قسنطينـة.. مدينـة  المالـوف والمقـاهي الثقـافية والسيـاسية
إن التركيبة السوسيولوجية  للمجتمع القسنطيني عرفت العديد من الهجرات الوافدة على هذه المدينة العريقة  فهناك هجرات  من وادي سوف وأخرى من غرداية وكذلك  هجرات من الشمال القسنطيني و نعثر في الغناء على إشارات  في المالوف القسنطيني 

الدكتور عبد الله حمادي

فحدّاد الرحموني كتب عن قسنطينة  في مقطوعة  من المحجوز:
يقول فيما معناه:  نحن لسنا  في حاجة إلى الوافد.. في إشارة  إلى الطبوع الغنائية  الوافدة  مع هذه الهجرات  ويرد عليه أحد الزجالين  المدعو قاسم السراج وهو من الوافدين من الأندلس،  وابن سراج هذا  رافقه عبد المولى  إلى تونس.
وقد عرف سكان قسنطينة  بكرم الضيافة  وحسن الاستقبال للوافدين  من مختلف مناطق الجزائر وكانت التركيبة  المجتمعية  في المنزل القسنطيني  تنم عن تركيبة  متكونة من أفراد دائمي الحضور في الدار مثل المسنين والنساء والعجزة  وآخرين يكون وضعهم شبه دائم مثل رب العائلة وبعض الشباب الذين لا علاقة  لهم بالدار إلا في أوقات محدودة للأكل  أو النوم في الليل  وحتى قضاء  حاجاتهم الخاصة  عادة  ما كنت تتم فيما كان يعرف«بالمطيهرات» وهي أنواع من المراحيض العمومية تم إنشاؤها  لتأدية مثل هذه الأغراض التي يتعذر على الرجال والشباب على وجه الخصوص تأديتها  وسط ما يعرف «بالبيت  العربي»  كل هذه الخصوصيات  القسنطينية كانت قبل انتشار الحمامات والفنادق.
ونظرا لانتشار البيوت العربية في مدينة قسنطينة  العتيقة المعروفة  بخصوصياتها  يضطر طائفة من الشباب القسنطيني البالغ سن العزوبة  إلى اللجوء إلى بعض المرافق الاجتماعية  العامة والمستحدثة  والتي صارت تعرف باسم «الفنادق»  وهي عبارة عن فضاءات  ودور عامة سوف يكون لها  الدور البارز في تنمية الحس الفني والثقافي الذي سيعرف انتشارا بارزا  طوال الحقبة  التركية العثمانية بقسنطينة  وأحوازها.
إن مكانة الفنان في المجتمع القسنطيني المعروف بالمحافظة على التقاليد واحيانا المبالغة فيها جعلته لا يحظ بالاحترام لأنه حسب تقاليد المدينة العريقة  يعتبر احتراف الفن والغناء ضرب من الوظائف المخلة بالحياء لذا نجد في التقاليد القسنطينية  أن الفنان على سبيل المثال لا تقبل شهادته وكذلك لا يحق له الزواج من بنات الأشراف إلا في حالات مغامرات نادرة أدخلته في النزاعات غير المحمودة العواقب لذا راح يصنف في أعراف التقاليد الجارية في المدينة كشخص سفيه  مارق وغير مؤتمن.

-استفادة  الفنان من فضاءات الغرباء مثل الفنادق

تعتبر دور الفنادق بمثابة ملتقى العبور لطوائف من البشر مثل العزاب والغرباء ومن هناء تحولت شيئا فشيئا  إلى فضاءات حاضنة  للفن والحكي والقص والغناء وتبادل الأفكار والتجارب وحتى بعض الممارسات التي تنفر منها المدينة  من مثل معاقرة الخمر وتعاطي المخدرات كالتكروري وممارسة الجنس الذكوري على وجه الخصوص وكل ما يمكن اعتباره خروجا  عن الآداب العامة وفي وسط هذا المزيج المخل بالحياء نشط ظهور الغناء وسط حلقات ضيقة ومنغلقة  على نفسها فراحت تضيف إلى المدينة  المحافظة بعض الطقوس التي ستتحول مع مرور الزمن إلى مظاهر ثقافية تثري جو المدينة  وتزيده تنوعا وإبداعا.

-ظهور نموذج الحشايشية

في وسط الفنادق التي سبق ذكرها تفتشت ظاهرة  غريبة صارت تعرف في الوسط الفني بظاهرة «الحشايشية»  وهو شيء يشبه «الحشاشين»  في التاريخ الاسلامي فهذه الطائفة  عرفت بولعها بتناول الحشيشة المخدرة  وهو نوع من الإدمان المساعد على الروحنة  وصار المجتمع القسنطيني  ينعت هذه الطائفة  بهذه التسمية  وكانت لا تستحي من هذه التسمية وإلى يوم الناس هذا هناك بقايا من بقاياهم في مدينة قسنطينة.
أبرز  ما عرفت به هذه الطائفة هو ولعها بإنشاد الأزجال وإبداعها  والتغني بها إلى أن صارت حكرا  عليهم شأنهم في ذلك شأن زجالي الأندلس،  والزجال كما هو معروف  يشكل نموذجا فريدا  من نوعه لأنه يتردد على ما يمكن أن نطلق عليه تسمية الأوكار المشبوهة  وهذه الأوكار في مجملها  لا تخضع لأي قانون  سواء كان شرعيا أو أخلاقيا.
مثل هذه المظاهر  استمر تفشيها  في المجتمع القسنطيني إلى غاية وصول صالح باي إلى الحكم والذي تعامل مع هذه الظاهرة بأسلوب جديد، وكأمر واقع،  ومن ثم استحدث لها فضاءات رسمية تتمتع بمراسيم قانونية  وبهذه صارت  تشكل أحد الظواهر الاجتماعية والفنية المستحدثة  نتيجة الوضع الاجتماعي الذي أفرزها  فنستطيع  أن نقول أنها حظيت بالتشريع المناسب واستحالت إلى أمر واقع وجزء من المجتمع القسنطيني وبالتالي لا يمكن إخفاؤه  أو التنكر  لذا شرع صالح باي في تنفيذ عملية يمكن اعتبارها  شجاعة تمكن بموجبها من كسر هذا «الطابو»  وذلك باستحداث  ما صار يعرف «بحومة الطبالة»  والمقصود منها مجمع الفنانين والفنون،  ويتوسط حومة الفنانين هذه ما صار يعرف «بمقهى  الجزوة»  والتي يمكن اعتبارها أول مقهى استوعب الفن والفنانين في النسيج الاجتماعي القسنطيني أيام حكم صالح باي الذي حكم مدينة قسنطينة من 1770 إلى 1792 يجب التذكير أن هذا الفضاء الجديد المعروف بحومة الطبابلية  لم يقض على المرافق السابقة  مثل الفنادق ولكن ما يمكن أن نقول  أن حومة الطبابلية  بدأت تستقطب  هذه الفنون الشعبية  أكثر واستمرت الحال على هذا المنوال إلى غاية دخول الاستعمار الفرنسي عام 1830 فوجد المدينة  في حالة من الغليان  الفني وسط هذه الفضاءات التي أوجد  بعضها صالح باي ومن جاء بعده وحظيت  بالعناية والرعاية والتشجيع.

-حومة الطبابلية  والفنادق أيام الاستعمار الفرنسي

يمكن القول أن الاستعمار الفرنسي قد فهم كما يرام الاهداف  من تواجد هذه المرافق  وبعد الامعان في خصائصها  وصل الى نتيجة  يمكن أن تكون ذات فائدة كبيرة لسياسته المنتهجة  وسط الاهالي من الجزائريين، و ذلك أن هذه المرافق هي أحد الملاجئ للغواية  والطرب واللهو فعمل المستعمر الفرنسي على الاهتمام بها أكثر ومنحها الحرية المطلوبة مما جعلها  تزداد ازدهارا  وتوسعا  على حساب القيم  والأخلاق لأن الاستعمار رأى فيها الفضاءات المناسبة التي ليس لها ما يزعج المستعمرين أو يهدد تواجدهم  ومن هناك ربط علاقات تواصل  بينه وبين افرادها حتى جرهم إلى لعب دور الرقيب لكل ما يمكن أن يزعج راحة الفرنسيين وباتت هذه الفضاءات وروادها  تقوم بدور العمالة  للمستعمر  سواء كان عن إرادة  أو بتلقائية عفوية..

الحضور اليهودي  في هذه الفضاءات

إن علاقة اليهود  بالمجتمع القسنطيني  علاقة تاريخية  شرحها المؤرخ القسنطيني ابن العطار  في تاريخه أثناء ذكره لحادثة حصار قسنطينة من طرف أبي عنان المريني وكيف تم نقل اليهود من حارتهم  التي كانت تقع في أعالي المدينة القديمة  على مقربة من القصبة  إلى أسفل المدينة  فيما يعرف بالسويقة  ونعلم كذلك من خلال مؤرخ قسنطينة العنتري كيف تلقى صالح باي مساعدة اليهود و مساندتهم في حربه مع باي تونس وكان رد الجميل ممثلا في إرجاع اليهود إلى حارتهم القديمة  مما بات يعرف بالشارع ولأول  مرة نجد اليهود لا يتجمعون في حارة كعادتهم بل نسبو لموقع جديد يعرف بالشارع لسبب بسيط كونهم صاروا  يتقاسمون هذا الفضاء مع غيرهم من سكان قسنطينة  بدليل أننا نجد معاقل روحية إسلامية لها أهميتها  في وجدان المسلمين القسنطينيين كزاوية ابن عبد الرحمان وحمام بوقفة وحمام دقوج وكلها تقع في الشارع وتعكس ظاهرة التعايش السلمي والتداخل في النسيج العمراني بين طائفة اليهود والمسلمين إلى غاية استقلال الجزائر عام 1962.

-كيف تعاطى اليهود مع فن المالوف والأزجال بقسنطينة؟

لما انتشرت ظاهرة الفنادق بقسنطينة قبل عهد صالح باي كان لليهود حضور في هذه  المرافق التجارية القسنطينية المعروفة باسم الفنادق وذلك من خلال ممارستهم لحرفة  التجارة في الحرف التقليدية التي برزت فيها بعض المهارات اليهودية في الطرز والحلي وما يتعلق بها من تعيير وخبرة وهذا الوجود في فضاء الفندق مكن اليهود من التواصل الفني مع كل ما كان يصدر من أنغام للحوزي أو للمالوف وأصبحت  الطائفة اليهودية تمارس هذا النوع من الغناء والطرب في تلاوتها للتوراة والشعائر الدينية وبهذه الطريقة اشترك  اليهود مع محترفي الفن القسنطيني في التفاعل الفني وصار اليهود شركاء في هذه الطبوع مع الساكنة المسلمة القسنطينية.
وقد برز في أواخر القرن التاسع عشر بعض الأسماء اليهودية التي تتعاطى فن المالوف بحرفية متقنة من مثل "ناتان بن طري" وكذا "عيرود" صانع العيدان المشهور بقسنطينة والعازف الكبير ثم جاء "اغنايسية سيلفا" و"ريمون ليريس" المشهور ... ومما يحكى عن ريمون هذا أنه تعلم بواسطة السمع لشيوخ المالوف الذين كانوا يتحلقون في فندق "جبدو" بزنقة الرصيف وهكذا اكتسب الصنعة الغنائية التي وظف طبوعها فيما بعد في تلاوة التوراة لأنه كان يمارس في الوقت ذاته مهمة ربي اليهود.
ومن الفنادق المعروفة بقسنطينة ذات الصيت والشهرة "فندق سيدي قسومة" الكائن بحي الجزارين وفندق "باش تارزي" الكائن برحبة الصوف وفندق "جبدو" الكائن بالرصيف وفندق بلحاج الكائن بما يعرف بالشط، وفندق بن عزيم الواقع قرب الدباغين، وفندق بن عوز  الواقع بالزلايقة... وهي مرافق لا تزال آثارها تدل عليها الى يومنا هذا.

-ظهور المقاهي الثقافية

بعد نشأة الفنادق الشهيرة وحومة الطبالة المميزة ومقهى "الجزوة" العريق  تدرج الأمر ليتولد عنه بروز المقاهي الثقافية الشهيرة بمدينة قسنطينة العريقة.
لقد عرفت قسنطينة مع مطلع القرن العشرين بروز ظاهرة المقاهي السياسية الثقافية وذلك استجابة لبروز مرحلة جديدة في المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي وهذه المرحلة تعرف في المسار التاريخي بالمرحلة الثانية في المقاومة الجزائرية حيث انتقل الشعب الجزائري  الىم ا صار يعرف بالمقاومة السياسية مع الأمير خالد ونجم شمال افريقيا وحركة الاندماجيين وكذلك ارهاصات ميلاد جمعية العلماء المسلمين وظهور حزب الشعب على ارض الجزائر بعد ثلاثينيات القرن العشرين  وقد تطلب هذا التغيير وجود فضاءات تناسب المرحلة التي اشتد فيها الجدل السياسي والثقافي ومن هناك استدعى الظرف ظهور ما صار يعرف بالمقاهي السياسية والثقافية مثل "مقهى بن يمينة" الشهير والكائن بنهج "اربعين شريف" علما أن شارع الأربعين شريف كان يحتوي على "المطبعة الاسلامية الجزائرية لرائد النهضة الاصلاحية الشيخ عبد الحميد بن باديس وكذلك انشاء "مدرسة التربية والتعليم التي ستكون حاملة للواء الاصلاح لجمعية العلماء المسلمين.
ولما كانت  هذه الظاهرة السياسية من العوامل التي أزعجت السلطات الاستعمارية بادرت هذه الأخيرة بانشاء مركز تعذيب مشهور على مقربة من مقهى بن يمينةالتي اصبحت بؤرة لنشر أفكار رجال الاصلاح الديني والسياسي بقسنطينة وتذكر الروايات أن المفكر الاسلامي الكبير مالك بن نبي الذي ولد بقسنطينة كان كثيرا ما  يتردد على هذا المقهى العريق.
ونستطيع القول إن مقهى ابن يمينة كان ظهوره استجابة لتفشي الفكر السياسي والاصلاحي بذاك المحيط الذي احتضن نشاط جمعية الاصلاح وكذلك رواد الحركة  الوطنية من أمثال صالح بوذراع ومحمد الزاهي وفرحات عباس وابن جلول وغيرهم...

-مقهى القفلة قديما والنجمة حاليا

يتموقع مقهى القفلة العريق كأحد المعالم البارزة في تاريخ الحركة الفنية القسنطينية حيث أنشئ في الخمسينيات من القرن الماضي وتقع على مقربة من مقهى بن يمينة الا أن موقعها ينسب الى  المكان المعروف باسم الشط وقد سمي بالشط قبل أن تبنى المدرسة المشهورة وبالتالي يغلق ذلك المضيق الذي كان يعرف باسم الشط لأنه كان الفضاء المطل على الوادي.
فهذه المقهى المسماة بالقفلة تعود تسميتها الى صاحبها المكنى بالقفلة وهو أحد  أفراد عائلة بالجودي المعروفة بقسنطينة وبعد استقلال الجزائر تغير اسمها وصارت تعرف بمقهى "النجمة" لحيازتها على النجومية والشهرة على بقية المقاهي.

-دور مقهى القفلة

في بداية عهدها نستطيع القول أنها كانت محط رحال رجال الحركة الوطنية حين اشتدت عليهم رقابة المستعمر في فضاء مقهى ابن يمينة فتدحرجوا الى فضاء جديد خوفا من الرقابة الى فضاء مقهى القفلة ولعبت بذلك مقهى النجمة دور المقهى السياسي بامتياز الى غاية استقلال الجزائر.

-مقهى النجمة

كما سبق وأن ذكرنا فإن مقهى النجمة هي وارثة مقهى القفلة بامتياز الا أنها جنجت الى التخصص في استقطاب رواد فن الغناء والطبوع طوال مرحلة جيلين من الفنانين الذين عرفتهم قسنطينة حيث أصبحت تستقطب أسماء كثيرة ستصبح من أعلام النجوم في فن المالوف.
كان يتصدر مجالس هذه المقهى ما كان يعرف بالشيوخ من أمثال الشيخ محمد بن جلول شيخ الطريقة العيساوية وبعض تلامذته النجباء من أمثال الشيخ بلقاسم والشيخ سليم مزهود وكذا محمد عبد الرزاق  الذي اشتهر بقدرته على المزج بين طبوع المالوف والقصائد الصوفية.
أما فيما يتعلق بالمالوف وفروعه فقد حظيت هذه المقهى بالقسط الوافر لأن شيوخ المالوف بقسنطينة كلهم قد مر بهذا الفضاء من أمثال الشيخ بوحوالة المدعو "فرد الطابية" وهي كنية تنم عن احدى مظاهر الفحولة وقد عرفت هذه الشخصية بحفظه الواسع للأزجال الأندلسية الوافدة على قسنطينة  من الأندلس وكذلك تلميذه معمر بالراشي الذي ورث مميزات أستاذه.
كما عرف هذا المقهى الحضور الدائم للشيخ حسونة علي خوجة الذي تميز بإدخال بعض قصائد الشعر العربي الفصيح كاستهلال للمالوف من مثل قصيدة ابي فراس "اراك عصي الدمع .." وكذلك الشيخ عبد الحميد بلبجاوي حفيد أول شهيد لمعركة قسنطينة عام 1837 أثناء الغزو الفرنسي والذي يلقب بالرايس لكونه يحفظ كل النوبات الموجودة في سجل مدرسة قسنطينة للمالوف. وكذلك الشيخ عبد القادر التومي المدعو سياف لأنه فرض على أتباع مدرسة المالوف القسنطيني ضرورة التفتح على غيرها من المدارس المعروفة بالصنعة والغرناطي، كما يتميز هذا الشيخ العصامي التكوين ببيداغوجية تعليم المالوف فيكفي أنه درس خمس عشرة سنة بثانوية حيحي المكي بقسنطينة.
أما شيخ المالوف الآخر وأحد رواد مقهى النجمة فهو الشيخ عبد القادر الدرسوني الذي يمثل الثالوث القسنطيني المتميز مع كل من الحاج محمد الفرقاني وعبد المومن بن طبال قطب الرحى في المالوف بقسنطينة وميزتهم الكبرى الذي يشهد بها القاصي والداني هو نشر المالوف وطنيا ودوليا بفضل الاضافات التي منحوها للمالوف.
هذه المقهى التي جمعت كبار شيوخ المالوف تحولت الى قطب يشع على البلدان المغاربية المجاورة فتذكر الروايات أنه كان يتردد على مقهى النجمة الفنان التونسي الكبير خميس الترنان والفنان محمد الكرد والاستاذ صالح المهدي والفنان الطاهر  غرسة وأخيرا الفنان لطفي بوشناق ومما يحكى عن خميس الترنان أنه استوحى تسمية جمعية الراشدية من تسمية ولي قسنطينة سيدي راشد.

الرجوع إلى الأعلى