخر.
وحسب مصادر عليمة من الحزب، فإن الأمين العام جمال ولد عباس سيشرع غدا الأربعاء في فتح الأظرفة التي أودعها أمناء المحافظات للاطلاع على المقترحات التي تقدموا بها فيما يتعلق بترتيب المترشحين حتى يأخذ فكرة عن معطيات كل محافظة. وبما أن أغلب أمناء المحافظات مترشحون للانتخابات التشريعية فإن الأمين العام والمكتب السياسي له حق النظر في كل شيء ضمانا للحيادية وعدم الانحياز. وعلى الرغم من أن عملية دراسة الملفات وتسجيلها ستنتهي اليوم في كل ولايات القطر، إلا أن لا شيء تسرب لحد الآن عن الأسماء التي سيقع عليها الاختيار في نهاية المطاف، والقلق ينال من الجميع بنفس القسط في الوقت الراهن، حيث لا يوجد من ضمن مكانة له في رؤوس القوائم لحد الآن.
وبعد الانتهاء من المرحلة الأولى المتعلقة بدراسة ملفات المترشحين ستشرع قيادة الحزب في المرحلة الثانية والأخيرة وهي الترتيب النهائي لأسماء في القوائم وتسليم القائمة لكل أمين محافظة حتى يقوم بإجراءات إيداعها لدى مديرية التنظيم والشؤون العامة على مستوى كل ولاية وهذا قبل السادس من شهر مارس الداخل، على اعتبار أن آخر أجل لإيداع القوائم كانت قد حددته وزارة الداخلية والجماعات المحلية بيوم الخامس من مارس.هذا هو الجو السائد الآن على مستوى حزب جبهة التحرير الوطني قبل أيام قليلة فقط عن ظهور القوائم النهائية بالأسماء التي ستخوض غمار تشريعيات الرابع ماي المقبل، الكل ينتظر، والكل لا يعرف شيئا عما يدور في فندق المونكادا، والكل يستمع للكل في انتظار القوائم النهائية.

إلياس بوملطة

الرجوع إلى الأعلى