تمكنت وحدات البحرية التابعة للمجموعة الإقليمية لحرس السواحل بعنابة، ليلة الخميس إلى الجمعة، من إفشال محاولة للهجرة غير الشرعية لـ 25 «حراقا»، في رحلة مشكلة من فوجين على متن قاربين تقليديين، كانوا بصدد التوجه نحو جزيرة سردينيا الإيطالية، مستغلين استقرار أحوال الطقس.
و استنادا لمصدر موثوق، نجحت وحدات البحرية في اكتشاف القارب الأول بالمياه الإقليمية في حدود منتصف الليل من يوم الخميس خلال دورية روتينية، وكان على متنه 12 فردا، قبل أن تتكفل الوحدة العائمة  بعملية المطاردة، و تم اعتراض مسار الزورق في وضعية ثمانية ميل بحري شمال شرق رأس الحمراء. وأضاف ذات المصدر، بأن الفوج الثاني يتكون من 13 شابا، تم توقيفهم في حدود الثالثة صباحا بوضعية 11 ميلا شمال رأس الحمراء.  وذكر المصدر بأن « الحراقة « رفضوا في البداية الانصياع لتعليمات أعوان البحرية، و حاولوا مواصلة رحلتهم، ليخضعوا بعدها للأمر الواقع، و التحقوا جميعا بالوحدة العائمة التابعة للبحرية الوطنية.
و تتراوح أعمار «الحراقة» الموقوفين بين 19 و 34 سنة، تم اقتيادهم إلى مقر المحطة البحرية الرئيسية لحراس الشواطئ بميناء عنابة، أين خضعوا لفحوصات طبية من طرف عناصر الحماية المدنية، قبل إجراء التحقيق الإداري معهم، و الذي تبيّن من  خلاله بأن الفوجين يضمان شبانا ينحدرون من عدة ولايات .
كما بينت التحريات أن الفوج الأول انطلق من شاطئ سيدي سالم في حدود التاسعة ليلا، والفوج الثاني بدأ مغامرته من شاطئ جوانو في حدود الساعة العاشرة ليلا، على متن قاربين بطول 7 أمتار، مزودين بمحركين ميكانيكيين قوتهما 40 حصانا بخاريا، و قد تم العثور على مجموعة من الألبسة و دلاء البنزين و كمية من المأكولات، كانت بحوزة الشبان الحراقة بالزورقين. و استنادا إلى نفس المصدر، ينتظر تقديم الموقوفين صباح اليوم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة.
تجدر الإشارة إلى أن فوجا من «الحراقة» متكونا من تسعة أفراد استطاع الوصول بحر الأسبوع الماضي، إلى جزيرة سردينيا حيث تمكنت خفر السواحل الايطالية من توقيفهم في عرض البحر بالمياه الدولية، وإنقاذهم من الموت بسبب حالة البحر الهائج، ليتم تحوليهم إلى مركز الاستضافة وإخضاعهم للفحص الطبي، وإجراء التحقيق الإداري معهم لمعرفة هويتهم، قبل إخلاء سبيلهم. وكانت عائلتهم قد أبلغت البحرية الوطنية عن اختفائهم، وبالاتصال بنظيرتها الايطالية، أعلامتهم بأنهم متواجدون على مستوى مركز الاحتجاز في» لمبدوزا». وينحدر ثلاثة «حراقة» من بلدية شطايبي والبقية من بلديتي عنابة وسيدي عمار، وصلوا على متن قارب تقليدي الصنع انطلاقا من شاطئ واد لغنم بشطايبي.
  حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى