أطفال من ذوي الإحياجات الخاصة يقودون سفينة حربية بجيجل
عاش، أول أمس، 28 طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة، يوما غير عادي  عنوانه المتعة  ،  بعد أن قاموا  عبر سفينة حربية، بجولة بحرية على امتداد جزء من الواجهة البحرية لولاية جيجل، تعرفوا من خلالها  عن قرب على  الأسطول البحري العسكري .
غطت يومية النصر أجواء الرحلة البحرية من الدقائق الأولى، حيث كان استقبال الأطفال في الساعة التاسعة صباحا بالقاعة الشرفية من قبل جنود و ضباط البحرية، و فور نزولهم من الحافلة، ظهرت على ملامحهم الفرحة و السعادة، منهم من قدم التحية العسكرية بكل براءة، ليتوجه الحاضرون إلى داخل القاعة، و كان في استقبالهم العميد معلاوي صالح قائد الواجهة البحرية الشرقية، ليلقي بعدها كلمة حول الزيارة و التي تجسد السياسة الاتصالية الرامية إلى تعزيز العلاقة «جيش ـ أمة «، حيث كشف المتحدث بأن الرحلة تندرج ضمن سياسة الاتصال التضامني الذي تنتهجه القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، حيث لبت طلب مجموعة من الأطفال التابعين للمركز النفسي البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا بجيجل، و حققت حلمهم في ركوب سفينة حربية و القيام بجولة بحرية ترفيهية بسواحل جيجل، و بعد إلقاء الكلمة، قدم المسؤول رفقة الضباط هدية رمزية للأطفال الحاضرين و مرافقيهم، تمثلت في قبعة و قميص للبحرية، أضفت على المجموعة  تناسقا بصريا جذابا، كما لو انهم متربصون في البحرية، و بعد تناول الحلويات و المشروبات المقدمة، قام الحاضرون بجولة داخل القاعدة العسكرية، حيث تعرفوا على السفن الحربية الراسية، كما شاهدوا قمة النظافة و الانضباط الموجود بالمكان، ليتوجه بعدها الزائرون إلى أمام سفينة ضخمة  تسمى  « المساند»،  أين تساءل الكل   فيما يتمثل دورها لدى سلاح البحرية، ليتضح فيما بعد بأنها قاطرة أعالي البحار، و تعتبر من بين ثلاث  قاطرات تمتلكها البحرية الجزائرية،  و تمتلك قدرات عالية،  تمكنها من البقاء في البحر لأربعين يوما.
 و تقتصر مهامها الأساسية في انقاذ و جر السفن العاطلة، و التدخل في تموين السفن بالوقود، و احتواء حالات التلوث  ، وكذا القيام بعملية إسعاف و إجلاء المصابين في عرض البحار، وتقدر سرعتها بحوالي 20 عقدة بحرية، وأشار المقدم بن متير منير في حديثه للحاضرين بأن الجزائر أضحت قوة كبرى للإنقاذ في عرض البحر المتوسط من خلال ما تملكه من تعداد بشري مؤهل و مادي، مشيرا بأن الميزة التي يملكها الجندي في البحرية لا توجد عبر العالم من خلال شجاعته في الميدان. وبعد صعود الزائرين إلى أعلى نقطة بالسفينة، تتمثل في برج القيادة، و التعرف على طاقم السفينة، انتشر الأطفال داخل و خارج الغرفة، ليؤدي كل واحد منهم مهامه، حسب ما يتصوره في مخيلته، بعد تلقي شروحات من القائد و ضباط السفينة حول الأجهزة الموجودة، من رادار، وسائل الاتصال و التحكم في القاطرة البحرية، ومن أبرز الصور و اللحظات الجميلة في الرحلة البحرية، قيادتها من قبل عديد الأطفال بكل براءة و عفوية، الطفل زكريا ربان بامتياز طيلة ساعتين من الزمن، تقربنا منه، أخبرنا قائلا" أنا قائد السفينة، و قد أعطاني الجيش مسؤولية قيادتها، سأقوم بجولة بحرية بكم، أعرفكم بجمال ولاية جيجل، و نراقب بعض السفن الموجودة في البحر"، و قد أخبرنا بأنه جد سعيد لقيامه بهذه الرحلة، بعد لحظات من الحديث معه، و بكل جدية قال" دعني أعمل، الأمر خطير، عندما تقود سفينة بهذا الحجم"، اعتدرنا منه، و توجهنا للكرسي الآخر الموجود بجواره، وجدنا الطفل أنيس، قال لنا» دعكم منه، هو لا يعلم بأني أنا قائد السفينة، فأنا رفقة الضباط الذين يعملون تحت إمرتي، أوهمناه بأنه من يقود السفينة حتى لا يبكي، لأنه لا يزال طفلا صغيرا». كما اجتمعت  مجموعة من الأطفال، حول لوحة القيادة، لمتابعة وعن عن كثب عمل الرادار و باقي الأجهزة الموجودة، وعلى شرفات الغرفة شاهد الأطفال تنقل رجال البحرية و المؤطرين لأخذ صور تذكارية عبر مختلف الجهات، وقد حاول البحارة أن يمتعوا الأطفال قدر المستطاع و بكل عفوية، كما اشار بعض الأطفال في حديثهم بأنهم لأول مرة يكتشفون روعة جمال مدينة جيجل من البحر، و شاهدوا سفينة عن قرب، بكل ما تحتويه من وسائل، وقال أحدهم « لم أتوقع بأنها كبيرة بهذا الحجم، و تحتوي على قوارب صغيرة، كما أن أفراد الجيش رائعون و طيبون».
«الجزائر قوة كبرى للإنقاذ في عرض المتوسط»
و اشار ممثل عن المركز النفسي البيداغوجي للأطفال المعوقين ذهنيا بأن المبادرة كانت بمثابة اكتشاف جديد في حياة الأطفال الحاضرين، لما لها من ميزة لديهم، مؤكدا بأن عمل المركز يرتكز اساسا إلى الإدماج الاجتماعي الذي يتطلب التعرف على مختلف المؤسسات الموجودة في المجتمع، و من بينها المؤسسة العسكرية، و البحرية الجزائرية بالخصوص، خصوصا الطفل الموجود بولاية جيجل، لتعلقه بالبحر، و مشاهدته يوميا للسفن الموجودة على مقربة من الساحل، فجل الأطفال حسبه يدفعهم الفضول إلى معرفة القوارب و السفن عن قرب، و حسب المتحدث، البحرية أتاحت الفرصة لفائدة 28 طفلا من المركز، رفقة 14 مؤطرا ، مشيرا إلى مدى سرعة القيادة  في الاستجابة إلى رغبتهم في تنظيم الخرجة، مؤكدا بأن الزيارة تحمس لها الكثير من الأطفال و لقيت استجابة واسعة من قبل أوليائهم، و قد ثمن المسؤول روعة الاستقبال من قبل القيادة بالواجهة البحرية، و بعد ما يقارب ساعتين من الزمن، عادت ناقلة أعالي البحار، أدراجها إلى القاعدة البحرية، أين اصطفى الأطفال عبر سطح السفينة و هم يشاهدون كيفية رسوها بالرصيف،  وسط تصفيقاتهم و دهشتهم، ليركب بعدها الحاضرون الحافلات مودعين رجال البحارة، و كل واحد منهم يحمل في جعبته قصة  حول روعة ذلك اليوم.
 كـ طويل

الرجوع إلى الأعلى