جنازة رسمية مهيبة للراحل رضا مالك بمقبرة العالية
شيع جثمان الفقيد، رضا مالك ، رئيس الحكومة الأسبق أمس إلى مثواه الأخير بمقبرة العالية في جو جنائزي مهيب بحضور أعلى السلطات في الدولة، وكذا شخصيات وطنية ورفقاء المرحوم وعدد من المواطنين.
وقد خصصت للراحل رضا مالك جنازة رسمية بكل  ما تتطلبه من بروتوكولات بالنظر لمكانته التاريخية كمجاهد وكأحد المفاوضين في إيفيان، والناطق باسم الوفد المفاوض هناك، وكذا باعتباره شخصية سياسية تولت العديد من المناصب السياسية الهامة في هرم الدولة بعد الاستقلال.
وقد حمل جثمان الفقيد رضا مالك وهو مسجى بالعلم الوطني على أكتاف فرقة من الحرس الجمهوري التي أدت له التحية مباشرة بعد وصوله بعد ظهر أمس إلى مقبرة العالية، تحت ضربات موسيقية خاصة بهذه المناسبات أدتها فرقة الحرس الجمهوري بالمكان، وقد سار وراء نعش الفقيد عدد كبير من المسؤولين السامين في الدولة على رأسهم رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ، رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة، الوزير الأول عبد المجيد تبون، وزير الدولة مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى ، الأمين العام للرئاسة حبة العقبي، فضلا عن المستشار الخاص للرئيس الطيب بلعيز و عدد من أعضاء الحكومة.
ولم يتخلف عن الجنازة أيضا الكثير من الشخصيات الوطنية ووزراء ومسؤولين سابقين وضباط متقاعدين ورفقاء الراحل من أمثال علي هارون وخالد نزار زميلاه في المجلس الأعلى للدولة، وسيد أحمد غزالي، فضلا عن رؤساء أحزاب سياسية من الموالاة والمعارضة ونواب، وسفراء بعض الدول مثل فرنسا ، الأردن، ليبيا وغيرها من ممثلي السلك الدبلوماسي، ورجال أعمال ومديري مؤسسات عمومية وطنية كبرى ومثقفين ومواطنين،  كل هؤلاء أبوا إلا أن يرافقوا الراحل إلى مثواه الأخير بعد مسيرة طويلة في خدمة البلاد تمتد إلى أكثر من خمسين سنة.
وبعد أداء صلاة الجنازة على جثمانه قرأ وزير الثقافة عز الدين ميهوبي كلمة تأبينية في حق الفقيد رضا مالك وصفه فيها بأحد أهم "القيادات الفكرية والسياسية والثقافية في تاريخ الجزائر الحديث، وأحد صناع ملحمة الجزائر الكبرى"، وأضاف ميهوبي يقول في ذات السياق أن المرحوم يعتبر أيضا "أحد ابرز رجالات الثورة، والفكر، والسياسة والدبلوماسية، اجتمع فيه المجاهد الأبي، والوطني الأصيل، والنوفمبري الثابت والجمهوري الصلب".
 ومما قاله ميهوبي أيضا في تأبينية الراحل أن "التاريخ سيقف وينحني عنده ليشكره على ما قدمه للوطن وقد أفنى حياته  في خدمة الجزائر، فلبى نداء الوطن، وخدم الجزائر شابا  وكهلا، صحفيا ومثقفا، دبلوماسيا ووزيرا ومفاوضا .. واليوم يرحل كما رحل الكبار كما عهدناهم"، وختم وزير الثقافة كلمته في حق الرجل بأنه "لم يهب الموت وبأن مسيرته تحتاج لكثير من الوقت لاستقرائها وعرضها على السياسيين والطلبة"، وخلص قارئ التأبينية أيضا إلى أننا اليوم "ندفن الجسد لا الرسالة" التي حملها الراحل رضا مالك.
واعتبارا لتاريخه النضالي كمجاهد أثناء حرب التحرير الوطني وكذا بالنظر للمسؤوليات العليا التي تقلدها بعد الاستقلال دفن الراحل رضا مالك تحت طلقات عناصر الحرس الجمهوري، التي عادة ما تطلق تقديرا لكبار الزعماء والمحاربين.
ونشير فقط أن رضا مالك كان قد توفى أول أمس السبت بالمستشفى العسكري لعين النعجة بعد صراع مع المرض عن عمر 86 سنة.
إلياس -ب

في رسائل تعزية خاصة لعائلته  
شخصيات وأحزاب سياسية تشيد بخصال الراحل  
أشادت شخصيات سياسية ورؤساء أحزاب بخصال الراحل رضا مالك رئيس الحكومة الأسبق الذي وافته المنية أول أمس السبت، وفي هذا الصدد  أعرب رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة أمس عن تعازيه ومواساته لعائلة الفقيد الذي أفنى حياته في خدمة الجزائر.
وكتب السيد بوحجة في رسالة تعزية إلى عائلة الفقيد « بلغني بعميق الحزن والأسى نبأ انتقال المجاهد ورئيس الحكومة الأسبق رضا مالك إلى جوار المولى عز وجل، وإن وفاته لتعد فجيعة ليس على أسرته الكريمة فحسب، وإنما على كافة أفراد الشعب الجزائري « مبرزا أن الراحل « قد شب منذ نعومة أظافره على حب الوطن والتضحية من اجله فأسهم في الذود عنه والكفاح من أجل استرجاع استقلاله، حيث كان عضوا في لجنة إدارة الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين إلى جانب توليه منصب مدير أسبوعية المجاهد لسان حال جبهة التحرير الوطني».
 ويضيف بوحجة في رسالة التعزية أن الفقيد تقلد أيضا منصب الناطق باسم الوفد الجزائري في مفاوضات ايفيان، ناهيك عن كونه أحد محرري ميثاق مؤتمر طرابلس سنة 1962.
وبعد استعادة الاستقلال واصل نضاله في مختلف مواقع المسؤولية التي تقلدها والتي توجت بتعيينه سفيرا للجزائر بباريس، وواشنطن وموسكو ولندن ثم وزيرا للإعلام والثقافة، ليشغل منصب رئيس المجلس الاستشاري الوطني، ثم عين عضوا في المجلس الأعلى للدولة، فوزيرا للشؤون الخارجية قبل أن يعين رئيسا للحكومة كما أسس وترأس حزب التحالف الوطني الجمهوري.
وعلى اثر هذه الفاجعة « الأليمة قدم رئيس المجلس الشعبي الوطني باسمه الخاص ونيابة عن كافة النواب في المجلس الشعبي الوطني أصدق التعازي واخلص المواساة لعائلة الفقيد رضا مالك، داعيا المولى عز وجل أن «يتغمد روح الفقيد الغالي بواسع رحمته، وان يسكنه فسيح جنانه ويلهم كافة أهله وذويه وإخوانه ورفاق دربه جميل الصبر والسلوان.
  من جهته تقدم الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، في بيان للحزب أصالة عن نفسه ونيابة عن أعضاء المكتب الوطني و إطارات ومناضلي حزبه بخالص عبارات التعازي والمواساة إلى أسرة الفقيد، داعيا المولى عز وجل أن يتغمدروح الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم ذويه جميل الصبر والسلوان.
كما تقدم الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري بلقاسم ساحلي باسمه، وباسم مناضلي وإطارات الحزب بخالص تعازيه وأصدق المواساة لعائلة الفقيد المجاهد رضا مالك (مؤسس الحزب)، معتبرا أن حزبه والشعب الجزائري فقد «مجاهدا كبيرا « من الرعيل الأول، ومن بين أبرز مؤسسي الاتحاد العام للطلبة الجزائريين المسلمين ومفاوضا « شرسا « إبان مفاوضات إيفيان التي أفضت إلى استعادة السيادة الوطنية وتحقيق الاستقلال، مضيفا أن الفقيد كان أيضا دبلوماسيا «محنكا « رفع راية الوطن «عاليا «، ودافع عن مصالحه العليا في كبار العواصم الدولية ومثقفا ومفكرا من الطراز «الرفيع، ومما جاء في بيان التحالف الوطني الجمهوري» إن الفقيد «رجل دولة لبى نداء الوطن مجددا عندما كانت الجمهورية تتعرض لمحاولات التدمير والتحطيم أثناء الأزمة الأمنية التي عاشتها البلاد في تسعينيات القرن الماضي»  من خلال رئاسته للمجلس الاستشاري الوطني، وعضويته في المجلس الأعلى للدولة، وقيادته الحكومة في ظروف اقتصادية واجتماعية غاية في التعقيد.
مؤكدا أن أبناء وبنات الحزب « يجددون عزمهم البقاء أوفياء للخط الوطني والجمهوري الذي رسخه الراحل «بقيمه « النضالية وأخلاقه « السامية» وكفاءته « العالية « من أجل تحقيق آماله الكبيرة وتطلعه الدائم نحو جزائر الحداثة والعصرنة، جزائر متصالحة مع ماضيها وموروثها الحضاري والروحي متفتحة على المستقبل المشرق والزاهر".
وأشار الحزب إلى أنه فتح سجل تقديم التعازي للمواطنين والمواطنات ابتداء من الأمس الأحد بمقر الحزب.
بدوره أعرب الأمين العام لحركة الوفاق الوطني علي بوخزنة عن تعازيه الحارة للجزائريين والجزائريات وجميع أفراد أسرة الفقيد، معتبرا أن الجزائر فقدت  قامة نضالية تاريخية وسياسية « تتجلى في المجاهد رضا مالك، مؤكدا أن ما « بصمه من مواقف بقيت شاهدة له وللرجال العظماء من أبناء الوطن".
ق.و/ واج

شهادات في حق الفقيد
رضا مالك تقلد مسؤوليات كبيرة وأفنى عمره في خدمة الجزائر
أكدت شخصيات وطنية ورفقاء المجاهد ورئيس الحكومة الأسبق رضا مالك الذي وافته المنية أول أمس أن الفقيد كان شخصية معطاءة  وفذة، وأفنى حياته في خدمة الجزائر عبر مختلف المسؤوليات التي تقلدها، وفي أصعب الفترات التي مرت بها البلاد.واعتبر المجاهد ورئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام على هامش مراسيم تشييع جنازة رضا مالك أمس الأحد بمقبرة العالية أن «التكوين الفلسفي الثوري للفقيد كان له أثر واضح على شخصيته»، مؤكدا أنه قبل العمل معه كوزير للشؤون الخارجية في الحكومة التي ترأسها السيد عبد السلام مطلع التسعينيات، «عرفناه مناضلا أيام الثورة وبداياته مع الحركة الطلابية وبعدها إسهامه الإيجابي في مفاوضات إيفيان بفضل تجربته الدبلوماسية».
من جهته أكد وزير الدولة مدير الديوان برئاسة الجمهورية والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى أن رضا مالك «أعطى كل شيء للجزائر» منوها بتحمله المسؤوليات الكبيرة عبر مختلف مراحل تاريخ الجزائر المعاصر، فهو «كان عضوا في المجلس الأعلى للدولة ورئيسا للمجلس الاستشاري الوطني وكافح ضد الإرهاب كما تحمل مسؤولية المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.فيما أكد وزير الدفاع الأسبق اللواء المتقاعد خالد نزار، أن رضا مالك «أكبر من أي كلمات قد تصفه، ومن الصعب إعطاءه حقه» نظير الخدمات الكبيرة التي قدمها للدولة الجزائرية.
أما الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس فقال أن «الجزائر فقدت واحدا من أعمدة التاريخ والثورة»، داعيا الأجيال الصاعدة إلى الإطلاع على «إنجازات هذا العملاق الذي يعد رمزا ونموذجا»، وعن الجانب الثقافي للرجل السياسي، قال المدير العام للأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي أنه «يعتز» بالراحل كمثقف، مؤكدا أن الجزائر «فقدت أحد أقطابها ورجالاتها الذين واكبوا تاريخ الجزائر المعاصر قبل استرجاع السيادة الوطنية وبعده»، مضيفا أنه «ترك في الحياة العامة أثرا بالغا بفضل إخلاصه وتواضعه ومواقفه الجريئة وأوضح شيخي أن رضا مالك كان حريصا على إبداء رأيه في بعض القضايا التاريخية، معتبرا أن كتابه «»تقاليد وثورة» من أحسن الكتب التي قرأتها في تاريخ الجزائر المعاصر»، داعيا إلى «دراسة شخصية الفقيد لأنه باحث ومثقف كبير وبصمته في وسائل الإعلام لا تمحى.وفي ذات الإطار عبر الكاتب والروائي واسيني الأعرج, عن حزنه العميق إثر هذه الخسارة الكبيرة», مؤكدا أن رحيل رضا مالك «سيترك فراغا كبيرا، وأشاد بخصال الراحل الذي «أضفى تغييرا إيجابيا في كل الوزارات التي سيرها وجند كل الطاقات الفعالة فخياراته كانت دقيقة وعن فترة توليه لمنصب وزير الثقافة، قال واسيني الأعرج أن الثقافة في هذه الفترة «سمت سموا كبيرا», مضيفا أن فترة توليه رئاسة الحكومة تزامنت مع «مرحلة شديدة القسوة وكان يجب حينها اتخاذ مواقف صارمة»، مؤكدا أن رضا مالك «كان من الذين حافظوا على الدولة وحموا استمرارها».
ودعا الروائي الأجيال الصاعدة إلى «الوفاء للمشروع الثقافي لرضا مالك لأنه كان من دعاة تجديد الخطاب الوطني ثقافيا», مشيرا إلى أنه كان «من السياسيين المثقفين القلائل الذين حافظوا على التوازن بين السياسة
والثقافة.                                           
واج

الرجوع إلى الأعلى