وحدة تدخل لحماية وإجلاء مستعملي الطريق الدولي بالطارف
 قرر وزير الداخلية و الجماعات المحلية و التهيئة العمرانية نور الدين بدوي، أمس الأول، خلال وقوفه على الأضرار التي خلفتها الحرائق بولاية الطارف، تسجيل عملية لإنجاز وحدة للحماية المدنية ببلدية أم الطبول الحدودية مجهزة بكل الوسائل، ستتكفل بالتدخل لحماية السكان و ممتلكاتهم من الحرائق، و تقديم الإسعافات الضرورية عند الحاجة، إضافة إلى تقديم المساعدة لمستعملي الطريق الدولي المؤدي نحو تونس، مرورا بالبلدية التي تعد بوابة البلاد الشرقية.
قرار الوزير جاء نزولا عند مطلب السكان الذين ناشدوه في لقائهم به، للتعجيل بتخصيص مشروع إنجاز وحدة للحماية من أخطار الحرائق التي تتربص بهم، خصوصا بالنسبة لسكان بجوار   المناطق الغابية بحكم خصوصيات للمنطقة التي تمتاز بغطاء نباتي و غابي كثيف، إلى جانب وجودها داخل المحمية الطبيعية للحظيرة الوطنية للقالة التي تحوي على أصناف نادرة من الغابات، و صرح الوزير بأن المشروع ستنطلق أشغاله في أقرب وقت ريثما يتم الانتهاء من الإجراءات الإدارية المعمول بها، و هو ما سيسمح بدعم جهود المصالح المعنية في التدخل السريع لإخماد الحرائق في وقتها، و منع انتشار ألسنة النيران إلى الحظيرة الغابية. و بعين المكان، وقف الوزير على الوسائل المجندة  للغابات والحماية المدنية لإخماد الحرائق، معلنا عن تقديم دعم إضافي   للتغلب على المشكل  بولاية الطارف، بما فيها دعم الولاية بالرتل المتحرك من ولايات أخرى، كما طلب من مصالح الغابات تقديم بطاقات تقنية  سوف تأخذ بعين الإعتبار لإنجاز عمليات للتصدي للحرائق.
 و قد عاين بدوي بكل من بلديات أم الطبول، العيون و رمل السوق الأضرار الفادحة التي لحقت بالثروة الغابية، بعد أن أتت ألسنة اللهب على مئات الهكتارات من الغابات، خاصة أشجار الفلين و الصنوبر الحلبي و الكاليتوس.  ووقف على  على الخسائر التي تكبدتها بعض العائلات جراء الحرائق التي لم تتسبب لحسن الحظ في أي خسائر بشرية عدا الخسائر المادية الطفيفة، أين أتت الحرائق على عدد من الإسطبلات بالمناطق الريفية الجبلية الحدودية، و طالبت العائلات المتضررة في لقائها بالوزير دعمها بوحدات لتربية المواشي لمساعدتها على تحسين ظروف المعيشة، فيما طالب آخرون التعجيل بالتعويض عن الخسائر التي لحقت بهم بفعل موجهة الحرائق المهولة التي أتت حسبهم على كل شي.
و كشفت الشروحات التي قدمت من قبل مصالح الغابات، عن تسجيل 68حريقا  تسببت في إتلاف 739هكتارا في الفترة الممتدة بين 29جويلية و 2 أوت، حيث تم إخماد جميع الحرائق عدا 8 حرائق أخرى، فيما لا تزال عملية التدخل متواصلة لإخمادها خاصة بكل من بلديات عين العسل، السوارخ، العيون، و حمام بني صالح، في وقت بلغت فيه عدد الحرائق منذ الفاتح جوان إلى غاية 2أوت الجاري، 142حريقا أتت على مساحة إجمالية قدرها 804هكتار، و الحصيلة  تبقى مؤقتة باعتبار أن تقييم الخسائر لازالت متواصلة من قبل المصالح المختصة. من جهته أشار مدير الحماية المدنية، إلى أن الحرائق المهولة التي عرفتها الولاية، دفعت بمصالحه إلى الاستناد بدعم الرتل المتحرك لولايتي عنابة و سوق أهراس، إضافة إلى رتل ولاية الطارف أين تم تجنيد حوالي ألف عون واجهوا صعوبات كبيرة لإخماد الحرائق بفعل صعوبة المسالك، و ارتفاع درجة الحرارة المصحوبة بهبوب رياح ساخنة زادت الأمر تعقيدا، وقد تم تسجيل أغلب الحرائق بالبلديات الحدودية   دون وقوع أي خسائر بشرية باستثناء بعض الأضرار المادية البسيطة، ذلك أن جل الحرائق تبقى عمدية و إجرامية، بدليل اندلاعها في نفس الوقت، و قد أودعت بشأنها شكاوي ضد مجهول، و طرحت مصالح الحماية المدنية و محافظة الغابات العجز المسجل في الإمكانيات المادية و البشرية، و هو ما يحول دون التحكم في عملية مكافحة الحرائق الغابية ،  مشيرين إلى أن الولاية تبقى بحاجة إلى إمكانيات   بحكم خصوصياتها البيئية و الطبيعية، و طابعها الغابي المتربع على مساحة 168 ألف هكتار، ما يمثل 62 بالمائة من المساحة الإجمالية
 للولاية.  

  نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى