قسنطينة تحتفل بعيد الاستقلال على وقع الإيقاعات العيساوية    
احتفت أول أمس قسنطينة بالذكرى 55 لعيدي الاستقلال و الشباب في أجواء بهيجة رصعتها إيقاعات الفرق العيساوية و استعراضات فرق الكشافة الجزائرية و التونسية، و كذا الفرق الرياضية ضمن كرنفال فني و ثقافي و تراثي كبير جاب وسط المدينة طيلة ساعة و نصف تقريبا، فاستقطب مئات المارة و الزوار الذين أعربوا عن تفاعلهم مع اللوحات الفنية التي شكلتها الفرق المتنوعة بالهتاف و التصفيق.
الكرنفال و مختلف المعارض و النشاطات التي تضمنها الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية العظيمة، نظمتها مديرية الثقافة، بالتنسيق مع مديرية الشباب و الرياضة و عدة جمعيات ثقافية تحت رعاية والي الولاية الذي حرص بمعية السلطات المحلية على متابعة كل مراحل الاحتفال الضخم عن كثب. انطلاقة الكرنفال كانت من ملعب بن عبد المالك رمضان و قد تصدره فوج الوفاء للكشافة الإسلامية الجزائرية و حمل براعمه علما وطنيا ضخما و تبعه فوج من الكشافة التونسية و قد حمل عناصره أعلاما تونسية و أخرى جزائرية، لتتبعه فرق أخرى للكشافة الوطنية و هي تردد مختلف الأناشيد الوطنية الحماسية.
و احتفت الفرق العيساوية التراثية القسنطينية، و كذا الفرق القادمة من عدة  ولايات من الوطن و الجارة تونس ، بثلاث مناسبات و هي عيدي الاستقلال و الشباب، إلى جانب خرجة سيدي راشد في طبعتها العاشرة، التي تتواصل فعالياتها إلى غاية يوم غد الجمعة 7 جويلية الجاري، و تزامنت انطلاقتها مع المناسبتين الوطنيتين، و هذه الفرق هي فرقة الكاف التونسية للعيساوة ،  فرقة أبناء الطريقة العيساوية و فرقة البهاء و فرقة سيدي راشد من قسنطينة،  فرقة لالة خيرة من غرداية، فرقة مرزوق من بسكرة ، فرقة أهل الطريقة العيساوية من قالمة ،  الفرقة التراثية العيساوية للمدية، فرقة الطريقة العيساوية للقل، إلى جانب فرق أخرى  من مستغانم و  عنابة و سوق أهراس. الجمعيات العيساوية التي شاركت بقوة في الكرنفال ، صال و جال عناصرها بوسط المدينة، سواء على متن عربات تقليدية أو فوق أحصنة أو على الأقدام، و هم يرتدون الأزياء التقليدية و يرقصون و يقرعون على الطبول و البندير و يطلقون البارود، و هم يرددون الأناشيد و الأغاني و الأهازيج الصوفية المرتبطة بتراث  الطريقة، بحب و حماس، مقدمين لوحات فنية و ثقافية، أبهرت بإيقاعاتها  الجمهور الذي اصطف على جانبي الطريق المؤدي إلى الساحة المحاذية لقصر الثقافة مالك حداد ، بوسط المدينة، حيث نصبت منصة للسلطات المحلية و الضيوف، و تابع المشاركون في الكرنفال تقديم استعراضاتهم أمامهم .
و شمل الكرنفال أيضا استعراضات جميلة و متناسقة لمختلف أنواع الرياضات ، من تقديم فرق من الأطفال و بعض الشبان، و تمثلت أساسا في رياضة الكاراتيه، الكينغ فو، كرة القدم، الدراجات الهوائية و الملاكمة،  زينتها عروض في الـ "بريك دانس".
و قد احتضن قصر الثقافة مالك حداد بعد إسدال الستار عن الكرنفال، عدة معارض بالمناسبة، استقطبت الوفود الحاضرة، و هي معرض للتراث العيساوي تضمن مخطوطات و صور لرواد الطريقة، و الآلات الموسيقية التقليدية و العديد من رموز و طقوس الطريقة الصوفية. كما نظم معرض للأزياء و الحلويات التقليدية.
و تمثلت الفقرة الموالية من الاحتفال القسنطيني الضخم، في حفلات غنائية و تكريمية، حيث قام بإحياء الحفل الأول الفنان زين الدين بوشعالة و فرقته و تخللت الحفل  تكريمات للمجاهدين و الأسرة الثورية و كذا عناصر من الحرس البلدي. و قدمت الحفلات الموالية كوكبة من ألمع الفنانين الشباب.
إلهام.ط

الرجوع إلى الأعلى