أعجبتني الموسيقى القسنطينية و  لدي  فضول  لمعرفة  كيف  كانت  عليه  في  العهد  العثماني

أعرب المطرب التركي فاتح كوجا عن إعجابه بالموسيقى القسنطينية التي سمعها صدفة خلال زيارته لسيرتا في إطار تظاهرة المهرجان الدولي الخامس للإنشاد، مؤكدا بأنه شعر برغبة و فضول لمعرفة المزيد عن هذه الموسيقى خلال التواجد العثماني.
فاتح كوجا المولود بأماسيا، بشمال تركيا، حفظ القرآن في صغره، و درس العلوم الإسلامية بالجامعة، كما عمل كإمام لمدة تسع سنوات، قبل أن يتوّجه إلى عالم الموسيقى الصوفية، حيث قام بعدد من الأبحاث حول المتصوّف التركي أحمد داوود أوغلو و واصل دراساته العليا، حيث أعد دراسة دكتوراه حول الجانب الجمالي و الفني بكل ما يتعلّق باستعمال كلمة الصلاة و الصلوات سواء في الآذان أو بالأناشيد...كما قام بدراسة مقارنة بين الترانيم الكنائسية و التراتيل القرآنية داخل المساجد.
و اعتبر الموسيقى هبة إلهية، لكن يبقى الإنشاد الديني في نظره الأقرب و الأوفى لهذه النعمة أو الموهبة التي قد يحظى بها شخص دون غيره، و هو سر اختياره للموسيقى الدينية، كطريقة لشكر المولى على موهبة الصوت الجميل الذي يتمتع به.
و قال فاتح كوجا الذي يعد واحد من أشهر المطربين الأتراك في مجال المديح و الابتهالات الدينية، بأن دراسته الأكاديمية مكنته من تذوق النغمة الصوفية أكثر، لأنها منحته فرصة فهم دلالات شتى الأساليب و الطرق المستعملة من قبل الصوفية بمختلف دول العالم، و علاقة ألحانها بالموشح و الزجل و غيرها من الموسيقى التي شارك في وضعها بعض كبار الصوفية و لا تزال بصماتها اللحنية بارزة في مختلف الطبوع الموسيقية الأخرى.
و تحدث كوجا عن القوالب و الأشكال المتباينة للأغنية الصوفية من بلد إلى آخر، موضحا بأن الصوفية في المدن الكبرى تختلف عما هي عليه في المدن الصغرى و الريف كاعتماد الثانية على السماع المطلق، الذي يعمق الروحانيات، مشيرا إلى آداب الذكر و على رأسها احترام الشيخ أو قائد الفرقة المولوية أو الصوفية و الإنصات له حتى يتسنى لهم الشعور بذلك الإحساس الروحاني العالي و الذي يعكسه الانسجام الكبير و المتناسق لأصوات المريدين "عندما نستمع للمؤدي الصوفي نرقى بإحساسنا فوق كل ما هو دنيوي".
و أسر فاتح كوجا بأنه يتأثر كثيرا بالآذان، مما دفعه إلى تسجيله بصوته ويسعد كثيرا عندما يرى نسبة المتابعة العالية لشريطه عبر الواب.
و عن أعماله قال كوجا أنه يميل إلى إعادة أغاني الأولين مع إدخال ألحان عربية، مشيرا إلى الإنشاد العصري الذي قال أن فيه إبداع كبير و يحب الاستماع إلى بعض المنشدين العالميين، لكن يبقى الإنشاد التقليدي يستهويه أكثر.
و قال الفنان الذي زار الجزائر لأول مرة، بأنه رغم إحيائه للكثير من الحفلات بالعديد من الدول العربية و الأجنبية، إلا أن سحر مدينة قسنطينة و جمهورها تركوا أثرا طيبا في قلبه، خاصة بعد استماعه و اكتشافه لمختلف الطبوع الموسيقية المحلية التي بعثت فيه الفضول و الحماس للقيام بأبحاث حول الموسيقى الجزائرية في العهد العثماني.
مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى