ندرة في أدوية القلب و الغدد و مرضى يلجأون لـ «الكابا»
دقّ أطباء و صيادلة  بقسنطينة ناقوس الخطر، جراء الندرة الكبيرة التي يشهدها سوق الدواء في الآونة الأخيرة، خصوصا مع عدم قدرة بعض الوحدات الصناعية المحلية على تلبية احتياجات السوق أو انعدام أدوية جنيسة، و هو ما أربك الأطقم الطبية و أدخل مرضى القلب و الشرايين و الغدد في رحلة بحث عن بعض الأدوية المفقودة، و التي يُشكل غيابها خطورة كبيرة على صحتهم.
وطالب صيادلة و أطباء في اتصال بالنصر، وزارة الصحة و إصلاح المستشفيات بـ «التحرك بسرعة» لإنقاذ حياة مئات المرضى الذين يعانون في صمت منذ ما يزيد عن السنة، و ذلك منذ دخول قرار فرض رخص خاصة على الاستيراد، ما أدى إلى فقدان عدد هام من الأدوية الأساسية التي توصف للمصابين ببعض الأمراض، مع عدم وجود بديل للكثير منها، و من بين هذه الأدوية التي أصبح الحصول عليها صعبا، دواء «كاربيمازل» الموجه للمرضى الذين يعانون من فرط إفرازات الغدة الدرقية، و الذي يوصف من طرف المختصين و تدوم فيه فترة العلاج فترة طويلة قبل الوصول إلى مرحلة العملية الجراحية، و بالرغم من وجود وحدتين لتصنيع دواء جنيس بالجزائر للنوع المذكور و يتعلق الأمر بـ «أتيروزول» و»كاربيمازول»، إلا أنه غير موجود في السوق.
و يُستخدم «الكاربيمازل» بكثرة و لكافة الأعمار و الفئات، بحيث يجد الطبيب نفسه مجبرا على العودة بالمريض إلى نقطة الصفر في حالة الإخلال ببروتوكول العلاج نتيجة ندرة هذا الدواء، كما أن ارتفاع عدد المرضى و طول مدة العلاج أثر سلبا على مواعيد الجراحة، بما يتطلّب إدخال جرعات للسوق من أجل تفادي تعقد حالتهم الصحية. و أوضح المختص في أمراض الغدد و السكري الدكتور ضياء الدين بواب، أن الندرة في الدواء المذكور مُسجلة منذ مدة، غير أن توفر بعض الصيدليات على مخزون مهم مكّن عددا من المرضى من الحصول على بعض الجرعات، غير أنه و مع استمرار الوضع على ما هو عليه و طول عمر الأزمة مع عدم دخول دفعات للدواء من الخارج، بلغ السوق مرحلة انعدام «الكاربيمازول»، حيث قال إن المختصين اضطروا للجوء إلى دواء أقل فعالية من أجل التخفيف من معاناة المرضى لكنهم اصطدموا بندرته أيضا.
زيادة على ذلك، تعرف السوق ندرة كبيرة في أدوية أخرى على غرار دواء «أفلوكارديل» الموجه للوقاية من الذبحة الصدرية و الضغط الدموي المرتفع، و الاعتلال الوظيفي في عضلة القلب، إلى جانب دواء «بريميكسون» المستعمل في علاج بعض أمراض البروستات و اضطرابات التبول، و كذا دواء «ايدروكورتيزون» الموجه لعلاج القصور في الغدة الكضرية، و هي كلها عقاقير غير متوفرة في السوق منذ فترة طويلة دون إمكانية تعويضها، سيما و أنه لا يوجد دواء جنيس ينتج محليا، ما أدخل المرضى في رحلة بحث متواصلة، جعلت بعضهم يقعون عرضة لممارسات غير مقبولة و القبول باقتنائها بأسعار تفوق ثمنها الحقيقي بكثير، و هو ما أكدّه مصدر مطلّع النصر أوضح أن هناك بعض الصيدليات التي أصبحت معروفة لدى المرضى بتوفيرها لهذه الأدوية، بعد استيرادها بطرق مشبوهة أو من خلال ما يُعرف بـ «الكابا».
من جهته، صرح رئيس النقابة الوطنية للصيادلة مسعود بلعمبري، أمس الاثنين للنصر، أن هيئته قامت في العديد من المرات برفع قائمة للأدوية المفقودة في السوق بناء على طلب الوصاية أو في شكل مبادرات فردية، موضحا أن عددها قد فاق 40 نوعا، مطالبا بضرورة الإسراع في إيجاد حل سيما و أنه لا يوجد دواء جنيس لعدد من الأنواع، مع عدم قدرة المنتجين المحليين على تلبية حاجيات السوق، كما أوضح ذات المتحدث أنه من بين أهم الأدوية المفقودة حاليا في السوق، هناك أيضا حقن المضادات الحيوية التي تعتبر أساسية و لا يُفترض أن تكون أبدا محلّ ندرة.  
 عبد الله.ب

الرجوع إلى الأعلى