أوفدت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (فاف)،عضو المكتب الفيدرالي عمار بهلول على رأس الوفد الذي تنقل إلى مدينة صفاقس التونسية رفقة منتخب المحليين، في قرار جاء ليجسد نهاية الأزمة الداخلية التي كانت قد طفت إلى السطح على هامش مباراة الذهاب من تصفيات «شان 2018»، التي جرت قبل أسبوع بقسنطينة، لأن بهلول كان قد أثار زوبعة كبيرة، تجسد القبضة الحديدية التي كانت له مع رئيس الفيدرالية خير الدين زطشي، بسبب تركيبة الطاقم الذي يشرف على تأطير تربصات الحكام، لكن تواجده في تونس على رأس الوفد، وضع نقطة النهاية للخلاف بين أعضاء المكتب الفيدرالي، بعد أسبوع من انفجار الوضع.
مصدر جد مقرب من الفاف، أكد للنصر بأن الإشكالية التي أثارها بهلول بقسنطينة، تمثلت في تواجد الحكمين الدوليين الاسبقين محمد زكريني و محمد بنوزة ضمن الطاقم الذي اختاره المسير المؤقت لشؤون اللجنة الفيدرالية للتحكيم مختار أمالو، من أجل التكفل بمهمة تأطير تربصات حكام النخبة بمركز تيكجدة، حيث أن عضو المكتب الفيدرالي، و بمجرد تحصله على هذه المعلومات، سارع إلى إشعار رئيس الإتحادية خير الدين زطشي، بواسطة رسالة رسالة قصيرة عبر الهاتف، بموقفه القاضي برفض تواجد هذا الثنائي ضمن الطاقم المؤطر للحكام، خاصة من الناحية النظرية، إلا أن رد رئيس الفاف في تلك اللحظة، كان حسب مصدرنا بالتأكيد على عدم علمه بتفاصيل قضية تربصات الحكام، سيما تركيبة لجنة التأطير، على اعتبار أنه ترك كامل الصلاحيات لأمالو.
و أضاف مصدر النصر بأن بهلول لم يغادر مدينة قسنطينة، بل انصرف من المطعم أثناء تناول وفد الفاف وجبة الغداء، تعبيرا منه عن عدم اقتناعه بموقف رئيس الإتحادية، لأن مشكلة التحكيم كانت قد تسببت في تفجير الوضع مع عضو المكتب الفيدرالي مسعود كوسة، لكن المسؤول الأول في الفاف، لم يتخذ الإجراءات الكفيلة بحسم الخلافات التي ظلت تطفو على السطح بسبب هذه القضية، خاصة و أن زطشي لم يستغل الاجتماع الأخير للمكتب الفيدرالي لتعيين رئيس رسمي للجنة التحكيم، مع ضبط التركيبة الرسمية لهذه الهيئة.
و استنادا إلى نفس المصدر فإن زطشي و بعد الاستفسار مع أمالو بخصوص تربصات الحكام، اتصل هاتفيا بعضو المكتب الفيدرالي عمار بهلول، و أكد إعفاء الثنائي زكريني و بنوزة من الإشراف على تأطير الجانب النظري في تربصات الحكام على اختلاف مستوياتهم، و ذلك تنفيذا للتعليمات التي أصدرها رئيس الفاف لأمالو، و القاضية باستدعاء وجوه جديدة للإشراف على التأطير، حتى و لو كان ذلك في آخر لحظة، ما دفع بالمسير المؤقت للجنة التحكيم إلى توجيه دعوات استعجالية لكل من بن عيسى، كراي و حواسنية، مقابل ابلاغ زكريني و بنوزة بقرار الشطب من قائمة المؤطرين.
و خلص مصدر النصر إلى التأكيد على أن المياه عادت إلى مجراها الطبيعي بين رئيس الفاف زطشي     و عضو المكتب الفيدرالي بهلول بقسنطينة، بعد احتواء الخلاف، ليكون تعيين رئيس رابطة الطارف الولائية على رأس وفد منتخب المحليين إلى تونس، أبرز قرار لتجسيد الهدوء الذي عاد إلى المكتب الفيدرالي، و بالتالي تفنيد الأخبار التي تحدثت على مدار أسبوع كامل، عن حدوث انقسام بين أعضاء الفاف، و ظهور تكتل «جماعة الشرق»، ممثل في الثلاثي بهلول، غوتي و كوسة، المتمرد على رئيس الإتحادية خلال جلسة العمل التي كانت بقسنطينة، و لو أن الجميع ينتظر اجتماع المكتب الفيدرالي المقرر ليوم 23 أوت الجاري، للحسم و بصفة نهائية في قضية اللجنة الفيدرالية للتحكيم، و ذلك بتعيين رئيس رسمي لهذه اللجنة، لأن البطولة ستنطلق بعد أسبوع من اليوم، و رؤساء النوادي كانوا قد طالبوا بضرورة التعرف على هوية المسؤول الأول عن تعيينات الحكام، بصرف النظر عن الإشكالية التي خلفتها هذه القضية داخل المكتب الفيدرالي، بعد التباين في وجوهات النظر بين كوسة و ولد زميرلي، و الزوبعة الإعلامية التي نتجت عن ذلك، و التي كانت عواقبها إنهاء مهام كوسة كرئيس للجنة التحكيم.
صالح فرطاس

الرجوع إلى الأعلى