حقق اتحاد شباب ابن زياد الصعود إلى الجهوي الثاني، بتتويجه بلقب البطولة الشرفية لرابطة قسنطينة، بعد مشوار ماراطوني لم تتحدد فيه هوية الصاعد إلا في الجولة الأخيرة التي عرفت تتويج أبناء “الروفاك “ باللقب بعد فوزهم  على غريمهم مشعل حامة بوزيان (2 - 1) بعد صراع امتد طوال الموسم، محققين بذلك حلما انتظره سكان هذه القرية 30سنة.
الصعود لم يكن سهلا على رفقاء القائد سواعدي يحيى بالنظر للصعوبات التي اعترضت التشكيلة، سيما ما تعلق بالجانب المادي الذي كان الحلقة الأضعف في مشوار تحقيق هذا الحلم الذي كاد أن يتبخر تحت وقع قلة المال، غير أن الإرادة و الإصرار على تحقيقه جعل الفريق يتجاوز كل هذه الصعوبات و يواصل المغامرة بكل حزم.
و يعد اتحاد ابن زياد من المنشطين الرئيسيين للبطولة الشرفية، حيث كان في كل موسم يلعب الأدوار الأساسية غير أنه في كل مرة كان يخفق في المنعرجات الأخيرة، إخفاق الفريق في تحقيق الصعود في المواسم الفارطة، شكل القاعدة الأساسية التي كانت المنطلق لتجديد الطموح  لتجسيد حلم الصعود الذي فشلت في تحقيقه الأجيال السابقة، و الأجمل في هذا الفريق أنه مشكل من لاعبين قدامى حملوا المشعل و قادوا النادي إلى بر الأمان، قبل أن تعم الفرحة أرجاء القرية التي عاشت أجواء استثنائية لم تعشها من قبل، على أمل أن يواصل الفريق مشواره الموسم القادم ضمن الجهوي الثاني بنفس الإرادة و العزيمة، وفي انتظار ذلك الأفراح متواصلة في “الروفاك”.            

ع - قد 

رئيس النادي عبد النوري حسين

الأنصار كانوا مصدر تمويلنا الرئيسي

عبر رئيس النادي عبد النوري حسين عن فرحته الكبيرة بتحقيق الصعود الذي ضاع منه الموسم الماضي، مؤكدا على أن ذلك لم يكن سهلا خاصة في ظل الصعوبات التي عاش على وقعها الفريق هذا الموسم، والتي كادت أن تعصف بطموحاته في التتويج باللقب.

*كيف كان مشوار الفريق هذا الموسم ؟

بكل تأكيد الصعود لم يكن سهلا، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي عاش على وقعها الفريق هذا الموسم ، المنافسة لم تكن سهلة في ظل تواجد منافسين على لقب البطولة  وبالرغم من ذلك تمكنا من تخطي كل هذه الصعوبات و حققنا حلما انتظرته الأجيال.

*كيف تعاملتم مع كل هذه الصعوبات؟

لدي طريقتي الخاصة في تسيير أمور النادي، في الموسم الفارط ضيعنا الصعود في أخر لحظة، وهذا أفادنا كثيرا هذا الموسم ، تعاملت مع اللاعبين كأنهم أصدقائي وهذا ما خلق أجواء من الثقة، تقربت من اللاعبين وحاولت أن ألبي لهم كل رغباتهم بما هو متاح من  إمكانيات، كنا ندفع المنح في وقتها بفضل مساعدات الأنصار الذين كانوا مصدرنا الرئيسي إلى جانب البلدية التي حاولت بما أتيح لها من إمكانيات، حيث منحتنا 30مليون سنتيم وننتظر مساعدة أخرى بقيمة 100مليون سنتيم وهذا المبلغ يشكل ميزانية الفريق، وهذا المبلغ سنخصصه لتسوية الديون، في انتظار مساعدة مديرية الشباب بقيمة 40 مليون سنتيم و 15مليون من الولاية.

*غير أن ذلك لم يمنع اللاعبين من الإضراب أليس كذلك؟

هذه واحدة من الصعوبات التي واجهتنا هذا الموسم، كان هناك إضراب للاعبين وتفهمت موقفهم لأنني وعدتهم بإيجاد مناصب شغل لهم، وهذا وفق الوعود التي تلقيتها من قبل السلطات غير أنني لم أتمكن من الوفاء بتعهداتي و هذا أمر كان خارجا عن نطاقي، وصادف ذلك سوء النتائج الفنية ما جعل الشك يتسلل إلى نفوس اللاعبين و الأنصار كذلك، غير أن الأمور عادت بعد ذلك إلى نصابها، بعد الاجتماع الذين عقدناه مع اللاعبين و الطاقم الفني.

*ماذا بعد هذا الصعود ؟

بعد أن حققنا هذا الحلم ، أفكر جديا في الاستقالة و فتح الباب أمام كل من يريد مواصلة المشوار لقد تعبنا كثيرا، أهملنا عائلاتنا و أولادنا طوال هذا الموسم، بالمناسبة أشكر كل من ساهم في تحقيقه سيما معزوزي بوجمعة و رحموني مصطفى هذا الأخير الذي كان ينقل اللاعبين بسيارته الخاصة، صعودنا جاء بفضل مجهوداتنا وبكل نزاهة.
حاوره: ع - قادوم 

نائب الرئيس سواعدي رؤوف

فرحة الصعود أعادت لم شمل سكان ابن زياد

سيظل 3أفريل  2015 يوما تاريخا في بلدية ابن زياد التي عاشت على وقع فرحة صعود فريقها إلى الجهوي الثاني، فرحة أعادت لم شمل كل سكان القرية الذين عاشوا أجواء احتفالية كبيرة، من بينهم نائب رئيس النادي سواعدي رؤوف الذي لم يجد الكلمات للتعبير عن الفرحة الكبرى التي عمت كل سكان ابن زياد من صغيرهم إلى كبيرهم .
و لم يخف سواعدي رؤوف أن الخوف تملكه قبل آخر مباراة أمام مشعل حامة بوزيان، سيما وأن نتيجتها هي التي تحدد المتوج بلقب البطولة الشرفية، غير أن التحضيرات التي سبقت هذه المواجهة قللت من درجه خوفه بعدما شاهد الالتفاف الكبير لسكان القرية حول فريقهم وهو ما زاد -كما يقول- في إرادة اللاعبين على الظفر بنقاط هذه المباراة المصرية للفريق: «عشنا لحظات صعبة هذا الموسم، لم تكن لدينا إمكانيات مادية كبيرة لكن كانت لدينا العزيمة و الإرادة على تحقيق هذا الحلم الذي أنتظره كل فرد من القرية «. الفرحة التي عمت سكان « الروفاك» أنست المسيرين و اللاعبين  مشقة البطولة و التعب الذي نال من الجميع يقول سواعدي رؤوف الذي عاش عندما كان لاعبا خيبة ضياع فرحة كانت في المتناول :« عشت في السابق مرارة أن يضيع منك الصعود، إيماننا كان كبيرا في قدرات هذه المجموعة على تحقيق الهدف» . وأشاد محدثنا بالدور الكبير الذي لعبه الأنصار في رحلة الصعود حيث كانوا بمثابة الخزان المعنوي و المادي للفريق:« في ظل نقص الإمكانيات كان الأنصار خزينة الفريق، بفضلهم كنا ندفع المنح للاعبين، كما أنهم كانوا سندنا القوي في الأوقات الصعبة «.
مشوار الصعود لم يكن من انجاز مجموعة دون غيرها و إنما ساهم فيه كل سكان القرية و يستشهد محدثنا على ذلك بالمباراة الأخيرة التي شبهها بملحمة الخضر أم درمان، باستقطابها لحوالي 10آلاف مناصر لم تسعهم مدرجات الملعب البلدي، كما أنها جرت في ظروف جيدة وسط تنظيم جيد المستويات « فرحة الصعود أعادت لم شمل سكان القرية، شاهدت أحد مؤسسي الفريق يذرف الدموع عند نهاية المباراة، وهو ما يدل على قيمة هذا الانجاز».
صعود الفريق إلى الجهوي الثاني، ما هو سوى مرحلة في مشوار الفريق، كما أشار سواعدي و محطة من أجل تحقيق إنجازات أخرى وهذا يتطلب- حسبه-  تدعيم المكتب المسير بأعضاء جدد ، خاصة وأن بطولة الموسم القادم تتطلب مصاريف كبيرة.
 ع - قد

مدرب الفريق لعداسي داود

اللاعبون حالوا دون رحيلي و دفعنا من دمنا  و أعصابنا ثمن الصعود

يرى المدرب لعداسي أن رحلة الصعود كانت محفوفة بالعديد من الصعوبات، والتي كادت أن تعصف بطموحات الفريق، خاصة في نهاية مرحلة الذهاب التي دخل فيها اللاعبون في إضراب و كادت الأمور أن تنفجر.

* كيف تعاملت مع الفريق هذا الموسم ؟

مقارنة بالموسم الماضي لم يكن لدينا تعداد ثري، اعتمدت هذا الموسم على 12لاعبا فقط بالرغم من تواجد  25لاعبا، كانت البدائل غائبة ووجدت صعوبات في تعويض بعض اللاعبين سواء عند إصابتهم أو تعرضهم للعقوبات وهذا ما زاد في تعقيد مأموريتنا هذا الموسم .

*كيف تفسر تراجع نتائج الفريق بعد الجولة الثامنة ؟

دخلنا الموسم بقوة حيث فزنا في المباريات الثمانية الأولى، بعدها تسلل الغرور في نفوس اللاعبين و تعثرنا أمام أندية يمكن وصفها بالضعيفة بالنظر لترتيبها، المباريات تلعب في الميدان و ليس في المقاهي، تراجع النتائج الفنية و الضغط الذي مارسه الأنصار الذين شككوا في قدرات فريقهم،  كان ذلك بمثابة  الشرارة التي وخزت شعور اللاعبين الذين عادوا و تحكموا في زمام الأمور .

*كيف كان موقفك من ذلك ؟

بكل صراحة كان الوضع صعبا في تلك المرحلة، كنت مهددا بالإقالة، وكان المسيرون على وشك اتخاذ قرارهم ، لولا وقوف اللاعبين إلى جانبي، بتهديدهم بمقاطعة الفريق في  حال رحيلي، أشكر اللاعبين على موقفهم، دفعنا من دمنا و أعصابنا  ثمن هذا الصعود.

*ما هي أصعب محطة في رحلة الصعود؟

عند انتهاء مرحلة الذهاب، دخل بعدها اللاعبون في إضراب، خسرنا أول مباراة في مرحلة العودة أمام رحماني عاشور، بعدها تعادلنا بملعبنا أمام عين عبيد التي كانت الشرارة التي أشعلت فتيل الأزمة وكادت الأمور أن تنفجر، حاولنا جمع الشمل من جديد من خلال الاجتماع الذي عقدناه مع اللاعبين و المسيرين، و اتفقنا على تجاوز كل هذه الخلافات و التركيز على المباريات.

* هل تعتبر الصعود بمثابة تحدي شخصي؟


الصعود كان تحدي كل سكان “ الفيلاج” ، أنا لاعب سابق في الفريق  وكلنا في هذه القرية نتقاسم هذا الحلم ، سأظل وفيا لهذا الفريق حتى لو لم أكن مدربا للفريق في الموسم القادم.    

 حاوره: ع - قادوم

 

قائد الفريق سواعدي يحيى

حققت حلم الطفولة و حلم القرية بعد طول معاناة

يعد سواعدي يحيى اسعد اللاعبين، ليس لأنه قائد الفريق  وإنما لأنه أقدم عنصر في التشكيلة فعلى مدار 17سنة كان يحلم في كل موسم تحقيق الصعود الذي كان يضيع منه في نهاية الموسم، أسعد اللاعبين لأنه  لم يكن يحمل حلما شخصيا فقط و إنما حلم قرية بكاملها.

*أولا مبروك عليكم هذا الصعود ؟

أشكركم، بكل صراحة لقد تعبنا كثيرا من أجل تحقيق الصعود الذي كان حلمي منذ أن كنت صغيرا والحمد لله تحقق بفضل مجهودات كل أسرة الفريق إلى جانب الأنصار الذين كانوا سندنا في الأوقات الصعبة.

* ما الذي صنع الفارق هذا الموسم ؟

هذا الموسم كانت لدينا مجموعة متجانسة عكس المواسم الفارطة، أغلبية اللاعبين شبان عكس تعداد الموسم الفارط ورغم المشاكل التي صادفتنا هذا الموسم إلا أنه و بفضل تضامن هذه المجموعة تمكنا من تجاوزها، رغم نقص خبرة هؤلاء الشبان إلا أن إرادتهم كانت كبيرة من أجل تجسيد هذا الحلم، الذي لم يكن فقط حلمي لوحدي أو المسيرين وإنما كل سكان القرية.

*ما هي هذه الصعوبات؟

عانينا كثيرا من أول مباراة إلى آخرها، ضعف الإمكانيات في كل المجالات وهناك من شكك في قدراتنا على تحقيق الصعود، إلا أن ذلك  لم يثن من إرادتنا أردنا أن نثبت أننا قادرون على رفع التحدي بإمكانيات بسيطة.

*بصفتك أقدم لاعب و قائد للفريق هل الضغط كان مضاعفا عليك ؟

لم يسبق وأن عشت هذا النوع من الضغط  سواء  داخل الملعب أو خارجه، كان علي أن أكون في مستوى التحديات التي كانت تنتظرنا، خاصة وأن الجميع كان ينتظر منا تحقيق الصعود، كما كان دوري أن أحافظ على تماسك المجموعة خاصة عندما تتأخر الإدارة في تسوية المنح، بصفتي ابن القرية و أقدم لاعب في الفريق كان من واجبي أن أتحمل كل شيء  خاصة الانتقادات، لو كان شخص آخر في مكاني لما تحمل كل هذا العبء.

* لكن في النهاية حققت حلمك بعد 17سنة؟

كان حلمي منذ الصغر فعلى مدار 17سنة قضيتها في الفريق، كنت احلم بتحقيق ذلك الحمد لله حققته بعد طول معاناة، لا أجد الكلمات للتعبير عن هذه الفرحة التي ليست فرحتي لوحدي  وإنما لكل سكان القرية.

*هل تنوي مواصلة المشوار مع الفريق؟


بعد كل هذه السنوات تعبت كثيرا، أنا متردد في اتخاذ قراري، كنا نلعب في ظروف صعبة وأمام منافسين لم يكن من السهل تحقيق الفوز عليهم على غرار ترجي بونوراة، اتحاد عين سمارة و مشعل حامة بوزيان ، و شباب مسعود بوجريو.              

حاوره: ع - قادوم

 

 

 

الرجوع إلى الأعلى