أول مكتبة  شارع بقسنطينة  تتعرّض للسرقة و التحطيم
دعمت أول أمس، المكتبة الجديدة التي وضعت في  الشارع، قرب قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بوسط مدينة قسنطينة ، بمجموعة كبيرة من الكتب أهداها متطوّع من مدينة عين البيضاء، ولاية أم البواقي لعشاق المطالعة العمومية، بعد أن تعرضت للنهب و التكسير في الأسبوع الماضي، كما قال الناشط الجمعوي و المنشط الإذاعي توفيق بن زقوطة في اتصال بالنصر.
محدثنا أعرب من جهة أخرى عن أسفه الشديد، لأن هذه المكتبة التي تعتبر الأولى من نوعها على مستوى الولاية و أنشئت في شهر جوان المنصرم، بمبادرة من مجموعة من الطلبة الجامعيين و بدعم من مجموعة أصدقاء قسنطينة، لتشجيع المواطنين على المطالعة و التبرع بالكتب،  تعرضت في الأسبوع الفارط إلى اعتداء من مجهولين، سرقوا منها 160  كتابا و حطموا بابها و زجاج واجهتها و لاذوا بالفرار، و قد تم رفع شكوى بهذا الخصوص إلى مصالح الأمن  .
و أشار إلى أن حرفيين  اثنين تطوعا بتصليح باب المكتبة الخشبية و تركيب زجاج جديد لها، بدل المهشم بسرعة قياسية، و دعم مدير دار الثقافة المكتبة بـ 100كتاب  و وعد مدير ديوان مؤسسات الشباب و الرياضة بدعمها بـ200 كتاب آخر، في حين بادر مواطن من مدينة عين البيضاء بالتبرع بعدد كبير من الكتب ملأت خمسة صناديق.
بالمقابل يكتفي القسنطينيون ـ  كما أكدـ بالتعليق الافتراضي على المشروع و تشجيعه و توزيع الوعود بدعمه و توسيعه ، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة  في حسابهم الخاص على موقع فايسبوك، في حين هم غائبون في الواقع و لا يجسدون وعودهم، حسبه.
العضو الناشط بمجموعة أصدقاء قسنطينة، بين بأن الطلبة أصحاب المبادرة، و هم خمسة فتيات و شابين، اتصلوا قبل تجسيدها برئيس بلدية قسنطينة، لطلب رخصة بوضع المكتبة في الشارع، فلم يمنحهم سوى شهرا  فقط، مما تطلب تدخل مجموعة أصدقاء قسنطينة لتمديد الرخصة لشهر آخر لا غير، و اعتبر محدثنا بأن هذه المدة جد قصيرة لتجسيد مشروع بهذا الحجم، يهدف إلى التشجيع على المطالعة و توسيع الآفاق المعرفية لدى مختلف المواطنين من مختلف الأعمار و الشرائح الاجتماعية، بمدينة عريقة ، تعرف بأنها مدينة العلم و العلماء على حد تعبيره، و قد خصص ـ كما قال ـ  حصة إذاعية مؤخرا لتسليط الضوء على المكتبة و التحسيس و التوعية بأهميتها و أهدافها و أبعادها و ضرورة تعميم التجربة، لتشمل مناطق أخرى إستراتيجية و آمنة بالمدينة.
و أضاف بأن المجموعة التي انخرط فيها الطلبة أصحاب المبادرة، ستتصل بكل الجهات المعنية و تستغل كل علاقاتها، من أجل تمديد رخصة المكتبة الحالية لشهور أخرى و السماح لها بإنشاء مكتبات أخرى عبر البلدية، مشيرا إلى أن تكلفة المكتبة الخشبية الواحدة ، لا تزيد عن  3 ملايين سنتيم لا غير، و تأسف لأن العديد من العائلات تكتفي بتزيين منازلها بمكتبة و تعتبرها قطعة من الديكور لا تستعمل، و دعاها بالمناسبة، إلى نفض الغبار عنها و التبرع ببعض مقتنياتهم من الكتب للمكتبة، ليستفيد منها أكبر عدد ممكن من المواطنين، و لما لا المساهمة في أقرب و قت ممكن، في تجسيد مكتبة بالجامعة و ثانية أمام إحدى محطات ترامواي.
و تابع السيد بن زرقوطة بأن المكتبة تستقطب يوميا بين 30 و 40 شخصا، للاطلاع على ما تضمه من مؤلفات متنوعة علمية و ثقافية و دينية و أدبية، إلى جانب الروايات، مشيرا إلى أن أعضاء مجموعة أصدقاء قسنطينة، يحرصون على مراقبة الكتب بانتظام، ليجد فيها كل راغب في المطالعة ضالته التي تفيده . جدير بالذكر أن عدة مكتبات مماثلة أنشئت قبل شهور، بناء على رخص مدتها 5 إلى6 أشهر من البلديات المعنية في باتنة و جيجل و غيرهما.      
إلهام.ط

الرجوع إلى الأعلى