الحيـاة الجزائريـة  للعـلامة  أحمـد إدريـس عبـدو
حلت يوم الخميس الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشيخ العالم الأستاذ أحمد إدريس عبدو الذي  أقام بالجزائر زهاء 46 عاما،أستاذا مدرسا ومحاضرا، كاتبا ومفتيا.

محمد جبار

ولد الشيخ أحمد إدريس في مدينة – الديسي – بأثيوبيا الموافق 1940 م ، وهي منطقة لا تفصلها عن جنوب اليمن إلا بضع كلومترات في البحر الأحمر، ، إذ تحيط بها مجموعة من الدول كأريتيريا – بعد الانفصال – والسـودان في الشمال والغرب والصومال من الشرق والجنوب وكينيا في الجنوب ومن الشرق جيبوتي .
 تحصل على الاجازة العالية ، ليسانس في: 1963م من جامعة الأزهر ، وكان على رأس دفعته مع زميل له من فلسطين- لا يذكر اسمه -إذ كرم من قبل الرئيس المصري المرحوم جمال عبد الناصر، وعائلة الشيخ لا تزال تحتفظ بالميدالية الممنوحة له بمناسبة عيد العلم في طبعته التاسعة بمصر إلى اليوم.
تحصل بعدها على شهادة الماجيستير في موضوع/ الفقه المقارن وذلك أثناء السنة الجامعية : 1967/1968 ، دائما من جامع الأزهر ، وهذا قبل دخوله أرض الجزائر في السنة الموالية 1969م وفي نفس  الوقت كان الشيخ  يحضر- ديبلوم – شهادة في اللغة والأدب العربي ومن بين أساتذته الشاعرة العراقية الأستاذة  نازك  صادق  الملائكة.
و تكريما له ولغيره   من الطلبة العرب والمسلمين طلب منهم الأزهر ا اختيار الدول التي يمكن الذهاب إليها في إطار العمل والمساعدة والتعاون ، وتحقيقا لأمنيته أختار الأستاذ/ أحمد إدريس عبدو – الجزائر رمز التحرر والاستقلال ، فحل بالجزائر في 17 أكتـوبر 1969 م
       و وجه للعمل والإقامة بولاية قسنطينة حيث أقام بحي فيلالي القريب من جامع الأمير عبد القادر حاليا ، والعمل في سلك التربية والتعليم أستاذا مدرسا– بالمعهد الإسلامي
( متوسطة فاطمة الزهراء ) حاليا ، التابع لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف ، وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية فيما بعد.
     بقي الأستاذ أحمد ادريس عبدو ملحقا بالمعهد الإسلامي  من سنة 1969 إلى سنة 1973 بساحة سي الحواس بقسنطينة ،فثانوية التعليم الأصلي بقسنطينة ( ثانوية أحمد باي ) حاليا ، من بداية السنة الدراسية: 73/1974 بعد أن خصصت الثانوية الجديدة  بالمنصورة للذكور والمعهد الأصلي للإناث إلى نهاية السنة الدراسية : 77/1978 م  ومع بداية السنة الدراسية : 1978 – 1979 / انتمى إلى ثانوية أحمد باي بقسنطينة في نظام تعليمها التربوي الجديد ، أستاذا في اللغة العربية إلى سنة 1988 سنة .
 و تروي لنا السيدة زينب أرملة المرحوم الشيخ أحمد أثناء إقامته بالمستشفى الجامعي بقسنطينة : أن الشيخ الأستاذ مصطفى بوغابة مدير ثانوية أحمد باي بقسنطينة – وهو صهر الشيخ المرحوم العربي التبسي - هو من تولى التدخل لدى الأستاذ /عبد الحميد الإبراهيمي لما كان رئيسا للحكومة بمساعدته على تجديد وتمديد إقامة الشيخ بالجزائر.
بتسوية وضعية إقامته وتعاونه تحول إلى معهد تكوين الأئمة وإطارات الشؤون الدينية بمعهد تكوين الأئمة وإطارات الشؤون الدينية بتلاغمه – ولاية ميلة ، إلى تاريخ تقاعده في سنة 2000 ، وقد تخرج على يده الألاف ممن يدينون له بالمحبة والوفاء بعد أن قدم لهم أصول العمل الدعوي والمعرفي خاصة في فلسفة الفقه المقارن على مختلف المذاهب الفقهية ، بالتي هي أحسن وأقوم بعيدا عن المغالاة والغلـو.
علما أن الشيخ كان أستاذا متعاونا بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة من سنة 1989 إلى سنة  2012 م.
•  مؤلفات الشيخ
 أحمد إدريس عبدو

 لديه مؤلفات أربع مطبوعة صادرة عن دار الهدى بعين امليلة، ولاية أم البواقي بالجزائر
01- أصول الفقه / تيسير المهمات في شرح ورقات إمام الحرمين الجويني ، الذي عاش
  في القرن الخامس 05 هجري، والكتاب صادر في سنة 1997م، والكتاب من حيث الشكل يقع في: 326 صفحة من الحجم المتوسط، أما من حيث المضمون فهو كتاب يتعلق بشرح أصول الفقه التي اعتمدها الشيخ الجويني .
02 - فقـه المعاملات، على مذهب الإمام مالك، مع المقارنة بالمذاهب الأخرى في أصول
  المسائل وعيونها ،وهو كتاب تتعلق مباحثه بحركية المال في الإسلام وكل ما يتعلق بالبيوع من تجارة ومتاجرة، والكتاب صادر في: سنة 1998م في شكل متوسط عدد صفحاته بلغت 559 صفحة .
03 - الدرر الثمينة في فقه الصلاة – على مذهب عالم المدينة الإمام مالك رضي الله عنه والكتاب صادر في سنة 2005م، في: 654 صفحة .
04 - الوافي في أحكام الزكاة – دراسة مقارنة بين المذاهب والعلماء، والكتاب صادر في سنة 2006م ، يقع في : 783 صفحة من الحجم الكبير .
كما أن للشيخ مخطوط في فقه المعاملات تجاوزت صفحاته 700 صفحة لم تتيسر ظروف طبعه في حياته وقد يتيسر ذلك لاحقا من طرف أبنائه.
 كما له عمل رسالة دكتوراة جاهز، لم تتوفر ظروف مناقشتها لأسباب صحية وغيرها بعنوان    - أسس القضاء في الإسلام  -
وقد تميزت الحياة الجزائرية للشيخ بحسن العلاقة مع الجميع عائلة وتلاميذ وأساتذة وكل المحيط العام القريب منه، بالمسجد والشارع نجده يلقى التكريم والتبجيل أينـما حل وارتحل.

الرجوع إلى الأعلى