أعلن يوم الاثنين وزير الداخلية و الجماعات  المحلية و تهيئة الإقليم  نور الدين بدوي  من تيزي وزو عن تعويض المتضررين من الحرائق الأخيرة بقرار من رئيس الجمهورية، وكشف الوزير عن تخصيص كل من صندوقي  الكوارث الطبيعية و التضامن للجماعات المحلية للتكفل بخسائر الحرائق  الاستثنائية التي شبت عبر 17 ولاية من الوطن.
و طمأن السيد بدوي المتضررين أنه تم تنصيب لجان على مستوى 17 ولاية من الوطن  متضررة يرأسها الوالي لإحصاء الخسائر التي لحقت بقطيع الأغنام و الأشجار  المثمرة و السكان و غيرها و رفعها إلى وزارة الداخلية و الجماعات المحلية و  تهيئة الإقليم بغية الشروع اعتبارا من الأسبوع القادم في إجراءات التعويض.
و استنادا لحصيلة الخسائر التي نجمت عن حرائق الغابات التي شبت على المستوى  الوطني  أعدتها وزارة الداخلية  فان ألسنة النيران التهمت منذ الفاتح جوان و إلى غاية 16 جويلية ما مجموعه 1.328 هكتارا من القمح الصلب و 1.118  هكتارا من الشعير و 104.324 حزمة تبن و 48.737 شجرة مثمرة و 1.759 نخلة.
و أكد وزير الداخلية أمس بتيزي وزو ، أن الدولة الجزائرية ستقوم بكل ما في وسعها  من أجل مواجهة الأزمة التي تعيشها الولاية جراء موجة الحرائق التي اجتاحتها خلال الأيام الأخيرة و تسببت في خسائر مادية و بشرية.
بدوي الذي وقف على حجم الكارثة التي خلفتها الحرائق المندلعة على مدار أربعة أيام في قرى بلدية آيت يحيى موسى في دائرة ذراع الميزان 25 كلم جنوب تيزي وزو و التي تعتبر من بين المناطق الأكثر تضررا من حيث المساحة التي أتت عليها النيران و حجم الخسائر، التقى بالسكان و تعهد بتعويض المتضررين مؤكدا أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات لتفادي مثل هذه الكوارث مستقبلا .
 و أوضح نور الدين بدوي أن تعويض الضحايا كان بأمر من رئيس الجمهورية الذي كلفه بطمأنة الضحايا و ستمس التعويضات جميع العائلات التي تكبدت خسائر فادحة في ممتلكاتها جراء النيران على مستوى مختلف قرى تيزي وزو حيث سيتم تعويض الضحايا عن الخسائر التي تكبدوها في الثروة الحيوانية و السكنات و خلايا النحل و الأشجار المثمرة ، و قال في ذات الصدد «رئيس الجمهورية كلفني بطمأنة ضحايا الحرائق و تعويض جميع العائلات المتضررة عن الخسائر التي لحقت بها» ، مشيرا إلى أن هذه التعويضات ستتم بناء على إحصائيات لجنة ولائية خاصة أمر رئيس الجمهورية بتعيينها لإحصاء كل الخسائر، مؤكدا في نفس السياق أن مهمة الحكومة الوقوف إلى جانب المواطنين و أن الدولة موجودة في كل الظروف.
و حيا وزير الداخلية و الجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، سكان المنطقة الذين ساهموا إلى جانب أعوان الحماية المدنية و مختلف مؤسسات الدولة في إخماد الحرائق و إنقاذ الأرواح، و قال بدوي أن المواطنين بفضل هبتهم التضامنية مع العائلات ساهموا في تراجع الخسائر البشرية و التقليل من حدة الكارثة الاستثنائية التي حلت بالولاية، كما ثمن مجهودات أفراد الجيش الوطني الشعبي الذين تدخلوا لمواجهة النيران و إجلاء العائلات المعزولة من النيران وسط الغابات.
و تنقل بدوي إلى قرية اث رحمون لتقديم تعازي الحكومة و الترحم على روح «ك- رابح» أحد ضحايا الحرائق المهولة التي شهدتها المنطقة، يبلغ من العمر 64 سنة و لقي مصرعه الأسبوع الماضي متأثرا بالحروق التي تعرض لها من الدرجة الثالثة قبل وصوله إلى مستشفى ذراع الميزان.
 و خلال ندوة صحفية عقدها بمقر الولاية ، قال الوزير بأن موجة الحرائق اجتاحت 17 ولاية عبر الوطن و هي حالات استثنائية على غرار ولاية تيزي وزو، و هو ما دفع برئيس الجمهورية إلى إعطاء تعليمات لتفقد المنطقة و معاينة  الوضع و اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتدارك الوضعية التي عرفتها الولاية و تنصيب لجنة ولائية لجرد الخسائر يترأسها والي تيزي وزو، و قال أن صندوق الكوارث الطبيعية سوف يتكفل بكل الخسائر، معترفا في ذات السياق  بوجود نقائص خاصة بالتدخل للحماية المدنية سيتم تداركها مستقبلا و أعلن عن اتخاذ جملة من الإجراءات الاستعجالية للتدخل السريع  من بينها رفع عدد الأرتال المتحركة في الولايات المعنية بالكوارث الطبيعية على غرار الطارف و البليدة و جيجل لدعم قطاع الحماية المدنية كما سيتكفل الصندوق الوطني للتضامن للجماعات المحلية بتأهيل المسالك الموجودة و فتح مسالك جديدة لتسمح للمواطنين باستعمالها و لتسهيل مهمة تدخل أعوان الحماية عند نشوب الحرائق في الوقت المناسب ، مع وضع إمكانيات على مستوى عدة ولايات من الوطن و تخصيص برنامج بالمناطق الجبلية المعنية بالحرائق لتفاديها مستقبلا، مشيرا إلى انه ابتداء من الأسبوع القادم عند انتهاء لجنة التقييم من عملها سوف نعمل على تجسيد كل القرارات التي تتخذها اللجنة الولائية لتيزي وزو و اللجان الولائية على مستوى 17 ولاية أخرى.
تجدر الإشارة أن محافظة الغابات بتيزي وزو  سجلت اندلاع 112 حريقا أتت على مساحة هامة من الغطاء النباتي قدرت ب 2.377 هكتارا من بينها 642 هكتارا من الأحراش و 418 هكتارا من الأدغال و 243 هكتارا من الغابات بالإضافة إلى  1.083 شجرة مثمرة أغلبها من التين و الزيتون.
سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى