فلاحــــون يتحدثـــون عن تهريـــب حــــــمولات من الحبــوب نحـــو تونــــس
يشتكي منتجو الحبوب بعدة مناطق بولاية الطارف، و خصوصا ببلديات الجهة الجنوبية لدائرة بوحجار الحدودية، من المشاكل التي تواجههم في تسويق محصولهم لتعاونية الحبوب و البقول الجافة، مشيرين إلى أنهم يضطرون للبقاء في طوابير طويلة لساعات تحت أشعة الشمس الحارقة ، فيما صرحت مصادر مسؤولة أنه تم توقيف أعوان بمخازن التعاونية بسبب سوء معاملة فلاحين   .
و قال منتجون في تصريحاتهم «للنصر»، بأن محصولهم بات مهددا بالتلف و الحرائق جراء «العراقيل» التي يواجهونها في الميدان بخصوص التسويق، أمام العجز المسجل في منشآت تخزين الحبوب، ما جعلهم يعزفون عن جني محصولهم الذي أتت الحرائق على مساحات شاسعة منه، فيما اضطر البعض إلى التنقل لتسويق محصولهم بالولايات المجاورة لتجنب الخسارة، و هو ما أثقل كاهلهم وزاد في مصاريفهم، و طرح  بعض المنتجين مشكل تعرضهم لسوء المعاملة من قبل بعض عمال تعاونية الحبوب و البقول الجافة، و التي وصلت إلى حد الإهانة و الاعتداء اللفظي عليهم، في غياب تدخل الجهات المعنية بالرغم من الشكاوي و الاحتجاجات المرفوعة، إلى جانب تأخر صرف مستحقاتهم المالية بعد دفعهم المحصول، أمام عدم وفاء المصالح المعنية بتعهداتها في تسليمهم أموالهم مباشرة بعد دفع المحصول. زيادة على ذلك، اشتكى منتجون من تعرضهم للتحايل من قبل ديوان الحبوب، من خلال استقبال محصولهم على أساس أن نوعيته من الصنف «ب»، رغم أن نوعية المحصول من النوعية الجيدة من صنف «أ»، على حد قولهم، مضيفين بأن عملية تصنيف الحبوب خلال عملية التسويق «يشوبها الغموض أمام سياسة الكيل بمكيالين   المنتهجة من قبل المصالح المعنية التي تستقبل منتوج فلاحين من القمح الصلب الممتاز، و تصنف آخر من النوعية الثانية رغم أن المحصول يحمل نفس المواصفات»، علاوة على ذلك، أثار المنتجون نقص الأكياس و بعض نقاط التخزين عليهم، ما عطل عليهم تسويق محصولهم الذي يتم جمعه حاليا في خنادق، و على متن  مقطورات الجرارات، و بقاءه على هذه الحالة إلى غاية إيجاد الأكياس التي بات الحصول عليها صعبا لندرتها، المشكلة التي تطفو للسطح مطلع كل سنة مع انطلاق عملية الحصاد و الدرس.
من جهة أخرى، سجل تأخر حملة حصد مساحات من الحبوب لحد الساعة بكل من بلديات بوحجار، و الشافية، و عين العسل، و التي باتت عرضة للحرائق و التلف بسبب نقص الحاصدات، في غياب تدخل المصالح المعنية مساعدتهم على إنقاذ الموسم من الخسارة، ما دفع البعض إلى اللجوء إلى حصد محصولهم بالطرق التقليدية، فيما كشف منتجون عن  عزوف عشرات الفلاحين عن حصد مساحات الحبوب و الأعلاف، أمام العراقيل التي تعيق حملة الحصاد و الدرس، حيث تحدثوا عن تعرض كميات من الحبوب للتهريب نحو البلد المجاور بسبب مشكلة التسويق المطروحة، و السعر المرجعي المحدد من قبل تعاونية الحبوب في التسويق و الذي يبقى لا يغطي حسبهم حقيقة أعباء و تكاليف الإنتاج، أمام التصنيف غير العادل حسبهم المعتمد من قبل القائمين على تعاونية الحبوب و البقول الجافة بعنابة .
من جهتها أشارت مصادر مسؤولة بمديرية الفلاحة، إلى أن هناك إجراءات اتخذت لتسهيل تسويق محصول الفلاحين في ظروف حسنة، مضيفة عن إنهاء مهام بعض الأعوان بتعاونية الحبوب من ثبت تعديهم على المنتجين و سوء المعاملة لهم، و أردفت المصالح المعنية بتوفير الأكياس بالكميات المطلوبة، و حاصدات من الولايات الداخلية للإسراع في حصاد كل مساحات الحبوب، مؤكدة على تحقيق إنتاج قياسي من الحبوب، هذه السنة، لم تشهده الولاية منذ الاستقلال، و الذي قارب نصف مليون قنطار رغم أن المنطقة غير مصنفة في خانة الولايات المنتجة
 للحبوب.
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى