قصص تراثية في قالب تربوي لإعادة لم شمل العائلة الجزائرية
ينظم الشاب عادل الزغيمي المعروف باسم «عمو الحكواتي» عدة جلسات تربوية مع الأطفال في المكتبات البلدية وروضات الأطفال والمراكز الثقافية بولاية البليدة يقوم من خلالها بسرد مختلف الحكايات والقصص التي أغفلها المجتمع، وأصبحت جزء من التراث المنسي، وتشهد هذه الجلسات التي ينظمها بشكل دوري خاصة ببلدية الصومعة إقبالا كبيرا للأطفال بغرض الاستمتاع بهذه الحكايات التي تأتي في قالب مشوق تشد انتباه البراعم.
ويذكر عادل الزغيمي في تصريح للنصر بأن الهدف من هذه السلسلة « عمو الحكواتي» تربوي تثقيفي وليس ترفيهي، مضيفا بأنه في زمن التكنولوجيا والانترنت تتفكك العائلة الجزائرية التي يجمعها سقف واحد، ويغيب التواصل فيما بين الأفراد  بعد أن اشتغل كل فرد منها بهذه التكنولوجيا خاصة مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات، وقد أراد من خلال هذه السلسة إعادة تراث جزائري منسي، بحيث كانت هذه الحكايات والقصص تجمع العائلة ويستمع الأطفال بحكايات الجد أو الجدة إلى غاية الاستسلام للنوم، في حين مثل هذه العادات اندثرت اليوم وأصبحت التكنولوجيا هي المسيطرة على العائلة، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي لم تكن فيه وسائل الاتصال الجماهيرية والانترنت والجوال، كانت العائلة تجتمع حول حكواتي العائلة، وأوضح بأن الحكواتي لم يكن خاصا بالعائلة فقط بل كان هناك حكواتي خاص  بالملوك والسلاطين والمخصص لكبار السن فقط دون الصغار، إلى جانب حكواتي الجيش الذي ينقل للعساكر قصص البطولات والحروب والانتصارات، ثم  من يوجه خطابه لعامة الناس، والذي يتواجد في كل بلد ومكان و في كل منطقة له اسمه الخاص.
  ويؤكد محدثنا بأن هدفه من هذه السلسة التي يجوب بها المكتبات البلدية وروضات الأطفال والمراكز الثقافية إحياء هذا التراث وسط العائلات الجزائرية والانطلاق من التربية ببيت يحفظ التراث الجزائري الذي يمتد عبر أجيال عديدة، مشيرا في هذا الإطار إلى أن العائلات الجزائرية كانت معروفة في السبعينات بحكايات جحا، مقيدش، الغولة وغيرها من القصص التي كان لها الأثر الكبير في النفوس وصنعت جزء من الحكواتي الذي صقل تلك الموهبة التي كان يمتع فيها في كل مرة متابعيه بقصة جديدة تختلف عن سابقاتها إلى غاية الخلود للنوم، في حين يقول محدثنا بأن ذلك يبقى غير كاف دون الدراسة بتعمق وتمحيص لسلوكيات الطفل وما يريده في المجتمع، وكيف يصل الحكواتي من خلال قصصه التي يسردها إلى غرس القيم المفقودة تدريجيا، خاصة مع الأثر السلبي الذي خلفته التكنولوجيا حسبه وتشبع شباب اليوم بواقع الحياة المادية، متناسيا الجانب التربوي، مشيرا إلى أن في زمن اليوم أصبح كل تراث  شفهي لا مادي يندثر ويختفي من معالم المجتمع وتختفي معه القيم تدريجيا، وأضاف الزغيمي بأن كل القصص التي يسردها للأطفال تكون في قالب تربوي تثقيفي ويتعمق من خلالها في سلوكيات المستمع ويأخذه في قالب مسرحي إلى أعماق قلبه وعقله ليصحح أخطاءه ويزين محاسنه ويتذكر دوره الايجابي في المجتمع سواء أكان طفلا أم راشدا.
وفي هذا الإطار دعا عادل الزعيمي وزارتي الثقافة والتربية الوطنية إلى تفعيل برنامج القراءة للطفل في المدارس والمكتبات، مشيرا إلى أن هذا النشاط يدخل في إطار أنواع المسرح والنشاط الثقافي السياحي، داعيا إلى التكثيف من هذه المهرجانات من أجل تفعيل الفعل الثقافي والسياحي في البلد.
نورالدين-ع 

الرجوع إلى الأعلى