بلدية عنابة تقلص ميزانية اقتناء المبيدات  بأربعة ملايير سنتيم
أدى خفض ميزانية اقتناء المبيدات الحشرية في السنة المالية 2017 ببلدية عنابة، إلى نحو 10 بالمائة مقارنة بالأعوام الفارطة، و كذا تأخر مصالح مديرية البيئة و المحيط، بالرش في موعدها على مستوى الأقبية و المستنقعات، إلى تكاثر غير مسبوق للناموس في هذه الأيام الحارة من الشهر الفضيل، مع تجاوز فترة المكافحة البيولوجية لهذه الحشرة، التي أصبحت هاجسا ينغص حياة آلاف السكان بوسط المدينة.
و حسب مختصين، فإنه مع تجاوز فترة المكافحة البيولوجية، لا يمكن للمصالح المختصة محاربة الناموس و القضاء عليه بالمبيدات، حتى الوسائل التي يستخدمها المواطنون في منازلهم لإبادتها تكون غير فعالة، رغم استخدام المكيفات الهوائية للتقليل من حركتها.  
و أكد مصدر، عليم بأن أعضاء المجلس البلدي، صادقوا العام الماضي على تخفيض ميزانية اقتناء المبيدات الحشرية لمكافحة الناموس و الفئران بأقبية العمارات، للسنة المالية الحالية من 4.5 مليار سنتيم إلى 500 مليون سنتيم، و هو نفس المبلغ الذي اقترح للسنة المقبلة 2018 من أجل المصادقة عليه في الدورة العادية المقبلة، و تشير مصادرنا إلى أن رئيس البلدية وافق على مقترح رفعها لأكثر من 1.2 مليار سنتيم، من أجل تفادي احتجاج السكان من مضايقات الناموس ليلا.
وأشار مواطنون في حديث للنصر، إلى أنه بالرغم من رفع مؤسسة «عنابة نظيفة» كميات هامة من الفضلات و القمامة بالقطاعات الحضرية، إلا أن تأخر مديرية البيئة و المحيط في توفير المبيدات الحشرية، ساهم في تكاثر الحشرات و الروائح  الكريهة، و التي تزيد حدتها في موسم الاصطياف، ما ولد لهم حالة من القلق و عدم الارتياح في مساكنهم.
و أوضحت مصادرنا، بأن نقص كمية المبيدات المخصصة للرش، سببه تقليص ميزانية الصفقة لتلبية الاحتياجات من هذه المواد الضرورية جدا للحفاظ على صحة المواطنين و البيئة، أدى إلى تفويت فترة  القضاء على منابع اليرقات و الحشرات، و يُحدد مختصون في البيئة الفترة المناسبة لمحاربة الناموس في شهر أكتوبر، و هي مرحلة وضع بيوض اليرقات من أجل التكاثر للقضاء عليها في حينها، غير أن عملية المعالجة لم تتم وفقا للشروط المذكورة، و أضاف المصدر، بأن القضاء على الناموس يكون فعالا بتخصيص شاحنة لكل قطاع حضري بعاصمة الولاية، لضمان الرش مرة كل أسبوع بمختلف الأحياء، و الاستمرار في ذلك على الأقل شهرا كاملا، لتكون العملية ذات فاعلية.
هذه الوضعية أدت إلى تشكل أسراب من الناموس، ما حول حياة السكان إلى جحيم، و تسبب في أمراض جلدية جراء اللدغ، و أكد سكان أحياء السهل الغربي المعروف بانتشار هذه الحشرة، بأنهم لم يشاهدوا  فرق الوقاية الصحية المتنقلة لرش المبيدات إلا نادرا كما كان يجري العمل في السابق، ليُصبح الوضع لا يطاق حسبهم، حينما ينقطع التيار الكهربائي ليلا و تتوقف المكيفات الهوائية. و يتسبب الناموس في أضرار و إزعاج لا يحتمل خاصة عند الأطفال، كما يعمل على انتشار الأمراض و الأوبئة. و لمقاومة الذباب و الناموس، يلجأ المواطنون إلى سد كامل المنافذ، و استعمال بعض المساحيق، كبديل طبيعي عن المبيدات  الحشرية التي تحمل كثيرا من المخاطر الصحية. و يطالب السكان بتحرك المصالح المعنية، للقيام بعمليات رش المواد الكيماوية للتقليل من البعوض.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى