الجزائر ستبقى واقفة رغم حملات التشكيك
أكد الوزير الأول عبد المالك سلال أول أمس الأحد من سطيف، ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة الإسمنت، تحسبا للشروع في تصديرها إلى الخارج، مع تسجيله وجود مضاربة في السوق السوداء، بعد أن وصل ثمن الكيس الواحد إلى 800 دج في بعض الجهات، مشجعا بالمقابل، الصناعة والمناولة في مجال تركيب السيارات، و وعد بتسهيل توقيع عقود للرفع من نسبة الإدماج.
وقد قام  الوزير الأول خلال زيارته إلى عاصمة الهضاب العليا سطيف، بمعاينة وتدشين العديد من المشاريع الاقتصادية والثقافية والتنموية وكذا الرياضية، ووقف على واقع التنمية المحلية، بداية بتدشين خط الإنتاج الثاني لمصنع الإسمنت بعين الكبيرة، الذي سينتج 2 مليون طن من الإسمنت ليبلغ إجمالي الإنتاج 3 ملايين طن سنويا، معطيا تعليمات من أجل وقف ظاهرة المضاربة وتعزيز المراقبة، كما طالب بمضاعفة الإنتاج وتفادي توقيفه، سواء من طرف المجمع الصناعي لإسمنت الجزائر (جيكا) أو مصنع لافارج، نظرا للحاجة الماسة لهذه المادة ولكونها غير مبرمجة للاستيراد السنة الحالية، مع التطلع لتصديرها مستقبلا، لكون المنتوج الحالي يكفي الطلب الوطني، مشددا على معالجة بعض المشاكل في التسويق، لتفادي الطوابير على مستوى مصنع عين الكبيرة، كما أشار سلال إلى أنه طلب من وزير النقل، دراسة إنجاز مشروع ربط المصنع بخط للسكة الحديدية لتعزيز مجال التسويق.
وخلال وقوفه على أشغال مشروع محطة توليد الكهرباء بمدينة عين أرنات شرقي سطيف، بقدرة إجمالية تفوق 1015 ميغا واط، قال الوزير الأول بأن الدولة تولى أهمية كبيرة لمنطقتي الهضاب العليا والجنوب، منتقدا اقتطاع 30 هكتارا في مشروع مماثل مع استغلال 12 هكتارا فقط، لتفادي نفقات التسيير في وقت لاحق، مشددا على تفادي الاستثمار الضخم إذا كان الأمر يتعلق بتلبية احتياجات المواطنين الظرفية خلال فترة أسبوع من الفترة الصيفية، لتجنب تبذير الأموال، مطالبا باستغلال قدرات المحطة على مدار السنة، مع تحسيس المستهلكين خاصة أصحاب المصانع الضخمة لترشيد الاستهلاك خلال فترات الذروة. كما أبرز في ذات السياق، بأن الدولة تسعى لتخفيض استهلاك الغاز في مشاريع توليد الكهرباء، مقابل استعمال طاقات بديلة.  
ضرورة إتاحة الفرصة لوجوه جديدة في التسيير الرياضي
الوزير الأول وفي ثاني محطة لزيارته، أشرف على تدشين مجمع رياضي يضم ملعبا لكرة القدم، مسبحا وقاعة متعددة الرياضات بمدينة عين أرنات، وقال بأن سطيف تملك إمكانات كبيرة في المجال الرياضي، مطالبا بتسطير برامج مع كل الاتحاديات لفائدة النخبة، قصد النهوض بالرياضة في مختلف المجالات، تحضيرا لمختلف الاستحقاقات الرياضية على غرار ألعاب البحر المتوسط، مشيرا إلى أن الثانويات الرياضية لم تحقق النجاح المرجو، كما طلب تغيير الذهنيات وإتاحة الفرصة لوجوه جديدة في التسيير الرياضي لترقية الرياضة الجزائرية.كما ألح عبد المالك سلال في المحطة الثالثة لزيارته بالمدرسة العليا للأستاذة، الواقعة بمدينة العلمة شرق سطيف، على أهمية ضمان التكوين الجيد في اللغات الأجنبية لإطارات التربية في المستقبل، قصد إتاحة الفرصة لتلقي العلوم بكل اللغات، بسبب الضعف المسجل في نفس المجال وعدم تمكن العشرات من الطلبة مواصلة تعليمهم في الجامعة ببعض التخصصات مثل الطب، إضافة إلى تعزيز مجال التكوين في الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة للطلبة لتمكينهم من تطوير مهاراتهم. وأكد الوزير الأول على أهمية استغلال كل الهياكل التابعة للدولة، خلال تدشينه كلية الحقوق والعلوم السياسية، التابعة لجامعة محمد لمين دباغين سطيف 2 بمنطقة الهضاب بعاصمة الولاية، داعيا إلى رفع مستوى الجامعة الجزائرية، لكي تكون شعاعا منيرا، مبرزا بأن تحسين  المردودية والمستوى يعتبر من صلب مهام الجامعة الجديد.
أسواق الخضر والفواكه الجهوية من شأنها ضبط الأسعار وتحقيق الإكتفاء
ووقف الوزير الأول عبد المالك سلال على واقع الاستثمار بولاية سطيف، من خلال زيارته للعدد من المشاريع على غرار مصنع إنتاج العجلات المطاطية لمجمع إيريس بالمنطقة الصناعية بسطيف، و نبّه هناك إلى اختيار اسم جذاب للعلامة، يمكّن من تسويقها في الأسواق الأجنبية، ووعد صاحب المصنع بالتنسيق مع وزارة الصناعة والمناجم من أجل ربط الاتصال من الآن، للتوقيع على عقود مع مصانع تركيب السيارات على غرار رونو ومرسيدس، من أجل رفع نسبة الإدماج. كما دعا صاحب المصنع إلى التقيد بمقاييس الجودة والسلامة، من أجل تلبية حاجيات السوق المحلية والتطلع إلى التصدير. و طاف سلال في أجنحة صالون الاستثمار، و شدد على أهمية تحقيق الوثبة الصناعية من أجل تحقيق التصدير، نظرا لتوفر العديد من العوامل والمنشآت القاعدية في صورة مطار سطيف، كما شجع الاستثمار في المجال السياحي، لدى تدشينه فندقي إيبيس ونوفوتال بوسط المدينة بسعة 240 غرفة.
من جانب آخر، أعرب الوزير الأول عن ارتياحه لدخول مشروع سوق الجملة الجهوي للخضر والفواكه الواقع بمنطقة عين السفيهة ببلدية سطيف حيز الخدمة، و وصفه بالمكسب الهام، الذي من شأنه ضبط السوق والأسعار بعرض المنتجين لسلعهم مباشرة إلى المستهلك  و المساعدة في تحقيق الاكتفاء في هذا المجال.
رمزي تيوري  

الوزير الأول يبرز أهمية الحفاظ على انسجام المجتمع و يؤكد
الجزائر ستبقى واقفة رغم حملات التشكيك
أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، أول أمس الأحد بسطيف، أن الجزائر ستبقى واقفة برغم الظروف الاقتصادية الصعبة والتقلبات العالمية السياسية والأمنية، إضافة إلى حملات التشكيك، و قال بأنها ستبقى متمسكة بمبادئها وحرة في قراراتها، مشيرا إلى أنها تحقق التطور في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، ضاربا مثالا باستمرار برامج السكن و استمرار عمليات توزيعها عبر مختلف ربوع الوطن، مبرزا في نفس الوقت مواصلة عملية إعادة بناء القاعدة الصناعية الوطنية ودعم الإنتاج الوطني مع رفع القدرات التنافسية، قصد تعويض النقص في المداخيل، و تشجيع التصدير والاستثمار في المجال الفلاحي بفضل المكننة واستصلاح الأراضي، مثمنا الشراكة بين القطاعين العام الخاص في المجال الزراعي، قصد تحسين الأمن الغذائي. ودعا الوزير الأول سلال، في كلمة ألقاها بعد الاستماع إلى انشغالات فعاليات المجتمع المدني والمنتخبين بالقاعة الكبرى لنادي المحامين بسطيف، إلى مواصلة بناء الجزائر، وفاء لعهد الشهداء، مجددا الدعوة إلى الذهاب بقوة للانتخاب حفاظا على الجمهورية الجزائرية، التي حلم بها أبطال جبهة وجيش التحرير الوطني، وقال بأن جولاته في عدد كبير من ولايات البلاد، جاءت في إطار اطّلاع الحكومة على مجريات الأوضاع عن كثب.  
وقال الوزير الأول بأن المصالحة الوطنية، مكنت من تحقيق العديد من المكاسب، وذكر بأن فخره يكمن في إتاحة جزائر الاستقلال الفرصة لأبنائها المنحدرين من عائلات بسيطة، و هو دليل على أن المجتمع مبني على تساوي الفرص وتمازج بين مختلف الفئات، كما أن الترقية تكون بناء على الكفاءة والاستحقاق، مشيرا إلى أهمية بقاء الجامعة والخدمة الوطنية، كفضائين للتبادل والتفاعل، داعيا الشباب لاكتشاف مناطق الوطن وتعزيز التبادل، الذي يعلمهم التسامح وقبول الآخر.
و أضاف سلال بأن المجال الاقتصادي يعرف استمرار تطبيق البرنامج المسطر، في العديد من المجالات على غرار توزيع شبكة المياه والكهرباء والغاز، إضافة إلى استمرار التوظيف في قطاعات التربية والصحة وتجهيز وإنجاز الهياكل بهما، قائلا بأن تسجيل المشاريع أمر ليس سهلا، بعد أن هوت أسعار النفط من 120 دولار اإلى 51 دولارا، مثمنا الوتيرة التي يسير بها الاقتصاد، محذرا من أن الجمود لا يؤدي سوى إلى التراجع نحو الخلف. و أبدى الوزير الأول ارتياحه لوتيرة الاستثمار في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ووصفها بالديناميكية الحقيقية، التي ساهمت حسبه في تقليص نسبة البطالة وارتفاع عائدات الجباية خارج المحروقات، مثمنا تعميم الرقمنة واستخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال، مشيرا إلى أن هناك تحسنا ملحوظا في مستوى أداء الخدمة العمومية وتبسيطها لحياة المواطنين في تعاملهم مع الإدارة.كما دعا عبد المالك سلال إلى الحفاظ على انسجام المجتمع، مع استكمال بناء الاقتصاد الناشئ وترشيد أداء أجهزة الدولة وجوانب الإنفاق وضبط القدرات الوطنية في مجال التسيير والتكنولوجيات، مشيرا إلى الحرص على تموين السوق بمختلف السلع مع ضبط الأسعار وترشيد الإنفاق دون إجراءات تقشفية، مع التحكم في التجارة الخارجية لتقليص فاتورة الاستيراد، وتشجيع مبادرات الاستثمار في المجال السياحي ورفع القدرات الفندقية وتكوين العاملين وتدعيم عروض النقل والخدمات النوعية.
وقبل ذلك و في تجمع نسوي بالقاعة المتعددة الرياضات بمركب 8 ماي 45 بسطيف، دعا الوزير الأول جميع الجزائريين نساء و رجالا إلى الذهاب بقوة إلى صناديق الاقتراع لأداء واجبهم الانتخابي، مثمنا المكاسب الدستورية للمرأة في التعديل الأخير.                        
رمزي تيوري   

الرجوع إلى الأعلى