احتج أول أمس  سكان حي بودليوة الشريف بوسط مدينة القل، على تخصيص مساحة خضراء بالحي، لإقامة مشروع انجاز مقر مفتشية العمل لدائرة القل، وناشدوا السلطات الولائية التدخل من اجل تحويل المشروع الذي انطقت أشغاله مؤخرا إلى وجهة أخرى.
 وحسب رسالة الاحتجاج الموجهة إلى السلطات الولائية تحصلت النصر على نسخة منها، فإن الإسمنت يغزو المساحات الخضراء ويخلق متاعب كبيرة للسكان، يحدث هذا وسط تعالي أصوات رؤساء الجمعيات وفعاليات من المجتمع المدني  بالمدينة ، والذين أعربوا عن قلقهم  الشديد إزاء الوضع الخطير الذي أصبح يهدد باختفاء المساحات الخضراء بالأحياء الحضرية الجديدة .
 ودقوا ناقوس الخطر وناشدوا السلطات المعنية بالتدخل لوقف استنزاف المساحات الخضراء لحماية المدينة من كارثة بيئية وشيكة، خاصة وأن الكثير من الساحات اختفت بعدما التهمها الاسمنت. وذكرت الرسالة أن مسلسل الزحف على المساحات الخضراء بمدينة القل، بدأ منذ عدة سنوات بحجة نقص العقار بالبلدية التي تقلصت مساحتها إلى 24 كلم مربع، أين بدأ رحلة البحث عن الجيوب العقارية لإنجاز عدة مشاريع، منها بناء سكنات اجتماعية بأحياء محمد الشيخ ومحمود بولخصايم وعلي بوسكين ، وكذا بناء محلات الشباب المعروفة باسم محلات رئيس الجمهورية .
 وهو ما قضى على أمكان لعب الأطفال وأماكن جلوس كبار السن للراحة،  وحول الأحياء السكنية إلى مجرد مراقد، رغم احتجاج السكان في كل مرة، وكان أكبر احتجاج قام به سكان حي علي بوسكين منذ سنتين على مشروع بناء 36 مسكنا تساهميا، والقضية عرفت جر 34 شخصا من سكان الحي من المحتجين على المشروع إلى أروقة العدالة منهم 6 نساء، بعد مناوشات وعراك  بين السكان وصاحب المشروع قبل أن يتم الانطلاق في المشروع بعد صدور أحكام قضائية في حق السكان المحتجين.
بالمقابل فإن مدينة القل  تعرف مفارقات عجيبة، ففي الوقت الذي التهم فيه الإسمنت مساحات خضراء، فإن  السلطات المحلية قامت مؤخرا بعملية  تشجير فوق الأرصفة الضيقة بالأحياء السكنية وحتى  وسط المدينة، أين خصصت للعملية  مبالغ قاربت 500 مليون سنتيم، وقد لقيت العملية اعتراضا من قبل  السكان، أين تعرضت العديد من الأشجار المزروعة حديثا بحي 20 أوت للتخريب من قبل مجهولين رافضين للعميلة، لاسيما وأن زرع الأشجار فوق الأرصفة تم بطريقة غير مدروسة،  لكون الأشجار تعيق حركة سير المارة وفي بعض  الأماكن يضطر المارة للسير على الطرقات بدل الأرصفة، لأنهم يجدون أنفسهم محاصرين بالأشجار من جهة وضيق الأرصفة من جهة ثانية.
 بوزيد مخبي

الرجوع إلى الأعلى