عمليـات لمرضى القلب دون جراحة لأول مرة في عنابـة
أشرف طاقم طبي مُتخصص بمصلحة طب القلب و الشرايين بمستشفى ابن سينا الجامعي بعنابة، خلال اليومين الماضيين، على إجراء 21 عملية غير جراحية، تمت لأول مرة بتقنيات حديثة دون اللجوء إلى عمليات القلب المفتوح، شملت جميع المرضى الذين يعانون من انسداد و تصلب في الأوعية الدموية، و إصلاح الصمام التاجي، و كذا التشوهات الخلقية لدى الأطفال على مستوى القلب.
و قام أطباء القلب تحت إشراف البروفسور فرحات عبد الجليل من تونس، بإدخال قسطرة من خلال شريان أساسي في الفخذ، تم عبره تمرير جهاز دقيق يوفر خيارا غير جراحي لإصلاح الصمام التاجي، و إزالة الانسداد على مستوى الشرايين و الأوعية الدموية المرتبطة وظيفيا بالقلب، للمرضى الذين يعانون من آثار الارتجاع الوظيفي و الانتكاسي لحركة الدم في القلب. و جرت العمليات بمساعدة 3 أطباء أخصائيين بقسم القسطرة بمستشفى ابن سينا الجامعي، بمتابعة من رئيس المصلحة البروفسور بن عثمان مولود. و أوضح الدكتور موفق محمد في اتصال مع النصر، و هو أحد الأطباء المشاركين في العمليات غير الجراحية، بأن هذا النوع من العمليات يجرى لأول مرة بعنابة و ولايات شرقية أخرى، حيث انقسمت العمليات إلى 3 أصناف، الأولى تخص المرضى المصابين بتصلب في الشرايين، تم إدخال جهاز دقيق لإزالة الانسداد و إصلاح الصمام، أمام النوع الثاني من العمليات، فيتعلق بإزالة الفتحة المتواجدة بين الأذنين اليمنى و اليسرى للقلب، و هي من بين العمليات الخطيرة عند إجراء الجراحة بالقلب المفتوح، أما النوع الثالث، فيخص التشوهات الخلقية في الصمام، و هو المرض الموجود بكثرة لدى الأطفال الصغار الذين يولدون مصابين به، و تراوحت أعمار المرضى الذي خضعوا للعمليات غير الجراحية، ما بين 7 و 55 سنة. و تجنب التقنيات الحديثة في علاج القلب دون جراحة، حسب الدكتور موفق، تعريض المريض للخطر و مكوث وقت طويل في المستشفى، حيث تتطلب عمليات جراحية للقلب المفتوح مكوث المريض 10 أيام في المستشفى تحت المراقبة الطبية، قبل إجراء العملية، بالإضافة إلى المضاعفات التي قد تنجم بعد الجراحة. و تهدف العمليات التي أجريت للمرضى بمستشفى ابن سينا، إلى نقل الخبرة للأطباء المساعدين للبروفسور التونسي، و اكتساب التجربة مستقبلا من خلال عملية التأطير و المساعدة، بهدف مباشرة قسم القسطرة على مستوى مصلحة طب القلب و الشرايين، في إجراء عمليات مماثلة لفائدة المرضى.  و حسب إدارة المستشفى، فقد تم إجراء هذه العمليات مجانا بمصلحة طب القلب و الشرايين، بمبادرة من البروفسور بن عثمان مولود، الذي قام بترتيب برنامج العمليات لفائدة المرضى الذين يترددون على المصلحة من مختلف الولايات الشرقية، كما توفر على ذويهم إنفاق أموال كبيرة بالعيادات الخاصة، حيث يقدر ثمن إجرائها بـ 30 مليون سنتيم للعملية الواحدة، علما و أن المستشفى يدفع على نفقته الأجهزة و الأدوية المستخدمة في الجراحة، و التي تتجاوز 350 مليون سنتيم.  و تشير التقارير الطبية، إلى أن عمليات تركيب صمام «كورفالف» داخل شريان الأورطي بالقسطرة دون جراحة، أدى إلى انخفاض ملموس في عدد الوفيات، بالمقارنة مع جراحات القلب المفتوح، بما في ذلك سرعة الشفاء بالمقارنة مع استبدال الصمام جراحيا.           حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى