أكدت وزارة الموارد المائية أمس، أن التذبذبات الحاصلة في توزيع المياه في عديد ولايات الوطن، تعود أساسا إلى نقص الموارد المائية إلى جانب عوامل أخرى تتعلق بالانقطاع في التيار الكهربائي والربط غير الشرعي بالشبكة، فضلا عن التسربات الناجمة عن قدم الشبكة والتي تتسبب في ضياع ما لا يقل عن 50 بالمائة من مخزون المياه، وأعلنت الوزارة بالمناسبة عن إدراج مخطط استعجالي قصد القضاء على ‹› هذه المشكلة التي أصبحت تؤرق المواطنين خاصة في فصل الصيف››.
وأوضح المدير المركزي للتموين بالمياه الشروب في الوزارة إسماعيل عميروش، للنصر أن  التذبذب الحاصل في تزويد البيوت بمياه الشرب في عدد من ولايات شرق البلاد على وجه الخصوص من بينها، تبسة وسوق اهراس وأم البواقي و خنشلة وبرج بوعريريج و سطيف وورقلة ، خلال الفترة الأخيرة ‹› غير إرادي ‹›، ولا يتعلق الأمر ببرنامج أو ‹› بتقنين ‹› معين بل كل ما في الأمر يعود إلى ‹› شح الأمطار ‹›المتراكم›› خلال السنوات الأخيرة››، ما جعل كميات المياه الجوفية – كما قال، تتراجع، وهو ما أثر على قدرات الضخ بالنسبة لبعض الآبار التي تزود التجمعات السكانية المختلفة من 20 لترا في الثانية إلى أقل من 8 لترات ، سيما في المناطق التي تعتمد على مياه الآبار››، وهو الأمر الذي يؤثر على المخزون››.
و أكد عميروش بأن الشح المقلق للأمطار المسجل السنة الماضية ( 2016) على غرار السنوات التي قبلها، أدى من جهة أخرى إلى جفاف الكثير من الينابيع التي كانت مصدر تزويد سكان الكثير من المناطق الريفية، وهو ما دفع الوزارة إلى إطلاق برنامج استعجالي قصد إيجاد حل لهذه المشكلة، حتى لا يبقى المواطنون تحت رحمة أصحاب الصهاريج، مشيرا بهذا الصدد إلى أن وزير الموارد المائية حسين نسيب وخلال زيارته الأخيرة إلى ولايتي تبسة وسوق اهراس قد طالب المسؤولين المعنيين بضرورة الإسراع في إتمام المشاريع المبرمجة المتعلقة بإنجاز آبار جديدة للمياه والعمل على تجديد قنوات شبكة المياه الصالحة للشرب التي تسبب قدمها وتآكلها كما قال في حدوث تسربات تتسبب يوميا في ضياع ما لا يقل عن 50 بالمائة من الكميات التي يتم توزيعها، فضلا عن مطالبته بالإسراع في إنجاز المشاريع المسجلة أو الجاري إنجازها بعد أن قامت الحكومة كما قال، بتخصيص الأغلفة المالية اللازمة.
كما نبه ذات المسؤول إلى أن التوصيلات العشوائية التي يقوم بها أصحاب بعض المصانع والورش والمربين والفلاحين، كثيرا ما كانت سببا في تراجع مخزون المياه فضلا عن التبذير المفرط الذي تتعرض له – كما أشار- هذه المادة الحيوية، من طرف المواطنين، حيث أصبح الكثيرون لا يترددون في هدر كميات كبيرة منها في تنظيف محيطهم سواء محيط المسكن أو العمل.
كما أبرز مدير التموين بالمياه الشروب في وزارة  الموارد المائية أن الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي ، تعد سببا آخر في التذبذب الحاصل في توزيع المياه سواء في الجزائر العاصمة أو في سائر ولايات ومدن البلاد الأخرى وقال ‹› إن انقطاع التيار الكهربائي لمجرد نصف ساعة فقط قد يترتب عنه توقف توزيع المياه ليوم كامل››.
تجدر الإشارة إلى أن وزير القطاع كان خلال لقائه الأخير بإطارات ومسؤولي قطاعه عبر الوطن، قد أعطى توصيات تقضي بتسريع جميع العمليات طور الانجاز، مشددا على أنه يتعين على المسؤولين بالولايات المعنية الاعتماد على المؤسسات المصغرة في إنجاز بعض عمليات الصيانة وإصلاح التسربات.
وحرصا على المساواة الاجتماعية، طلب حسين نسيب من المسؤولين تعزيز حضور الأعوان في المناطق الريفية والمناطق الثانوية الأكثر تضررا من تذبذب التوزيع في فترة الحر، ويتعلق الأمر هنا بتجنيد وسائل أكبر من خلال حشد قدرات التدخل لأعوان مديريات الموارد المائية وهياكل الجزائرية للمياه وكذا البلديات.
وبخصوص الموارد البشرية شدد الوزير على ضرورة إعادة تنظيم العناصر وتسخيرهم للمهن العملياتية للماء مشيرا إلى وجوب التواصل مع السكان والاستعانة بوسائل الأعلام الجوارية، كما أكد على أنه «من حق المواطنين معرفة برامج التوزيع وأسباب الاضطرابات والمستجدات المتعلقة بتحسين الخدمة العمومية للماء الشروب»، مضيفا أنه ينبغي التحضير لموسم الاصطياف المقبل ابتداء من نهاية الموسم الجاري.
ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى