فاجأ  الأمين العام السابق للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى أمس السبت، مناضلي وقيادات الحزب بعودته  إلى واجهة النشاط الحزبي، بحضوره أشغال تجديد هياكل الأرندي بالعاصمة،  وذلك منذ غيابه وتقديمه استقالته.
عودة أويحيى للظهور في هذا الظرف تطرح العديد من التساؤلات لدى المتتبعين،  خصوصا في ظل بروز بعض الأصوات داخل الحزب المنادية بعودته  لتسيير شؤون الأرندي، بدعوى الركود والرتابة التي شهدها التجمع الوطني الديمقراطي في المرحلة الأخيرة،  وغيابه نوعا ما عن النشاطات الحزبية والسياسية، وما عاشه من توترات بين أعضائه.
 وحسب المتتبعين لشؤون الحزب،  فقد تكون عودة أويحيى من بوابة تجديد هياكله المحلية،  رسالة مشفرة  لها عدة دلالات ، تتعلق بالمواعيد السياسية المقبلة.
وبشأن عملية تجديد هياكل الحزب بولاية الجزائر ، فقد زكى أعضاء المجلس الولائي  بالعاصمة، رئيس الأمانة الولائية صديق شيهاب لعهدة أخرى، في انتظار ترسيم التزكية، بقرار من الأمين العام للحزب عبد القادر بن صالح، بناء على طلب موقع من قبل أغلبية أعضاء المجلس، حيث كلفوا القيادي في الحزب محمد مباركي، بنقل رسالة إلى الأمين العام قصد تجديد الثقة في صديق شهاب أمينا للمكتب الولائي، طبقا للمادتين 20 و65 من القانون الأساسي، ورد مباركي بالقول أن « بن صالح مقتنع أكثر منكم بما تطلبونه».
وتعالت الأصوات في القاعة التي شهدت عملية تنصيب المجلس الولائي،  وانتخاب الأمانة الولائية للتجمع الوطني الديمقراطي بولاية الجزائر، التي تمت بقصر المعارض بالصنوبر البحري، منادية بتجديد الثقة بصديق شهاب، في غياب أبرز القياديين في الحزب حيث  بعثوا بوكالات، من بينهم عبد الكريم حرشاوي، والطيب زيتوني ونسيم سيدي السعيد وصالح جنوحات ومصطفى براف، حيث بلغ عدد الغائبين 12 مناضلا.
من جانبه، أكد محمد مباركي،  الذي كلّفه الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي عبد القادر بن صالح بالإشراف على عملية تنصيب المجلس الولائي والأمانة الولائية للأرندي بالعاصمة، في كلمته، أنه سعيد و جد محرج وهو يجد نفسه أمام أويحيى، وقال « أنا جد محرج وسعيد في نفس الوقت لحضور قائدي وأخي وصديقي أحمد أويحيى، لأنه هو الذي علمنا الانضباط والتواضع والتفاني في العمل»، وأضاف بشأن حضوره  «حضور أويحيى اليوم هو أمر طبيعي وعادٍ ويدخل في إطار نضاله السياسي».
وعن الغاية من هذا الإجتماع  أوضح مباركي، أنه يأتي في إطار إعادة هيكلة الحزب وتوسيعه في ولاية الجزائر، مشيرا إلى أن الأمور جرت بشكل هادئ في إطار قوانين الحزب، رغم تحفظات مناضلين  في بلديتين، واقترح مباركي رفع عدد أعضاء المجلس من 15 إلى 19 عضوا، وقال إن «قانون الحزب ليس قانون العقوبات»
 من جهته،  قال شهاب صديق منسق الأرندي بالعاصمة، الذي زكاه المناضلون بالإجماع،  بأنه مناضل  بالحزب منذ تأسيسه، مشيرا إلى فضل أحمد أويحيى عليه عندما عيّنه في المكتب الأول للحزب، و طالب بـ «عدم لي ذراع الأمين العام للحزب» وقال اتركوا المجال مفتوحا للأمين العام ليقدر وحده، وأنا سأبقى أعمل في الحزب كمناضل بسيط».
ونوّه صديق شيهاب بمسار الحزب «الصحيح»،  مشيرا إلى أن هذه العملية تأتي تتويجا لقرارات المؤتمر الرابع،  ولعملية هيكلية بدأها الأرندي  في سبتمبر الماضي، وأدت لظهور قيادات جديدة على المستوى المحلي.
ووجّه شيهاب صديق رسالة  للمناضلين، دعاهم فيها للإلتفاف حول التجمع الوطني الديمقراطي، لضمان استقراره، سيما وهوعلى  مقربة من الاحتفال بالذكرى الـ 18 لتأسيسه، مضيفا بأن المرحلة القادمة  تتطلب اليقظة والتجنّد،  من خلال التضامن لمواجهة الرهانات المستقبلية.
مراد.ح

الرجوع إلى الأعلى